سرد

لم يكن نهارا عاديا ابدا، واتتني، الليلة الفائتة وحتى صباح هذا اليوم، ذات الغصة التي تلي الوصول، بعد عناء، الى طريق مسدود، كلما استعصى علي وضع نهاية مناسبة للقصة التي اكتبها .. وحين شرعنا بتناول إفطارنا، آخر حفنة عدس، أنا وزوجتي، وبالكاد أبتلعنا اولى الملاعق منه، حتى رن جرس الباب، فتحته وأذا بذات...
صففت على مكتبي كماً منتقى من كتب النحو والبلاغة زودتني بها مكتبتي العامرة، فارهقت بصري واجهدت ذهني في قراءة هذا الكم وتقليب صفحاته، ثم صنعت اسئلة على شفاه آخرين وراجعت بعدها كل نظريات التربية حتى تقوس ظهري، فخلدت في نوم عميق حالماً بغد مشرق اسهم فيه بصنع انسان الوطن. احمر خد الشمس ودبت الحركة...
شعرْت براحةٍ عجيبة في وضعيتي تلك. حين انحنيْت لألتقط لابني الصغير كرته العالقة أسفل السرير، سرَتْ في بدني رغبةٌ خفيّة بالبقاء على تلك الانحناءة. رُحت أجرّب الأمر مراراً وتكرارً، تارةً أسْقط علّاقة مفاتيحي وتارةً أُفْلِتُ الجوّال عمْداً ليقع كي أجثو خلفه فأشعر بأنّي ما خُلِقْت أصلاً إلّا بهذا...
"1" "بين الرماد و البنفسج" فيما "أنا الرمادية" في السرير ما بين النوم واليقظة، تفتح عيناً وتغلق أخرى كهرّة بليدة، تستعيد كوابيس الليلة الفائتة بملامح منقبضة، قفزت "أنا البنفسجية" بهمّة فتاة في مقتبل العمر من سرير الأمس. أزاحت الستائر .. فتحت النوافذ .. وضعت موسيقا دافئة وانسابت إلى الشارع...
لا أعرف هل كان الأفضل أن لا أتقصي عنه؟ وأن أظل غافلة عن كل هذا التاريخ الشائن؟ تمنيت أني لا سألت ولا عرفت، كان كل شيء سيمضي كما خططنا له، حتى اسم ابننا القادم؛ اتفقنا أن يكون لؤي، أيضا البلد الذي اخترناه للعيش فيه معا، كل التفاصيل عشناها في خيالنا، عامان هما عمر حبنا العنيف، خلالهما لم أر منه...
(6) ها أنا ذا مرة أخرى فى دبي، استقبلني زملائي بحفاوة شديدة، كعادته كان حسن أكثر الزملاء دفئا ومودة، توجهت بعد التقائي بهم مباشرة للقاء عبد الرحمن، كان في انتظاري، رحب بي ترحيبا قويا لكنه لا يخلو من طابعه الرسمي في التعامل مع الآخرين، طلب مني الجلوس ثم بدأ في الثناء عليَّ وعلى العمل الذي أنجزته...
(5) من قندهار إلى كابول ... ها أنا ذا في العاصمة الأفغانية، أحظى أخيرا ببعض مظاهر الراحة والرفاهية، تحولت من شخص مجهول يعمل بصورة سرية دون أي غطاء أو حماية إلى مراسل رسمي ومعتمد يحظى بقدر معقول نسبيا من الأمان، لم يكن هذا التحول سهلا على الإطلاق، كدت أن أُطرد أنا ورشيد نهائيا من أفغانستان، سبب...
لم يتغير شيء منذ عشرون سنة، لا زال عربجيا يمتهن ما ورثه عمن أنجبه في صحن الحياة... حياة خالية من اي طعم لا بهارات هندية ولا غيرها سواء حاذقة كانت ام باردة، إلا من تلك الرائحة النتنة التي يحملها على ظهر عربته الصغيرة وهو يجوب الطرقات مثل حماره يعبث ببواطن حاويات للنفايات، يخرج من بين كومة صفيح...
عزيزي الله: ع بالي أكتبلك شخبطة، بسألك فيها يا ترى كنت نايم، ولا بتشرب كهوة؟! لما كصفوا مدرستنا، وفجروا راس أمي، وطلَّعوا أمعاء أبويا من جوا بطنه، وكطَعوا ساكه اليمين لأخويا الزغير (مُعاذ) وبعد هاذا كله فكأوا عيني.. (تترك القلم لبضع ثوانٍ، تضعه فوق الورقة المهترئة، وتحتار أين تضع يمينها...
عاشرتهم لسنين طويلة يا لهم من أوغاد .. الفقراء أوغاد لا تتعجب! تراهم من بعيد منكسرين ،مطأطئي الرؤوس، مهما حاولت رؤية أعينهم فلن تراها أبدا.. ينظرون إليك من طرف خفي ، حتى إذا أتيحت لهم الفرصة أكلوا أمعاءك ، ولن أبالغ إن قلت أنهم باستطاعتهم طحنك ورميك للكلاب الضالة.. أنت تظن أن الفقير مسكين ! لا...
فجراً ، عندما نظرتُ من نافذة الصالة، باتجاه الحديقة الكبيرة، اسمي هذه الحديقة " غابة "، في غالب الاحيان، بسبب كثافة الاشجار، طبعا أشجار غير مثمرة ، في تلك الاثناء، رأيت جسدا مطروحا على العشب، بالقرب من الشجرة العملاقة التي أحبها ، ذات الاغصان الخمسة المنبثقة من الجذر ، كان قد لاح لي شيء أحمر ،...
"أين أنت" نصوص نثرية. هل تَعرِف مَا هِي الأفْكار اَلتِي راودتْني وَأنَا اَلضَّم لَك مِسْبحَتك العاجيَّة هذي ؟ تِلْك اَلتِي تَضعهَا فِي جَيبِك وَبهَا تُختَم صلواتك ؟ أردْتُ أن أَحزُّ رقبتك مِثْل كَبْشٍ ! أين أنت الآن؟ أنَا وَحِيدَة أقفُ تَحْت شَمْس الظَّهيرة المدوَّخة رفيقاتي ترْكنَني على...
أيامه المشحونة معها بردت وتقلصت واستكانت فى ذاوية من نفسه، بعد رحيلها المفاجيء، دون مقدمات لمرض، ربما لتعود فى صورة أخرى، أفضل من التى تحياها، تعرفها الأزهار والأشجار، أضنتها الحياة المرهقة، دونها الحياة موحشة، كان الصباح باردا، أشبه بلوحة رمادية ضبابية، ضاربة إلى صفرة تحجب المنازل، فى التلفاز...
" أن نوجد، ليس شيئًا آخر غير أن نكون مُتناغمين" الفيلسوف الألمانيّ" لايبنتز رسا العطاء عليّ، بعد جدال طويل مع صفيّة، حول تحديد مكان السهرة؛ فدعوتها إلى حفل موسيقيّ، اليوم أول عروضه، في دار الأوبرا الجديد، التي أقيم بناؤها على أطلال مسرح المدينة الصغير. وضعتْ سبّابتها المطلي إظفرها...
.. تطارده الأفكار ، تصارعه الظنون والشكوك ، تتقاذفه الأوهام، يرفع جسده عن الفراش ينهض كل جوانحه ليسألها : من أنا ؟ يرتفع صوت الريح يضرب بنافذة العقل ، ترتعش الخلايا تتصلب بعد تجول فى تلافيف المخ، تصبح مشلولة لا تستطيع الإجابة . يبحث فى أوراق مرصوصة على مائدة قذرة ، ينكر صلته بها وتنكره،...
أعلى