سرد

ماري حبيتي ألم تشتاقي لي!؟ أسمع خيال جملته، صداها البعيد، وقعها الذي يشبه لمسة أصابع الطفل الصغير للبالون يشتاق لي وأنا التي خرجتُ من حروب الحياة مهزومةً لم يفرط بوقتي وجهدي وحسب لابل إنني انفرطتُ كحبات مسبحة على مائدته الرومانسية بنشاذ صوت الرفاق وعويلهم في ليالي الشتاء الباردة يشتاقُ...
تعثرت وأنا أكرع قوافي شعر ابو نؤاس، يبدو أن السكر قد نال مني، ويحي!! أهكذا كنت بمجونك عندما تستبيح بيوت الشعر فتغزوا حروفها، أظنك كنت تختلس النظر إليها اولا ومن ثم تُغير على أسرتها ليلا، تشبعها لثما وهي مستسلمة إليك، تُشعرك بلذة ما تتذوقه، أجدني على غرارك اليوم اسير أبحث عن الجيوب الجانبية عَلَّ...
جلس العربي بمفرده فوق العشب الأخضر، يتحدث مع نفسه في كل شيء، ولا شيء. الكرة في أدغال افريقيا.. ورطة إسرائيل في قطاع غزة.. نفاق أروبا العجوز.. تهديد جارة كندا بأن تمحو من الخريطة كل من سولت له نفسه الاعتداء على إسرائيل، أو الدفاع عن خصومها.. برم العربي ثالث سيجارة محشوة بالحشيش.. بدت له الأضواء...
ارتقى " مودي " سطحَ الفيلا يراقبُ الشارعُ منْ خلالِ منظارٍ مكبرٍ يقربهُ منْ عينيهِ بيمناهُ بينما تضغطُ أصابعَ يسراهُ على شاشةِ الموبايل لإعادةِ الاتصالِ بصديقتهِ " ماهيتابْ " أوْ " ماهيَ " كما يطلقونَ عليها . . . وأخيرا استجابَ هاتفها - اتأخرتي ليهُ يا بيبي هكذا قالَ فردتْ - العربيةَ كانتْ في...
تَراهُ حِين يَنتزع خاتمه النّحاسي اللاَمع من جيبِ الصّديري ، يَنفخُ فيِه بقوٍة، ريَثما يغرقه من رغوةِ فمه، يغرسه في وجِه الَختَّامة ،ثم يَدسّه في الورقِة ، يَفركها في نَشوةٍ طَويلة ،يَتلاعب حَاجباه قليلا ، يُصرِّحُ بعدها في جرأٍة وهو يَفركُ كَفّه كَمتسولٍ عتيد :" الحلاوة يا حلاوة "، يَحكّ طَرف...
مقدمة: (القاص مصطفى الحاج، كما عرفته).. بقلم الشاعر: (أحمد دوغان).. (مصطفى الحاج حسين)، عرفته من خلال اللقاءات اليوميّة، أثناء مروري أمام نادي الضباط يومياً للذهاب إلى البريد بحثاً عن رسالة جديدة أو بريد ثقافي. وكنتُ أجدُ في (برّاكته) شيئاً من الراحة. هذه البرّاكة التي أصبحت...
حقيقيٌّ أنا، أم حلمٌ يمشي على غيمٍ، أكائنٌ أنا، أم وهمٌ من سراب. و أخطو على ندفٍ من القطنِ، والناسُ حشودٌ فوق الحشود، الناسُ غاباتٌ من أيدي تناهش الرغيف، والممزق، وهو يصرخ. وأهبط، أم تهبط بي الغيوم، وأجوسُ فيها، وأنا أرقب حشد الجوعِ الكسيح. وأهربُ؛ لأعود أعلو .. أرى قائدي الطائراتِ يعجبون، لكن...
(3) دعوت ندى للعشاء بأحد مطاعم دبي، إنها المرة الأولى التي نخرج فيها سـويا، ترددت قليلا قبل أن أقدم على هذه الخطوة، لكنها كانت أمرا حتميا لا مفر من وقوعه، ونتيجة منطقية للتطور شديد السرعة في مسار العلاقة بيننا، فبرغم الهدوء الذي يبدو على السطح، إلا أن هناك غليانا شديدا بداخل كل منا يبرز بصورة...
صادق يقول إنه كان يرى صفوان باكر كل صباح في مقهى فيروز ببغداد .. يحتسي فنجان قهوته المفضل بجوزة الطيب والحبهان والمستكة.. مع صوت فيروز الصداح في أركان المقهى.هذا المقهى له رواده ..من يجلس فيه مرة.. يعاوده مرات ومرات. وحازم ابن عمه له رأي...
المطر غزير، السقف مترهل بائس، يقبع باشو في احد أركان كوخه المتهالكة، يمسك بتميمته التي لا ينفك يفركها وهو يسبح بما يؤمن به فبوذاه القديم قد فرط بعهده وميثاقه بعد ان نكل باشو بالقسم، نعم لقد أخطات وهو يتطلع الى الغمامة السوداء التي تمر في السماء تنزل الموتى الذين خالفوا العهد دون مواثيق تسمح لهم...
(2) أحداث نيويورك وواشنطن المذهلة كانت أكثر جموحا مما يمكن أن يتخيله أي إنسان عاقل، إنه أمر في غاية الغرابة سواء على مستوى التخطيط الدقيق أو التنفيذ المحكم بصورة تجعله أقرب إلى الخيال منه إلى الواقع، ردود الأفعال بين العاملين في القناة كانت شديدة التباين، هناك من انتابته فرحة هستيرية لا يمكن...
لأول مرة اركب الحافلة بمفردي ، في السنين الماضية كنت اركبها مع طفلَي وزوجي، أجلس الصغير على ركبتي ، وأمسك بيدي طرف ملابس الآخر ، كي لا يختفي في ذلك الزحام ، وزوجي كعادته في آخر الحافلة يراقبنا بحذر ، فغالبا تقوم شجارات بين الركاب على المقاعد ، او التدافع.. لكنني اليوم واقفة بجانب السائق ،كأنني...
مقدمة مجيدة السّباعي على ناصية حروف عبقة من مخمل بهي سرّج القاص الفذ (مصطفى الحاج حسين) قصصه القصيرة بعذوبة منقطعة النظير، سطر بها عصارة آلام مستضعفين كثر، سقوا كؤوس قدر مريرة أسقاما وخيبات وانكسارا. اختار القصة القصيرة فناً رائقا ممتعاً مسلّياً يتوجّه مباشرة للإنسان، يجوب مكامن الأسى...
هنا الجميع صامتون لا ثرثرة لا جدال، هنا الشوارع خالية لا جواسيس يتجولون كباعة، هنا الجدران نظيفة لا وجوه حُكام لا لافتات أحزاب، لا بَأس هنا ولا بُؤس. كلّ شيء هنا ملفت للنظر وغريبٌ في آن واحد ... تخيلوا رسالةً للشرطة ملصّقةً في إحدى الساحات وعليها صورة كلبٍ صغير والرسالة أيها الشرقيون عنوانها...
لن أطيل عليكم و أدعكم تفكرون طويلًا في سبب اختياري هذا العنوان، ربما حسبتم أنني سأتحدث عن أحوال مدينة لندن هذا العام أو ظننتم بأنني سأسرد لكم تفاصيل جريمة حدثت في إحدى ضواحيها. في الواقع، بالرغم من أني لا أحب هذه الكلمة، لكني في أحيان كثيرة أجد نفسي مضطرة لقولها. حين قرر زوجي الانتقال من...
أعلى