قصة قصيرة

كانت وفاء حريصة على ان توفر لماهر كل ما يحتاجه في المكتب من الحمام حتى المطبخ.. حتى انها عمدت على شراء سرير سفري ليستعمله ان اراد ان يرتاح قليلا.. وكان موضوعا في غرفة صغيرة.. جعلت منها وفاء غرفة خاصة لماهر.. فيما اذا اراد البقاء في المكتب في غير ساعات العمل.. وكان ماهر يعول على هذا المكتب الشيء...
الليل سلامه طويل ، وحقيبتي التي كانت ثقيلة .. أفرغتها الليلة من الحب …! بذلت قصار جهدي لفعل هذا .. كانت صدمة بالنسبة لي ، أن لا أنساك وتكون حقيقتك التي تستحق النسيان ، مصدر إزعاج لخاطري .. أنت تعكر مزاجي .. ! وحدي مع القلب .. فقيرة مع الحلم .. حزينة بثوب جداً فاتن … إنه السراب المنعم بغذاء الروح...
صباحٌ ومساء، يقظةٌ ونوم، وأمنيةٌ بالنهار تتراءى حُلماً بالليل، وعجلةُ الزمن تدور فتطوي العمر وتختزل الحياة. . . هذه هي الدنيا. . .! يا ويلتا!. . . وفي الناس من يعيش دنياه كما يدور الثور في الطاحون: يدور ويدور ولا يزال يدور؛ لا يدري أين ينتهي؛ ويمضي على وجهه في طريق طويلٍ لا يقف عند حد ولا ينتهي...
بدأ بالحديث دون مقدمات ، وكأنه يُحاول إزالة حمل ثقيل عن كاهله: مرّت ما تزيد على الخمسة وثلاثين عاماً، مُذ رأيتُه آخر مرة.. لا ليس لأن السُبل قد تقطعت بنا ، ولا لهجرة إلى بلاد واق الواق، التي لا توجد بها وسائل إتصال وتواصل . بل لأن الموت غيّبه !! موتٌ سريع وناجز. وقصة موته يحسده عليها كل...
جاءني صديقي مسرعا ، و قال : لديّ كلام مهمّ أودّ أن تسمعه، جلس و انطلق يسرد الحكاية: اليوم عندما كنت مارّا قرب عين الرّحمة * رأيت عبد الله ـ رحمه الله ـ ، أتذكره ، عبد الله الذي توفّي و دفنّاه أمس في مقبرة القرية . رأيته قد تجرّد تماما من كفنه الأبيض . نعم رأيته عاريا كما ولدته أمّه.. كان يحمل...
- دور من، اليوم؟ - دوري أنا!.. - لا!.. أنا! - لا! سيدتي!.. أنا!.. وتعالت الأصوات من كل الجهات.كل واحد من بين الثلاثين تلميذا يحاول أن يثير انتباه المعلمة، بطريقته الخاصة لإقناعها بأن دوره قد حان. منهم من يقف قرب مقعده، ويكتفي بالنظر إليها كما لو أنه يستنجد بها، محاولا استعطافها بنظراته النائمة...
للمرة الثالثة لم تنجح في رسم زنبقة الماء التي تريد، لقد رأت أن الخطأ في الأبعاد لا في الشكل و لا في الألوان هذه المرة. الزنبقة التي رسمتها كانت في نظرها تفتقد للواقعية و الإقناع. تنحت، تأملت اللوحة جيدا وتأكدت من عدم رضاها قبل أن تضع ما بيدها و تستلقي على الأريكة البنية. مالذي يجعلها متمسكة برسم...
نسي متى اغتيلت طفولته , لم يعد يفكر بالأسباب سأم من أدوات الاستفهام ، ألف مفردات وإيقاع حياته الجديدة ، حمل كيس الجنفاص وأغلق باب الغرفة الحديدي بحذر ليمنح أخوته ساعات أخر من النوم قبل الذهاب إلى مدارسهم ، عند الباب ودعته أمه وفي عينيها بدت التماعات الدمع ، تقرأ في سرها كل ماحفظته من آيات القران...
كل فجر تتشبث بقضبان نافذتها ، تقرأ خيبة أيامها .. صدئت أصابعها ، ذبلت جفونها ، سكون صامت يتلو تراتيل موت المكان .. عبر مسافات ينهش الخيال ذاكرة سكنتها هشاشة الأوقات .. ترتعش ، تحلم ، تبكي .. وليس لها إلا البكاء .. وحدها تنصت إلى وجعها ، كان هنا .. ؟ انقطعت أنفاسه ، سكنت ريحه ، من يخشخش تلك...
وجدت العروس تقسها تعيش مازقا ليلة دخولها. فالعريس لا يزال مغرقا في طفولته. ولا يبدو عليه انه سمع يوما بشئ اسمه الحياة الجنسية. وحين فكرت بمفاتحته في الامر. فطنت للورطة التي قد تزج بنفسها فيها في الوقت الذي يجب ان تحرص على صورة القادمة من عوالم الطهرانية. لكنها في الوقت نفسه هي حريصة على شئ يعتبر...
كان غصن الورد يتمايل أمام نافذتها و هي تغسل وريقات النعناع لتغرقها في كأس الشاي الساخن. خلف الغُصن بدت البناية الشاهقة بواجهتها الزجاجية و طوابقها الكثيرة. في كل طابق كان سرب من الموظفين يعمل كالنمل حتى آخر اليوم بينما كانت هي تمارس طقوس الصباحات الهادئة. دق جرس الباب و أخذ أصابعها الرفيعة من...
على شاطئ النيل في إقليم (الغربية) من هذا البر قرية ليس فيها من جبل ولكن روح الجبل في رجل من أهلها، فإذا أنت اعتبرته بالرجال قوة وضعفاً رأيته ينهض فيهم بمنكبيه نهضة الجبل فيما حوله، وهو بطل القرية ولواء كل معركة تنشب فيها بين فتيانها وبين فتيان القرى المتناثرة حولها، ولا تزال هذه المعارك بين شبان...
(إلى هذا الشيخ الجاثم في حفرة بين القابرة كما يجثم العقاب الهرم، وإلى وحيدته فاطمة الراقدة تحت أطباق الثرى، وإلى هذه الكلاب التي ترفل في نعيم الدنيا، وإلى الصعاليك من بني آدم أهدي هذه القصة) ع. ح - 1 - كان البدر يتألق في صفحة السماء، وكان الليل مشرق الجبين فتهلل وجه الطبيعة، وانقشعت غياهب...
كان على صهوة مهره الجميل ذات صباح من إصباح بشنس البهيجة في طريقه إلى حقل من حقول أسرته المترامية البعيدة، وقد برزت الشمس من وراء كلتها الوردية، وأخذ ذوبها العسجدي يرف في ذرى الأغصان وأطراف السعف وأجنحة الطير. وكان نسيم الصباح الني ينفح الناس والشجر والدواب في تلك البطاح المنبسطة التي لم تبق فيها...
يا الله! وفي الدنيا هذا الجمال؟ فتاة، وما اعرف مثلها فيمن رأيت! أتراها كانت تعرف أين هي من أحلام فتيان الحي؟ وكان لها من جاه أبيها جمالٌ إلى جمال، فاجتمعت لها أسباب الفتنة والإغراء. . . ورآها صديقي فتبدل غير ما كان، وأنه لشاب وإنها لفتاة، ولكنها. . . ولكنه. . . وجاءني ذات مساء وفي عينيه...
أعلى