سرد

عندما عرضت على أولادي فكرةَ بيعِه لم يعترضوا، بل وافقوني سريعا . أسرع ابني بتعليق اللافتةِ على جداره. هو بيت مميز في الحي الذي يقع فيه، له واجهه كبيرة على ناصية مهمة ، في شارع يضج بالحياة، منذ أن دخلته وأنا عروس أجدد وأجمّل فيه حتى صار فيلا أنيقة، يرتاح من يقيم فيها . لم يستمر الإعلان وقتا طويلا...
منذ هبوط آدم على الأرض وهو مولع بالكشف، قد يسعى إليه سعيا حثيثا وقد يكون مباغتا دون تدبير منه كانه على موعد معه، وهو بطبيعته فضولي التكوين وإلا ما حبس نفسه بالساعات أمام عدسة ميكروسكوب تريه ما لا يراه بعينه المجردة، ولا ركب الأهوال في مجاهل الطبيعة كي يحظى بمزيد من الكشف، ما يعني أن الكشف...
شاع الخبر في الولايتين وتناقلته الأفواه في المقاهي والأسواق والمدارس والمعاهد. فقد قالوا في ولاية سليانة إن فلانة بنت خدوجة ستشتري سيارة. تستحق ذلك المسكينة فقد نشأت يتيمة وكافحت حتى صارت أستاذة. وقالوا في ولاية الكاف فلان بن فلان سيشتري سيارة. أنعم الله عليه براتب شهري لم يكن يحلم به أحد...
خرج من بيته وهم يتصارعون عازما ألا يعود، في طريقه إلى المجهول وصله تصريح المسئول الكبير: "الانتخابات في موعدها ولا نية للتمديد"، في نفس التوقيت تقريبا وصله تعليق المسئول السابق الذي يقيم خارج البلاد منتقدا التصريح ومحذرا من توابعه، أسر لنفسه بكلام لم يسمعه أحد يسخر فيه من الاثنين معا، ثم تبع ذلك...
يعتقد حسن بأن النحس يطارده.. بمجرد ما حصل على الإجازة، وقضى سنتين في الخدمة المدنية، تم الاستغناء عنه، ولم تستجب وزارة التربية لطلب إدماجه.. حدث ذلك في النصف الثاني من ثمانينات القرن الماضي.. جرائد المعارضة فسرت المشكل بالتقويم الهيكلي الذي فرضه البنك الدولي على المغرب لتخفيض كثلة الأجور، وإعادة...
إهـداء إلى كل من يجتهد في السعي بحثا عن الحقيقة ويسعد بامتلاك ولو جزء يسير منها وإلى كل من يعتقد أنه يمتلك الحقيقة الكاملة ولا يدرك أنه لا يمتلك شيئاً على الإطلاق أيمن مصطفى الأسمر دمياط - مصر يناير 2005 (1) بدأت اليوم عملي في دبي، إنه يومي الأول بإحدى القنوات الفضائية التي انتقلت...
أوشكتْ ألعاب العيال، في ذلك الزّمن، أن تكون كذا وعشرين لُعبة. خُذوا مثلا: جَمعُ أغطية الكُوكاكولا والبيبسي وغيرها، ولضمها في بعضها بخيط، ثم ثنيها لتصير عَجلة صغيرة تصنع مع زميلة لها شيئا يمشي بعجلتين، مُثبَّتتين في خشَبة صغيرة، وعمود طويل للقيادة يكون دائما من جريد النَّخل. كان هناك وشيش لصوت...
"حالة" أيتها المشبعةُ بالبروقِ والمتشبعةُ بطعم النارنجِ عندما تقبلين كفراشةٍ: أفتح جميع نوافذي لأتطلع إلي عينيكِ إذ تشرقان وإذ أراكِ أسمع : صفير روحكِ الذي يبقبقَ في الخلاء وخشخشةِ نعليكِ إذ يعلنان قدومكِ أمسك بصناراتِ الوحدةِ وأغزل من الزبدِ الأبيضِ جسدًا لإمرأةٌ لا أعرفها ربما تشبهكِ أنتِ...
قال لي بائع التّذاكر: - أذكرُ أني رأيتكَ البارحة هنا، أليس كذلك؟. - نعم. لقد وصلتُ المحطة متأخرًا، فاضطررتُ لتأجيلِ الرّحلة لهذا اليوم... قاطعني مندهشًا: - ألم تسمع نشرة الأخبار،ألم تقرأ الصّحف؟!. نفيتُ بهزةٍ من رأسي، لكن لم يمهلني طويلًا، إذ قال وكأنه يسردُ فيلمًا سينمائيًا: - ليلة البارحة،...
خمسة أيام والمطر البارد يهطل على مدينة الناصرية، كأنه يبكي هزيمة فريقها في كرة القدم أمام فريق العاصمة بغداد. مطر خريفي لا شتائي طويل، وقوي لم تعهده المدينة في سنواتها السابقة. كانت تمطر بغزارة شلال "ڰلي علي بيڰ" أحيانًا، وبهدوء صامت أحيانًا أخرى، والسماء تشهر سيوفها الذهبية كخاطرة مرت في البال،...
دَيرُ الراهبات ...، نَزلَ فُجْأةً مِن السماءِ إلى الأرضِ...؛ خَلقهُ الله بيديه...، وتجلّى بجلالِ إحداهُنَّ التي ترى كل ليلة في المنام صورةَ شابٍّ على هيئة المسيح، لكنه يُشبه موسى ومحمدا، فتقومُ مفزوعة...! . .. لا تدري كيفَ رأتْهُ على هيئةِ يَسوع، وكيف هو يشبه محمدًا وموسى...! .. حتّى تلقّت...
سألته وأنا أشعر بالخوف ينمو داخل نفسي: - هل تدرك أننا لن نكون معًا بعد اليوم؟ لم أسمع أية إجابة منه فسمحت لنفسي بالبكاء. الحياة تصبح قاسية أحيانًا! نهضتُ من فراشي بعد أن سحبت يدي من تحته وسرت خطوات صوب النافذة التي تجمعت على زجاجها كمية من البخار رسمت فوقه دائرة بجانبها دائرة ثم واحدة أصغر...
لم اشعر بنفسي إلا وأنا على فراش المستشفى، لم اشعر بساقي اليمنى، عندما بدأت فى الإفاقة من الغيبوبة رأيت فتاة رائعة الجمال أمامي، تمسك بوكيه ورد وتنظر إلي بأبتسامة رقيقة. سألتها في نصف وعي: أين أنا؟ ومن أنتِ ؟ قالت: إهدأ سأخبرك بكل شيء فى حينه . حاولت تحريك قدمي صرخت : رجلي تؤلمني . دلف الطبيب...
لست جباناً.. لكنني لست شجاعاً بالقدر الذي يمكنني من النظر إلى إبتسامة شهيدٍ في صورةٍ.. ه ما أشعر به حينها هو الخجل منه.. الحزن لعجزي.. والإختباء تحت أغطية سريري التي لا أعرف عددها كي لا أرى نفسي أو أرى أصابعي وهي تمسح آثار المطر على خدي.. تزعجني ضحكات الآخرين المصطنعة.. سماجتهم.. أكاذبهم...
مقعدي هناك بجوار كتبي القديمة، ازيح ذرة تراب لأجد لي مساحة... مقعدي هناك جوار محمولي القديم ذو الأحرف المنسوخة.... يزورني أبني. ليطمئن أني بخير.. وفي عجلة مع ساعة الحائط، يخترق الباب إلى الحياة و وطنه الخاص... مقعدي هناك حيث أسامر صور أولادي وهم صغار.... أغازل الحلم أن يأتني بهم جميعا... أجادل...
أعلى