قصة قصيرة

في يوم غائم حلق طائر السنونو نحو مدينة بعيدة حيث القصور والقباب العالية لتلك المدينة، رأى من بعيد نافذة مفتوحة تظهر منها امرأة حزينة الشكل والملامح تحمل بين يديها طفل صغير يبكي من شدة الجوع والمرض، اتجه الطائر نحو تلك النافذة في ذلك الحي الفقير وقد رأى تلك ألام التي تحمل ذلك الطفل على كتفها وهي...
جثم الصمت ، الوحشة مقيتة وقيثارة ذلك المساء الأخرس عزفت برتابة تناغمت مع نزوع الشمس لتتلفع ببردة غروب وشيك . هدوء يسبق صخب ما وكأن كل شيء حول ذلك المكان يتأهب للاحتفاء بمولود فوق العادة ، شبح سيخطف الأبصار بسحنته الكالحة ، يقفز من فوق جدار المستحيل نحو عتبة لحياة أقسى من طعم موت رفضه قبل برهة...
لم يغمض لي جفن ولا لزوجتي منذ عدة ايام وفرت احلامنا الشحيحة باجنحة من ارق ، كان يصلنا بكاء ابني سلوان من غرفته يشخط سكون الليالي الدامسة بالقلق والترقب..استدارت لي زوجتي وكلمتني بصوت مثخن بالحرقة والعتاب.. _ هل قلبك من حجر..؟الا تسمع انين ابنك الذي تتفطر له جدران البيت..؟ جلستُ على السرير وظلام...
الساعة تجاوزت نصفها الاول... عقاربها الان في بداية نصفها الثاني أمر طبيعي.. هكذا هو الحال في كل يوم. اشعر بالرعب كلما نظرت الى الساعة و يتاعظم رعبي كلما وجدت عقاربها في النص الثاني ليس في ألامرغرابة أن قلت انا الان في نصف عمري الثاني تماما كالساعة !!في بداية عمري كانت المسافة التي تفصل بين رأسي...
لم يكن أبي آخر " الحروب" التي نحتت جسدي بأزميل الفقر والصفعات والشتائم، فمسني الضر، من أول يوم رأيته فيه، بيد أني لا أتذكر، متى رأيته أول مرة؟ فقد كان بيني وبين ذاك اليوم الموغل في البعد مديات غامضة من ضباب كثيف! ولكني كنت أتذكر، الأماسي كلها التي اعقبت ذلك النهار الموحش.. فكان يجب عليً أن أمد...
(1) ليلة أمس.. حدثتني النفسُ أنْ أعاودَ ممارسة جنونٍ قديم كنتُ ألوذ بهِ كلما أحسستُ بظلمٍ ما (هذا يعني أنني فعلتُ ذلك طوالَ عمري) .. قبل النوم..أجلسُ على سريري وألقّنُ نفسي ما أتمنى من حُلُمٍ أحاولُ استدراجهُ إلى سماءِ نومي حتى يغلبني النعاسُ فأحلم بذاتِ ما لقّنتُ نفسي به..هو حُلمٌ وفقَ الهوى...
بعد ان حل الليل وغفا صاحبي الحارس معي كعادته وحطت الظلمة على المكان عادت بي الايام الى ذلك اليوم, حينها أدهشوني عندما طلبوا مني العمل فأنا على يقين من انهم يعلموا ما يقول الناس عني, يصفوني بالمجنون, ألا أني على عكس ما يروني اعرف قدرتي على تمحيص وضعي وهذا ما دفعني في البدء على عدم تقبل الامر...
فى هذا العصر ... فى غروب ديسمبر قبالة النهر، حيث السكون والصقيع والغسق ، والموج القادم برائحة الموت، والطير الحزين الراحل فى السماء، يجلس وحيدًا حزينًا كعادته كل مساء، مرتديًا بالطو أسود وقبعة ويدخن بشراهة، كذلك الخارج لتوه من السجن. تعتريه رعشة عصفور تحت الشتاء، غارقًا بعينيه السوداوين فى الغسق...
فيما كانت الالوان والاصوات تتصاعد من شاشة التلفزيون، لم يكن يحدق في شيء محدد، جلس في زاوية الغرفة والدخان يتصاعد من خصلات شعره الرصاصية التي طالت قمة رأسة بتكورات غطت جزءا من جبهته العريضة، ربما رأيت دخانا يخرج من عينيه وهو يبكي، لم يجرؤ احد على مقاطعة بكائه، كان جسده يهتز وهو يطلق اشياء تتكوم...
لم يصدقني أحد حين قلت ما أعرفه، وأنا لا أعرف الكثير عن السيدة، بعد خمسة عشر يوماً قضيتها في مركز الشرطة أخذتُ الى المحكمة، ومن هناك تقرر مصيري فجيء بي الى سجن النساء، دفعتني السجانة بعنف الى إحدى القاعات فهرعت السجينات مثل الجراد والتصقن بي، وجوههن بلا لون وعيونهن من دون بريق، إحداهن زغردت، لا...
(حالما تحضر الممرضة آن الأوراق; سأضع توقيعي عليها; وينتهي كل شيء). قال وهو يتهاوى على المقعد ونظر بأسى لوجه زوجته الشاحب المغطى بأجهزة التنفس الاصطناعي. ( لا. لن أتركها تتعذب أكثر من ذلك. الموت راحة لها). وربما فكر في أن التشبث بجدار الأمل الزلق هو العذاب بعينه لكليهما و لن يصمدا طويلا. أو ربما...
بادرني لحظة أن دخل مكتبي وهو يحمل باهتمام وحرص شديد دفترا تحت ابطه، وكأنه يتم حديثا كنا بدأناه من قبل . - على أي طاولة ينبغي لي أن أمسك بالمصيبة وان اشرّحها لأفهم المغزى . حاولت ان افهم جاهدا ولمرات عديدة . لماذا هو يمنح نفسه هذا الحق في أن يقتحم مكتب المحاماة الذي اديره او أي مكان آخر اتواجد...
نهار مطير من تلك الأيام المطيرة البائسة في نيروبي. ومنذ أن تخطيت القدّاس الصباحي في كلية هيكما كوليدج، وهي مدرسة لاهوتية يسوعية كنت أدرس فيها، كان عليّ أن أحمل مظلتي المطرية وأتمشى في ضاحيتنا، ضاحية الليدي غوادلوبّي، بالقرب من سوق آدمز ذات القناطر، التي تقوم عند حافة حي كيبيرا الفقير. تدور في...
في صباح كل يوم كانت أم احمد تستيقظ من نومها وتنفض عن وجهها النعاس وكأنه ريش يتطاير في أرجاء غرفتها الصغيرة، وبخطوات متمايلة تضع جسدها النحيل على الأرض لتذهب وتبدأ يومها وعملها منذ طلوع الشمس حتى غروبها، كانت كل ما تريد أن تحمل شيء تنظر إليه بنظرات كئيبة نظرات يملأها الحزن والأسى على ما فاتها من...
حين أكملت دراستي الإعدادية كان في ذهني الكثير من الرؤى او المشروعات التي يمكن للإنسان ان يغتذي منها، او تثير الطموح لديه وليس للطموح حدود كما يقال وكنت مثل الاخرين أحلم بتغيير العالم او الثورة عليه حتى وان كانت ثورة حمراء وان كان الوسط الذي اعيش فيه ريفياً تحيط به غابات النخيل وكل شيء فيه اخضر،...
أعلى