سرد

الأوركسترا الوطنية المتعددة الأطياف والمقيمة منذ زمن بعيد، في جدارية فائق حسن، المزدهية باللآزورد والتركواز، والتي تهم حماماتها بالإنطلاق خارج إطارالجدارية، لتسمق عاليا في سماء ساحة" الطيران" ولكنها تعود لتترجل، وتمام مقيمي جدارية حسن، مع خيط النور البكر من فجر يوم تشريني معتدل، عمال وفلاحون،...
مصطفى الحاج حسين. مجموعة قصص: (الإنزلاق) * الإنزلاق.. ما إن وصلت الحافلة، حتّى تدفقت جموع الركاب للصعود من كلا البابين، ثمّة عدد من الفتيان الأشقياء، تسلٌقوا أطرافها وتسلّلوا من نوافذها. اتخدت مكاني في المنتصف، وقد أمسكت يسراي الكرسي، المشغول بامرأة ورجلين، و كانت يمنايّ...
إنها ذكرى ميلادي الثامنة عشرة ، هذا ما تقوله الأوراق الحكومية ،لكنني أشعر أنه عامي الألف ، في كل قرن من تلك القرون أسجل كأقدم جسد بلا روح.. فتحت عيني ذلك الصباح ، لا شيء تغير وجوه من دون ملامح ، وأصوات من دون كلمات.. نهضت من سريري واتجهت نحو المطبخ ،كانت أمي هناك تحضر الفطور مطأطئة الرأس...
سمعتها لأول وهلة من فم " عوضين " خولي الأنفار، تلهب حماستي كلماته المرصوصة في عناية ، حتى وإن جاءت مغلفة بالتزلف، ألقاه متربعا أمام دكان " عبدالمقصود حلاوة " ، رجل جلف ،غليظ الكبد، شحيح اليد، ما إن اقترب منه إلا ويبتسم ابتسامة غائمة يخرجها في تصنع، تلمع لها نابه المكسوة بتلبيسة الفضة ، في هيئة...
يشعر غسان كنفاني بالضيق والتبرم لان غادة السمان نشرت أسراره على الملأ، حين كان يعشقها عندما كتب لها رسائله المرتجفة بالحب .. فذهب اليها ليعاتبها، لانها كشفت هواجس الحب التي عاشها معها ، فصعد الى مكتبها في دار النشر التي تملكها، ووجد ثمة شابا يجلس امامها، بشعر اسود ووجه اسمر ، يده تمسك بيدها وهي...
بعد قفزة واثنتين، ثم ثالثة كبرى بطُول قَوس قزح؛ رأيتُ كأنني في يوم البَعث. صدّقتُ عينيّ، لأنني قبل أن أخطو استأذنتُ الأستاذ "عبد الفتاح كِيليطو" في الرّفقة. وهو كعادته، في وصلات خياله الخلّاق، لا يردّ سائلا أو طالبا للصُّحبة. أخذَني من يدي وأشار إلى المدى المنظور، حيث الناس شِبه عُراة يمشون...
كُلّ الحِكايات كَتَبتْ لِّلسَّجين نَفْس النِّهايَة المُفْجِعة :تُحْمَل رَأْس الفَتى مَذْبوحَة إلى مَائِدة السُّلْطان بَعْض الحِكايات رَأَت أن تَسْمو بِالهَدِية فَقَدَّمت الرَّأْس مُضَرَّجة بِالْحِقْد على طَبَق مِن ذَهَب تَمَلَّى الْقَيْصَر بِعَجْرَفة ، الشَّعْر الأَشْقَر المَشوب بِحُمْرة...
7 بإصراري على ركوب الدراجة لوحدي، والذهاب إلى المدرسة، ومن ثم المكتبة.. تحقَقَ فكاكي من قفص الخوف، وخاصة بعد أن استدعيَّ "عمي" الأصغر إلى الخدمة العسكرية، ثم لحقهُ الأكبر، وكان أيضاً متخلفاً عن أدائها لمدة ثلاث سنوات، مُلتحقاً مع شقيقه..باتهناك فراغ كبير في بيت جدي، وبدأت فيه أستعد للحضور...
حينما كنت آتي القرية أجده يبيع الملوحة، لكنه وهب بسطة الأمل ، كل مرة يبيع البسمة مقترنة بتلك الأسماك التى اختزنها ليسترزق من ثمنها، الصبر ما أجمله من زاد! كلمات لم أكن أدري معناها حتى غاب عمي مسعود وراء الصمت المطبق داخل المقبرة العميقة، زوجته امتهنت حرفته، تعطي بعض الليمون ممتزجا ببسمة طيبة،...
في مكاتب الخطوط الجوية , حجوزات تُؤَكَّد ، وتذاكر تُقطع ، ومبالغ تُدفع أكدتُ الحجز وفي الوقت المحدد وصلت قاعة المطار .. معي أهلي وأحبتي ، ألكل يتدافع من كل الأعمار ، وأنا معهم .. أجر حقيبتي ، نحاول الوصول بما نحمله من حقائب لإتمام عملية الوزن ضمن المقرر والمسموح لكل درجة ,, يسارع البعض بفتح...
لا يزال لهيب الألم المتمشي في يدي يزعجني، يكاد وخزه يطير له عقلي ،على كل حال إلى الآن أداوم على مهامي اليومية المعهودة دونما مشاكل، لكني آخذ نفسي في أوقات بالتفكير في حلول عاجلة عن نهاية لهذه الأوجاع المتزايدة، التي تنهش مفاصلي بلا رحمة ، لم تفلح الوصفات الشعبية التي جربتها، اضطرتني الحالة تحاشي...
تمددنا فوق تربة رطبة ، مليئة بالحصى ، مازلت أتذكر الألم الذي كان يعانيه جسدي وهي تنهش مثل دودة التفاح.. كنا نلبس الأبيض كأننا شرنقات في بداية الربيع ،حاولت أن اهمس للجثة التي كانت بجانبي لكن طرقات حفار القبور حالت دون بلوغ هدفي، انا لا أستطيع رفع صوتي أكثر ،لأنني ذبحت من الوريد الى الوريد...
معَ أولِ رميةِ نردٍ يشنقُ وطنِي حينَ ركضَ وجعِي وأنا أسترِقُ السمعَ أتسللُ بلونِ القارِ ‏فمِن أيِّ وجعٍ أتيتُ وإلى أيِّ فوضَى أنتمِي ‏ أروِّضُ حزنِي الرشيقِ بحلمِي المسروقِ وأسألُ ربِِّي لما هذهِ الطوابيرُ في أقصَى الأرضِ وتفاهاتُ وحِينا الجحودُ . ‏يَا سَيدِي أنَا سيءُ السمعةِ ساديٍّ مقيتٍ...
بينما كنت أراقب هبوط الأشجار الى الوادي، وأنا اتأرجح داخل السيارة التي صعدت بنا مرتفعات جبل اريجيس الذي يحاذي مدينة قيصري ، وجدتني أتلفت ، بغير هدف ، الى الصديق، الذي طلب مني تقديم مهمة أنسانية الى امرأة جميلة بيضاء على جد وصفه،. أستفهمتُ منه ، عن طبيعة العمل الذي سأقوم به ، في مزرعة المشمش ...
مع نهايات الخريف تعيث الرياح في الآفاق ؛ تلقي بأوراقها الأشجار ، تبلل دموع الغيم الطرقات في مدينته الساحلية التي كانت مثل اللوحات الفنية كلما نظر إليها تزداد جمالا في كل مرة فتحمل لوجدانه سيمفونية عشق ، على شطآن الذكريات لا يخط سوى اسمها على الرمال فتمحوه الأمواج وما بيديه حيلة ، كلما...
أعلى