كان عليٌ، قبل يومين من موعد العودة إلى الديار، أن أقتني هدايا لزوجتي وطفليٌ. ومن بين ما اقتنيته دراجة صغيرة تعمل بالطافة الكهربائية. قلت في نفسي: سيجد إياد ومرام في هذه الدراجة متعة كبيرة. دفعت ثمنها، وكان أقل بكثير من ثمن صحن السباڨتي واللوشة، وحملت الهدية في صندوقها الكرتوني. في مقر إقامتي خطر...
قبل النوم عقدت العزم على أن أستيقظ باكرا، وأذهب إلى مقر التعاضدية العامة للتعليم.. في مثل هذه المواقف، اعتدت على أن ما أقرره في الليل، أتراجع عنه في النهار..
خرجت من المؤسسة التي أشتغل بها قبل الوقت المحدد.. لم أعمل في الحصة الأخيرة، لأنه لم يلتحق بالقاعة سوى تلميذ واحد، فأجّلت الدرس إلى الحصة...
لا يختلف الأمر كثيرا بين البغل والنمل ، فكلاهما من خلق الرحمن . ولا أدري سبب دهشة الناس من اسمي وسؤالهم المتكرر عن سبب تسميتي بالبغل ، حتى صرتُ أكره اسمي وأكره كل البغال .
نادت السكرتيرة بصوتها الذي يشبه زعيق فأر . فاتجهت نحوها مسرعا مذعورا ، خشية أن تقوم بطردي حين رأيتُ الغضب في عينيها . تقدمتُ...
(13)
اتصل فريد من واشنطن ليطلعني على ما أسماه "حمى ضرب العراق" التي تسود أجواء العاصمة الأمريكية، فمن خلال اتصالاته بأعضاء الإدارة والكونجرس، فضلا عن العديد من الجهات المتنوعة ... رسمية وغير رسميـة، يبدو واضحا أن هناك حالة من الهوس بضرورة توجيه ضربة عسكرية حاسمة لبغداد والإطاحة بصدام حسين، ورغم...
كانت هناك هذه السيدة الكبيرة في السن، خلال فترة تواجدي في الصيدلية، اعتدت على التعامل معها، فهي تأتي مساءً خلال مناوبتي، واعتادت على شراء كميات اضافية من الأدوية تقيها شر الخروج المتكرر في الشتاء، أو هذا ما أقنعتها به، خوفًا عليها ولا يخلو هذا الخوف من بعض الطمع في جعلها تشتري أكثر، أدوية الضغط...
اعتلى الملك (سين )المنصة، السؤدد يحيطه والمجد يختبئ تحت عبائته والرفعة ترافقه، فانحنت الهامات له .. بعد أن احتلت هيبة الصمت المكان إذ لم يعد يُسمع سوى وقع خطواته الرشيقة.
أشار الملك إلى أفراد جيشه العظيم مخاطبًا إياهم بكل قوة وعزم : قادتي العظماء، دعوتكم اليوم لمهمة جلل، أما موت بشرف أو نصر...
أنا، كما يعرفني الكثير منكم، مولع بالتدخين. ولا أكاد أترك السيجارة إلا عند النوم. وكيفما كان حالي كانت السيجارة بين يدي. لذلك كانت عدتي الوحيدة في رحلتي إلى لندن عشر علب من السجائر التونسية بحساب علبة لكل يوم. هكذا خططت، ولكن النظرية شيء والممارسة شيء آخر. إذ أتيت على العلب العشر في أقل من خمسة...
إلى روح شهيد الإنسانية
ركن دبابَتَه في مرأبها المثقلِ بالدماء والآثام ، انتزَع الكوفية وغادر بخطواتٍ مثقلة متجها نحو المطعم الداخلي، يلتهم طبق اللحم نيئا بنهم شديد ثم يرمي البقايا الدامية للغربان الحائمة.
تركها وحيدةً تطحن الندمَ ، نظَرَتْ يمنة و يسرة، في كل الاتجاهات ثم زفرتْ زفرة...
موقف محرج 3
كان من المفترض أن تكون الرحلة إلى لندن رفقة أستاذي المؤطر الدكتور مصطفى التواتي، ولكن لأسباب لا أعلمها تحتم علي أن أسبقه إلى لندن بليلة واحدة.، وكانت حصيلة هذا السبق كما تعلمون للوشة. وفي انتظار أن يلتحق بي أستاذي قصدت من صباح الغد معهد الحضارة الإسلامية وكان على مقربة من الوكالة...
يغلب دمعة حبيسة، خشية أن تسقط وتلسعه سخونتها، حين لمس برودة الإستقبال وتحفظها، فاختصر الكلام وغادر، الكلام لم يتعدى السلام والإطمئنان فقط
لا غير، إصطدم بقولها، أنها أرملة ووجوده غير مرحب به، شهق من المفاجأة وغادر، هل مات الحب بينهما، هل تدري أن صمته له ضجيح أتلفه وطحن عظمه، فشل فى زحزتها بعيدا...
(12)
صدمتني نيويورك منذ اللحظة الأولى لوصولي إليها، ابتداءً من المطار الهائل الذي حطت به طائرتي والإجراءات الأمنية الصارمة التي واجهتني، مروراً بشوارعها ومبانيها العملاقة التي بدت لي غير إنسانية شيدها عمالقة أسطوريون، وانتهاءً بمتاهتي لعدة ساعات أصابني خلالها اليأس العميق إلى أن تمكنت أخيرا من...
استدعاني القاقان عسكراني في وقت مبكر من صباح ذلك اليوم وذلك حتى يكلفني بالمهمة السرية الخطيرة التي تناسب مهاراتي وقدراتي الدبلوماسية الفذة ، قال لي بلهجة توحي بالجدية والخطورة (سوف تقوم باستقبال شخصية هامة من ضيوف عظمة السلطان مارينجوس الأول) ثم انطلق يردد العبارة الشهيرة (طويل العمر يطول عمره...
تيسر لي العبور والصعود إلى الطائرة بفضل المغربية الرقيقة الأنيقة. في مطار لندن سألوني وأنا أتهيأ للعبور: ما سبب زيارتك لنا؟ قلت باختصار: في مهمة علمية. لم يعجبهم الرد. فقالوا: وأين ستكون هذه المهمة؟ قلت في معهد الدراسات الإسماغيلية، وبدعوة من الأستاذ الدكتور المنصف بن عبد الجليل. رأيتهم...