قصة قصيرة

يجب ان اتحدث معه. فالامر لم يعد يحتمل التأجيل، حتى لو انه لا يعرفني او لم يسمع بي. سأتصل به وسأقول: يتكلم أنا واريد منك ” إكساً وواياً وزداً “. هكذا، بصراحة ومن غير مواربة، واذا تلعثم او استهجن المكالمة فإنني سأغيّر من لهجتي. سأقول له: اسمع، نحن عرب ونفهم على بعضنا البعض. كل ما اطلبه منك هو ”...
بدا المكان كأنما نبت فجأة وتم إخفاؤه بعناية شديدة، فقد تكفلت الجبال القصيرة والصخور العالية بحفظه بعيدا عن الأعين وجلافة البشر، رقعة بسيطة من الرمال الناعمة تحرس بركة ماء وقد نبتت على حوافها الحشائش ودغل من البوص القصير، لا أدرى على أى نحو وصل هنا، أشرف على هذه الجنة الصغيرة –هكذا تخيلتها فى هذه...
كانت امرأة ذات ملامح يبدو عليها الكبر وفى عينيها عجز العمى، تتخبط فى ضوء خافت عقب أذان الفجر؛ ممسكة عصاة طويلة بيديها النحيلتين تهوش بها فى نواحٍ متفرقة وهى تسير ذهابا وإيابا. كنت مستلقيًا على الفراش إلى جوار زوجتى وابنتى الصغيرة ذات العامين.. كان فى عقلى شىء غامض مخيف لم أستطع تحديد ماهيته،...
هو، «أشرف» خميرة الغَم، مَن أفسدَ اللحظة. الدنيا كانت حلوة. قُبلات تفرقع على الخدود، وأياد مشدودة بسلامات عفيّة. موسيقى عالية لأغنية قديمة حماسية، تستثير حتى تراب الأرض الذى انتفض وداخ فى دوّامات متلاحقة. صحيح أنها دوامات قصيرة العمر، لكنها صنعت صخبا طبيعيا خافتا بجوار الصخب الآخر المبهج. كنا...
يبدو أن تلك العقاقير التي وصفها الطبيب لا تُجدي نفعا , لا أدري لم أنا مصرّ على مراجعة العيادة , فالأطباء متشابهون جميعا, الأشياء التي ترحل لا تكتفي بالفراق, لابد أن تترك أثرا على الجدران, العقل اللاواعي متخم بها حتى الثمل. هذا الأزيز في أذني لا ينجلي، منذ الانفجار المريع أشعر بأن نحلة قد دخلت...
كانت وفاء حريصة على ان توفر لماهر كل ما يحتاجه في المكتب من الحمام حتى المطبخ.. حتى انها عمدت على شراء سرير سفري ليستعمله ان اراد ان يرتاح قليلا.. وكان موضوعا في غرفة صغيرة.. جعلت منها وفاء غرفة خاصة لماهر.. فيما اذا اراد البقاء في المكتب في غير ساعات العمل.. وكان ماهر يعول على هذا المكتب الشيء...
الليل سلامه طويل ، وحقيبتي التي كانت ثقيلة .. أفرغتها الليلة من الحب …! بذلت قصار جهدي لفعل هذا .. كانت صدمة بالنسبة لي ، أن لا أنساك وتكون حقيقتك التي تستحق النسيان ، مصدر إزعاج لخاطري .. أنت تعكر مزاجي .. ! وحدي مع القلب .. فقيرة مع الحلم .. حزينة بثوب جداً فاتن … إنه السراب المنعم بغذاء الروح...
صباحٌ ومساء، يقظةٌ ونوم، وأمنيةٌ بالنهار تتراءى حُلماً بالليل، وعجلةُ الزمن تدور فتطوي العمر وتختزل الحياة. . . هذه هي الدنيا. . .! يا ويلتا!. . . وفي الناس من يعيش دنياه كما يدور الثور في الطاحون: يدور ويدور ولا يزال يدور؛ لا يدري أين ينتهي؛ ويمضي على وجهه في طريق طويلٍ لا يقف عند حد ولا ينتهي...
بدأ بالحديث دون مقدمات ، وكأنه يُحاول إزالة حمل ثقيل عن كاهله: مرّت ما تزيد على الخمسة وثلاثين عاماً، مُذ رأيتُه آخر مرة.. لا ليس لأن السُبل قد تقطعت بنا ، ولا لهجرة إلى بلاد واق الواق، التي لا توجد بها وسائل إتصال وتواصل . بل لأن الموت غيّبه !! موتٌ سريع وناجز. وقصة موته يحسده عليها كل...
جاءني صديقي مسرعا ، و قال : لديّ كلام مهمّ أودّ أن تسمعه، جلس و انطلق يسرد الحكاية: اليوم عندما كنت مارّا قرب عين الرّحمة * رأيت عبد الله ـ رحمه الله ـ ، أتذكره ، عبد الله الذي توفّي و دفنّاه أمس في مقبرة القرية . رأيته قد تجرّد تماما من كفنه الأبيض . نعم رأيته عاريا كما ولدته أمّه.. كان يحمل...
- دور من، اليوم؟ - دوري أنا!.. - لا!.. أنا! - لا! سيدتي!.. أنا!.. وتعالت الأصوات من كل الجهات.كل واحد من بين الثلاثين تلميذا يحاول أن يثير انتباه المعلمة، بطريقته الخاصة لإقناعها بأن دوره قد حان. منهم من يقف قرب مقعده، ويكتفي بالنظر إليها كما لو أنه يستنجد بها، محاولا استعطافها بنظراته النائمة...
للمرة الثالثة لم تنجح في رسم زنبقة الماء التي تريد، لقد رأت أن الخطأ في الأبعاد لا في الشكل و لا في الألوان هذه المرة. الزنبقة التي رسمتها كانت في نظرها تفتقد للواقعية و الإقناع. تنحت، تأملت اللوحة جيدا وتأكدت من عدم رضاها قبل أن تضع ما بيدها و تستلقي على الأريكة البنية. مالذي يجعلها متمسكة برسم...
نسي متى اغتيلت طفولته , لم يعد يفكر بالأسباب سأم من أدوات الاستفهام ، ألف مفردات وإيقاع حياته الجديدة ، حمل كيس الجنفاص وأغلق باب الغرفة الحديدي بحذر ليمنح أخوته ساعات أخر من النوم قبل الذهاب إلى مدارسهم ، عند الباب ودعته أمه وفي عينيها بدت التماعات الدمع ، تقرأ في سرها كل ماحفظته من آيات القران...
كل فجر تتشبث بقضبان نافذتها ، تقرأ خيبة أيامها .. صدئت أصابعها ، ذبلت جفونها ، سكون صامت يتلو تراتيل موت المكان .. عبر مسافات ينهش الخيال ذاكرة سكنتها هشاشة الأوقات .. ترتعش ، تحلم ، تبكي .. وليس لها إلا البكاء .. وحدها تنصت إلى وجعها ، كان هنا .. ؟ انقطعت أنفاسه ، سكنت ريحه ، من يخشخش تلك...
وجدت العروس تقسها تعيش مازقا ليلة دخولها. فالعريس لا يزال مغرقا في طفولته. ولا يبدو عليه انه سمع يوما بشئ اسمه الحياة الجنسية. وحين فكرت بمفاتحته في الامر. فطنت للورطة التي قد تزج بنفسها فيها في الوقت الذي يجب ان تحرص على صورة القادمة من عوالم الطهرانية. لكنها في الوقت نفسه هي حريصة على شئ يعتبر...
أعلى