سرد

تقول جدتي: .. ولما أصبح القمر بدراً، واكتمل في كبد السماء، أصاب الهلع قلب الصبية. مارت، فأجهضت غيومها، وحاضت الأرض سيولا. فخرّت راكعة عندما رأت أميرها وقد عراه ضوء القمر، فعرفت فيه قزم القبيلة القميء الذي هربت منه أجهضت الأمهات لرؤيته عندها سقطت ميتة!! منذ وطئت حوافر البشر أرض الجنوب وكنست...
بدأت القصة عام 1963، عندما عثر علماء الآثار داخل قلعة (مسعدة)، الواقعة على الساحل الغربي للبحر الميت، على مخازن تحتوي على كميات من نوى البلح القديمة تركها اليهود المنتحرون فوق حصون القلعة، تأكيدا منهم على أنهم لم ينتحروا جوعاً، وانما لتسجيل موقف تاريخي أثناء حصار تلك القلعة من قبل الرومان قبل...
مايا لم يرها أحد وجها لوجه كانت تظهر في الأفق ترتدي ملابس الباليه.. تطير كفراشة بدون أجنجة تقفز من ناطحات السحب .. تتشقلب في الهواء... جسدها لدن ومرن والناس يشاهدونها من بعيد يراقبونها بإعجاب.. يتمنى الشباب أن تحبه لكن مايا تعيش عابرة بقفزاتها البهلوانية فوق الأبراج العالية وناطحات السحاب وأعمدة...
غادر مْسعود منزله، في الحي الخلفي وسار، بوجهه المتجهّم والصارم، إلى مقهاه. لطالما أدهشه عدد الطرق التي ضرب في مسالكها في سنوات عمره، المشارفة على الستين. سلَك منها الكثير في هذه الحياة بنت القـ... الكْلبة، كما ينعتها كلما أتى أحد محادثيه، على قلتهم، على ذكرها. ضرَب، في الليل والنهار وفي ما...
لم يرغب في أكثر من لقاءات بسيطة منتظمة. خصوصا وان كل لقاء حار ساخن لم يكن يعني له سوى غياب طويل في الأفق، ستعهد فيه لكومة الغموض أن تشغله بالتساؤلات، في انتظار أن تظهر من جديد حاملة معها ما يجعلها قادرة على وأد كل تساؤلاته لتسير به من جديد نحو دورة جديدة من ظهور واختفاء..... هل هي مجرد لعبة؟ إن...
1-الزعماء يغيرون الجغرافيا: هربْتُ من السجن، حينما عبرتُ النفق الذي يمتد أربعة عشر متراً تحت الأسوار. تخيّلتُ صديقي الناصري صبري عبده حينما يصحو ويكتشف هروبي، فيصرخ في أقرب جارٍ له في السجن: ـ عثمان خائب وغرير .. لماذا هرب؟ .. سيجيئون به من تحت الأرض .. ويعذبونه!! أتخيله يلحق بي، ويصرخ: ـ لماذا...
أحس بتعب شديد يسحقه ـ ما شعر بمثله يوما ـ يكسر عزمه ، يثنيه عن مواصلة المسير، وزاده عطش شديد همّاً ثانيا بات يستحلب له جُدُر حلقومه لمجابهته ، وهو يجر رجليه المنهوكتين سيرا على الرصيف؛ عرقه المتكرر وقميصه البليل كانا يلطفا شيئا من الحرارة المغمور في حضنها خصوصا حين يركب الأثير نسيمٌ باردٌ منفلت...
صمت رهيب , قاتل .. لا يقطعه غير سقط أقدام ثقيلة , منتظمة , رتيبة .. أجهدني ثقل الظلام وثقل الصمت .. ألقيا في قلبي الرعب .. اتجهت صوب الباب .. خلعتُ عيناي علي صاحب الخطوات ــ كدقات عقارب الساعة المنتظمة ــ ألمح ظلاُ ألقاه ضوء المصباح علي الأرض ... ناديتُ .. فلم يرد .. فضربت الباب بعصبية .. اقترب...
« ( كرونوس) وعدٌ أنا قاطعه لك، أمّاه(غيا) / سأنبري لهذا العمل/ هذا الأب غير جدير بحقيقته / لا شيء يدعوني لاحترامه / لقد كان سباقا لابتداع خطايا شنيعة» هزيودوس–الثيوغونيا. « من البيّن الظّاهر أن للطّفل نفسًا عالمة بالقوة، ولها الحواس آلات الإدراك» أبو نصر الفارابي – كتاب الجمع بين رأيي...
إنها السابعة صباحاً, سيجارة واحدة بقيت في العلبة, زمّت شفتيها الممتلئتين على الفلتر الإسفنجي, بسرعة تناولت الهاتف البارد, إلتقطت سيلفي مثيرة, وطار الدخان في أرجاء الغرفة. لعابٌ قليلٌ التصق بسقف حلقها الجاف, لا بأس, أن تشعل حريقاً داخل جوفها وتطفئه عشرين مرة في غضون ساعات أمر عاديّ. طعم المرارة...
ذات يوم، ذات صيف، في قرية أيت تگرّامت، حدَث أن التقيتُ عبد اللطيف، جاري وعديقي ذات زمن، في المدشر، واتفقنا على أن نُعرّگها تيناً شوكيا. كان يوماً خاصا لكلينا. استرجعنا طوال ساعات منه، بعد فراق سنوات مديدات، ذكريات بعيدات، لذيذات ومُمتعات، مثل الأيام التي انصرمتْ. سنقطفه طازجا. نُبرّده في ماء...
عندما اتصلت بي هاتفياً لتأخذ موعداً في العيادة ، كنت غير متأكد من صوتها الذي أسمعه ..هل هو صوت رجل مخنّث أم امرأة مسترجلة ؟ ..حنجرة مبهمة الجنس تتكلّم , لكنّها أقرب إلى حنجرة امرأة . ومعروفٌ أنني سأزعجها وقد أخسرها كمريضة لو أخطأت وعاملتها كرجل..لا بل قد يثور الرجل –إن كانت رجلاً - لو أضفت...
أعلى