سرد

انتبهتُ فجأة لتحرك القطار واندهشت، لأنني اعتقدت أني غفوت. رأيت مساعدي يجلس أمامي، تأملته.. كان هو! تصاعد ضجيج الركاب مختلطًا بصوت القطار الرتيب، ومن بعيد رأيتُ الكمسري يمر عليهم للاطلاع على تذاكرهم. بدا ودودًا على غير العادة، كأنما يريد أن ينتهي بسرعة. بعد قليل جاء وجلس بجواري.. “أنهيت العربات...
(9) وقع صدامي الأول مع جنود الاحتلال عند عبوري من الأردن إلى الأراضي المحتلة، تعامل معي حرس الحدود الإسرائيليون بصورة مستفزة للغاية، تعمدوا تعطيل إجراءات دخولي بحجة فحص أوراقي والتأكد من سلامتها، اندلعت بيني وبينهم مشادة كلامية حادة، اتهمتهم بإعاقة عملي كمراسل معتمد وهددت برفع الأمر إلى...
تمحورت قراءاته الأولى، وهو في مرحلة الصبا على الكتب الأدبية، وقليلًا ما قرأ كتابًا في الفكر، أو الفلسفة، أو السياسة، أو الدين، وانصب اهتمامه على قراءة نوع من الأدب، هو الأدب الرومانسي شعره ونثره، وما يتصل به من نقد. قرأ مؤلفات جبران خليل جبران، وتأثر لما صادفه جبران في حبه العذري من عقبات في...
رن هاتفي أجبت: -الوووو. الطرف الاخر : - ممكن تشرفينا في المستشفى، زوجك مريض ونقل الي المستفى. هرولت الي المستشفى وعلى عجل، كنت أهرول في الطريق، ولم اعط لنفسي فرصة أن أوقف سيارة أجرة أو ميكروباص أو أي مركبة تنقلني بسرعة، بل كنت أهرول فقط ارتديت خماري على السلم وكنت اطوي الطريق طيا، أقف التقط بعض...
دخلنا الى القاعة المظلمة في قاعة المتحف، شاهدنا الحارس ينام تحت لوحة " غريت " ذات القرط اللؤلؤي، من دون غطاء، يفترش البلاط المرمري البارد، يضع يده اليمنى وسادة لرأسه. كنا نريد ان نرتاح قليلا من عناء السفر عبر الجبال والوديان والبحار والمدن الثلجية، انا محدثكم الهواء وزملائي البرد والضباب...
لا أدري هل كنت صائبة فيما أخفيتهُ عن زوجي المثقف، شديد العمقِ والملاحظة، من سرّ؟! وهو يقرأ في كتاب ما وقد اعتلتْ عينيهِ نظارتهُ الطبية اللندنية، أوجّستُ خيفةً لئلا يلحظ اضطرابي أو شرودي فيسألني إن كان هناك ما يشغلني؟ كنت على حافة الوقوع في إخباره بعد رؤيتي لتلك الابتسامة التي عبرت عن خاطر كبير...
دخل تحت دثاره لاعنا طنينها، ولكن ما ان يهدأ حتى يخرج منخاره الكبير ليسف الأوكسجين الرطب بعد أن ضاق صدره، كاد ان يختنق، وهلة ثم يعيده الى الداخل وهو يصرخ اللعنة من اين دخلتِ؟ لقد احكمت إغلاق النافذة وحتى الستار قد اسدلته جيدا بيدي، لا أظن أني تركت الباب مواربا فالعادة إغلقه جيدا... ماذا اقول!!؟...
ها أنا أجلس إلى مكتبي، أمامي أوراقٌ شاغرةٌ، أُقَلِّبُ بصري في دوائر الدُّخان المتصاعدة من سجائرَ، أشعلها الواحدة، تلو الأخرى، أطردُ أنفاسها؛ فَتَخْرُج، وَ قَدْ اختلطت بأنفاسي الحارقة. أتذكَّرُ مقولة أحدهم: ندخن؛ لنخفَّفَ من همومنا. أتحسَّس حجرًا ثقيلًا يجثم على صدري؛ فأرمق الأعقاب الَّتي...
صوت المطر القوي يدوي كقصف الرعد، علت وجهي ملامح الخوف والفزع، أسير مهرولا بطول معرض الكتاب وقد إشتد بي الغضب، لا أدري لماذا يختار منظموا المعرض إقامته فى فصل الشتاء، الذى فيه تتلف الكتب وصحة الرواد وهذا الطقس البارد ؟ بين الرواد كتاب أبدعوا وأنتجوا أعمالا عظيمة، وأعمالا متواضعة، بعدها لا...
(8) سادت بين العاملين في القناة حالة من الغضب العارم مع بدء ما أسمته إسرائيل "حملة الجدار الواقي" وما رافقها من حصار لكنيسة المهد في بيت لحم وجرائم حرب بشعة في مخيم جنين، كان الأمر في الواقع صدى لحالة من الغليان الشعبي المتصاعد تجتاح الشارع العربي بأكمله تندد بالتخاذل العربي الرسمي عن دعم...
الى نجيب .. و لو بعد حين تحت شجرة السدر و قرب (صخرة هند) ـ كما يسميها المجنون ـ التي تشبه حبة كمثرى مائلة ، شكل الفتيان حلقة يقترعون بارقام الزهر مقامرين باوراق لعب مطبوعة لعملات نقدية.. كان هو الوحيد بينهم يراهن باوراق نقدية حقيقية ، يضعها بين طيات اوراق كتاب ممزق بلا ملامح فهو مصدر عملاته...
(7) بالتزامن مع تصعيد عنيف ومتواصل للأحداث على الجبهة الفلسطينية – الإسرائيلية، وأحاديث عن خطة سعودية للسلام، بدأنا العمل في سلسلة جديدة من الحلقات مخصصة لمناقشة حاضر الانتفاضة الفلسطينية ومستقبلها، تم طرح عدة محاور للنقاش شارك فيها نخبة من الشخصيات العربية والأجنبية وثيقة الصلة بالموضوع، كما...
مثلما قالوا: فجر الخميس 31 أغسطس 2023 سيكون القمر بَدرا على أقرب مسافة من الأرض، في ظاهرة فلكية تسمّى “القمر الأزرق العملاق”. سيظهر أكبر حجما بنسبة 14%، بدرجة سُطوع تفوق المعدل الطبيعي. وها أنا أمام هذا كله.. مجذوبا أقف على سطح البيت، أرى القمر قريبا، وفي استطاعتي أن أطير وأمسكه. لأول مرة يبدو...
لم يكن نهارا عاديا ابدا، واتتني، الليلة الفائتة وحتى صباح هذا اليوم، ذات الغصة التي تلي الوصول، بعد عناء، الى طريق مسدود، كلما استعصى علي وضع نهاية مناسبة للقصة التي اكتبها .. وحين شرعنا بتناول إفطارنا، آخر حفنة عدس، أنا وزوجتي، وبالكاد أبتلعنا اولى الملاعق منه، حتى رن جرس الباب، فتحته وأذا بذات...
صففت على مكتبي كماً منتقى من كتب النحو والبلاغة زودتني بها مكتبتي العامرة، فارهقت بصري واجهدت ذهني في قراءة هذا الكم وتقليب صفحاته، ثم صنعت اسئلة على شفاه آخرين وراجعت بعدها كل نظريات التربية حتى تقوس ظهري، فخلدت في نوم عميق حالماً بغد مشرق اسهم فيه بصنع انسان الوطن. احمر خد الشمس ودبت الحركة...
أعلى