في قريةٍ وادعة وجميلة عاش طفل وحيد لأبويه اسمه هاني، عشق تربية الحيوانات وقضاء أغلب أوقاته في اللعب معها، وكان أحب الحيوانات إلى قلبه كلبه (زعفران)، كان هذا الكلب صديقاً له بكل معنى الكلمة، يؤدي كل ما يطلب منه بكل إخلاص، ولأن هاني كان يعشق الحيوانات فلقد أحب أن يربي خروفاً صغيراً أيضاً، كان قد...
اكتشفت اليوم أن معرفتي بالضباب محدودة جدا. كنت أراه من بعيد وبنيت له في خيالي صورا شتى أغلبها مشتق من قصائد الشعراء الرومنطيقيين. واليوم دخلت في الضباب دخولا فلم أجد فيه شيئا مما قالت الشعراء. الضباب يا سادتي ظلمات تكتنف الطريق فلا تدري وأنت تقطعها إن كنت في صعود أم هبوط. تقاوم الظلمات المنحطة...
كان يسير بجوار القصر المنيف، يسير بخطوات ثقيلة ممتلئة بالرمال والتلال والسنين، حتى أن قدمه حين تطأ ثرى الأرض يشعر وكأنه طائر الرخ يحط إلى مهبطه بعد السفر الطويل، وحين يرفعها ويدفعها للأمام تستغرق تلك الدفعة سنوات، تستطيل معها لحيته وأظافره، وتنهك قواه فيبدو كالقادم من الزمن البعيد .. لكنه يسير ...
في الصباح المبكر، أيام العمل، تغادر منزلك الى مكان عملك. الشوارع تذرعها ارجل المارة، عمال، طلاب، طالبات، والشوارع تسير فيها الحافلات تقل هؤلاء وهؤلاء، وأنت تسير وتسير، تبدو فرحاً بالحياة، فهل الحياة الا العمل؟ عمال النظافة، بائعو الخضار والفواكه، والمراييل الخضر، والفتيات المقبلات على الحياة،...
تقديم: - محمد بن يوسف كرزون -
* القلم كائن مشاغب في يد الكاتب والشاعر مصطفى الحاج حسين، فهو لا يدعُكَ تتركُ حرفاً يغيبُ عنكَ إنْ أنتَ أردْتَ أن تقرأ شيئاً ممّا يسيل من أجله.
فالحروف تتقافز، والحركات تتراقص، وعلامات الترقيم تُزاحمُ بعضَها بعضاً، فتدخل النصّ ولا تتركه إلاّ بعدَ أن تمرّ...
نظرة للامام - مذكرات
صادفت القاص الشهير محمد خضير في احدى المقاهي بشارع الكويت بعد مقتل البريكان بطعنات عدة بسكين فاخبرته بنيتي بحث نجله الاكبر بان اول ما يفعله ان يعثر على مؤلفات البريكان والاحتفاظ بها اثر تسلمه مفتاح الباب المودع لدى الشرطة لانه اثر ثمين فقال لي القاص خضير تلك فكرة غير صحيحة...
كنت أرافقها إلى تلك المحلات الفخمة، أحمل أكياس مشترياتها، وأنا مبتسمة هادئة، هي لا تنظر إلي أبدًا منهمكة في البحث عن الأشياء التي تنقصها..
إنها لا تعلم أنها تملك كل شيء، كلبها أيضًا يملك كل شيء، ألعابًا، ملابس لتغطية مؤخرته القذرة، علب التونة الشهية، حتى تلك العصفورة التي تحط على شجرة التوت...
أنعي إليكم رجلا لم يكن ليتذكر اسمي إلا لماما.
رجل لم أكن أره في السنة إلا مرة أو مرتين، ولكنه توفي أمس. وللموت فوائد كثيرة؛ أهمها أنه يمركز ويبئر أشخاصا ما كنا لنتذكر الجدوى من تذكرهم لولا موتهم. الموت وحده يشعل الذكرى؛ حتى المرض ليس بالسبب الكافي لتذكر جد أو خالة هذه الأيام، فالكل يمرض...
لم يعد هناك ملاذ آمن، فآخر مرة وقف على باب منزلي جامع الضرائب يطالبني بالأقساط المتأخرة التي تراكمت علي بسبب الركود العالمي وإنحدار ما اروج له، فالابقار قد نفقت من عدم توفير العلف لها، بعت نصفها لاسدد الديون، والنصف الآخر جردوني إياه تحسبا لعدم قدرتي على العناية بها... لا اخفيكم في ليلة وضحاها...
أبي عازف ناي، لا لشيء إلا لأنني أريده هكذا، ولا عجب فهذه قصتي وأنا المؤلف!. في الصباح خرج، وأنا في ذيله، دون تأخير، فهو يخرج بدري جدا، وهذا هو يومي الأول معه، بعدما ألححت عليه كثيرا، وتحسبا من أن يتحجج بضرورة بقائي مع أمي، أخدمها وأشوف طلباتها، أخرجتها من القصة، حتى يضطر أن لا يتركني وحدي في...
مقدمة الأديبة: بسمة الحاج يحيى..
للنخيل ظلالها، باسقات، شامخات تنافس الطيور المحلقة بالسماء،جذورها
تُسقى من نبع رقراق سلسبيل.. تُلقي ظلالها حيثما طاب السّمر و اللقاء.. ذلك هو الأديب : مصطفى الحاج حسين أو
...(المبدع ذو الضّفّتين) كما سمّاه بعض الكتاب والنقّاد. فقد لَانَ الحرفُ بين أصابعه،...
فتحَ تطبيق الواتس آب ليجد ست رسائل صوتية بأطوال وذبذبات مختلفة.
رائحة الشاي بالنعناع، الذي كان يشربه، دغدغت حواسه ومنحته لحظة استرخاء تشبه تلك، التي تسبق شروق الشمس.
ضغط على السهم الأول ليستمع إلى الرسالة الأولى: لم يكن حبًا من النظرة الأولى أوالثانية ولا العاشرة .. لم يلد حبي لكَ من نظرات...
من نافذة اختناقها، تطلّ على الزّقاق الضّيق، بشغفٍ جنوني، تتلقَّفُ تلهّفه، قلبها الغضّ يخفقُ بصخبٍ، ولعينيهِ المتوسّلتينِ تطيّر إبتسامة من دمع. لكنّ وجه ابن عمهّا (رضوان)
المقيت، يبرز فجأة أمام غبطتها فتجفلُ وتصفعها حقيقة خطبته لها، ترمق خاتمها الذّهبي، الذي يشنقُ أحلامها بازدراء، ترتدُّ نحو...
لماذا يجب علي أن أصحو من النوم؟
حاولت الإجابة على هذا السؤال أكثر من مرة؛ ربما لأنني أكره الليل؛ ينسج حولي رداء من الظلام؛ تدخل الدنيا في ثبات؛ تزورني أطياف لا أكاد اتبين ملامح أصحابها، رجال لايرتدون غير الأقنعة؛ يتبين من عيونهم أنهم يدبرون لي مكيدة؛ أستدير جهة الحائط فتنشق الحجرة عن مغارة...
تأملت في عينيه..وكفيها في حضن كفيه...
قال لها .،سنقيم جنتنا النقاء...أنت وأنا...هنا
ردت: الجنة عقيم ..لاتناسل ولا أمتداد ..
أريد بيتا يزدهر يوما إلى وطن..
أستدار صامتا..وغاب...وأنزوى في طيات الرحيل طويلا ثم عاد
سألته لم الغياب...هل كان حلمي غائما؟!
أجاب :
أهواك حبيبتي ..غير أنك تطلبين مني...