قصة قصيرة

أري في تدفق الحشود علي أرصفة المترو؛ احتدام العناصر تحت الأرض، تفجر الينابيع الحالمة بالجريان، احتشاد النمل لنقل كنوز مخبوءة، ومن قلب هذه الحشود الفوارة عبر الجهات الأربع؛ أراها تتابع رقصها الأبدي نحو اللانهائي. وعلي حين بغتة، ضرب نيزك هائج حافة الأرض، فاختل إيقاع الرقص، ففتح في جدار المترو ممرا...
دقت الساعة السابعة صباحاً. أستيقظت وفاء كعادتها في كل صباح،ونزلت من على سريرها،وأتجهت نحو الجدار،و وقفت أمام الصورة تنهدت في سرها،وقالت” صبّحك الله بالخيرأبو وحيد” ثم أستدارت إلى السرير حيث ولدها كان لا يزال نائماً أيقظته؛ ليذهب إلى المدرسة،و ذهبت هي إلى المطبخ؛ لإعداد الفطور الجميع لا يزالوا...
مضى يوم تقريباً وجواد لم يتصل أو حتى يرسل رسالة ،حاولت الاتصال به مرات عديدة ،فلم يكن جوالهِ إلا مغلقاً! حاولت أن تتذكر إذا ماحصل بينهما أي خلاف أو مشكلة ،فلم يكن سوى الخير بينهما،بل على العكس كانا في غاية الروعة حتى المكالمة الأخيرة لم يتوقف جواد عن المزاح والكلام الجميل ! قررت الاتصال...
لأول مرّة يشعر أنه مغتبط ، وهذا أمر جعله يقف في حيرة من نفسه ، لقد أصبح يضحك كثيراً ، وكانت الوجوه تحدّق به باستغراب وتغرق معه في ضحك غير مبرر .. ترى هل هو الآن في وضع لايحسد عليه ؟. فجأة توقف عن الفرح والضحك وتذكرها وسأل نفسه : _ترى متى يستقر ويهدأ بالقرب منها وهي التي لاتكترث به ؟. كان يشعر...
صدى الذكريات أيقظ في نفسي ما حدث للشاب ( محمود ) ولا أدري لماذا ابتسم عندما أتذكر المشهد في ذلك اليوم الصيفي الحار . ومحمود شاب في الخامسة والعشرين من العمر . يسكن في قرية غافية على ضفاف نهر صغير . أسمر اللون . طويل القامة . قوي الجسم . متدين يقرأ القرآن والأدعية الرمضانية . يحفظ من التراث...
عندما التقيت الفتاة التي صارت زوجك فيما بعد، أوهمتك أنها تقرأ كل ما تكتب، ولها محاولات في القصة والخاطرة والشعر بل ولها محاولات في كتابة اليوميات، وهي في الحقيقة تلقي بالطعم للمبدع لتستدرجه للزواج، ولم تنس أن تقول له أنها تهيم بأبطال قصصه، وهي في سرها تضحك منه، ومن أبطاله، ومن القراءة قاطبة بل...
خرج النهر الصغير من منبعه بين الجبال وانحدر يسير بين الصخور و الوديان وفي الطريق أوقفته نخلة عطشى قائلة: – أعطني قليلا من الماء أيها النهر؟ رفض النهر أن يعطيها الماء وظل يسير ويسير حتى مر بأرض حرثت حديثا مدت الأرض يديها قائلة: – أعطني الماء أيها النهر الجميل أسقي به بذوري وأنبت زرعي. رفض...
في معمل لعلف الحيوانات , كان المكان البديل لمقر وحدته العسكرية , وفي كل غروب كانت أنواع من الطيور تلتقي تحت المسقفات الحديد لمخازن الذرة التي ستحال إلى مأكل للدواب والدواجن , كان يشاهد التقاءها وبعض صراعات فيما بينها حول أماكن النوم الأكثر راحة لها , ثم وبعد وقت قصير تحل السكينة والظلام الذي...
* الى قاسم الساجت ... وفاء ضوء خجول يخترق الافق الرصاصي ، وتغمر الشاطىء المقفر وحشة رطبة تلامس دبق الهواء ، كان البحر يحفر علامات على الصخور، الحفرة الصغيرة امامها وفي المدى المختنق برائحة البحر لمحت طيورا بيضا تقترب ، كانت مجموعة نوارس شكلت نقاطا بيضا على سجادة الرمل الفسيحة ، اصابعها في...
تجلسُ قبالته تماماً ،عيناها لم تفارق وجهه ،دبّت في جسده قشعريرة ،شملتهُ من رأسهِ حتى أخمص قدميه،تسلّلَ الى مفاصلهِ ارباك واضح ،حركة يديه فوق الطاولةتثير الانتباه تشاغلَ بتحريك زجاجة الماء ،أغمض عينيه ،فتحهما ،مازالت تنظر إليه،المقهى يعجُّ بالجالسين ،نساء ورجال وأطفال أيضاً، حرارةُ شمس الظهيرة...
يحدث هذا بقوة المصادفة أو بطفرة رحيمة في حركة كواكب الحظ ومحاسنه الممكنة . أكلنا من يوم جمعة ظهيرتهُ ، وشربنا متخففين من دسم الضلوع وما حولها ، أول بيبان المساء قبل أن تؤذّن ساعة الفراق ، فيذهب كلُّ واحدٍ تعتعتْهُ الأيام وأشعلتْ رأسهُ أرصفة الوحشة صوب ليلهِ الأخير . حللنا الرواحل وأرحنا الركاب...
جلست والبريق في عينيها يشع اشراقا وكانت اخر من يركب في السيارة ويبد اننا كنا في انتظارها .. وقد استدارت بوجهها باتجاه النافذة ، لفتت انتباهي عيونها الساحرة هي امامي. لكنها لا تعطيني قرصه الاستمتاع والنظر الى عينيها ،كلما التفت اليها زاغت الى الجهة الاخرى ، في الوقت الذي حاولت وبإحساس صادق ان لا...
(1) لأول مرة في حياتي، أمني نفسي بامتلاك أصابع غيري ! وإمتلاك أصابع الآخرين، معناه التخلي عن أصابعي التي تنتمي اليّ . هذا أمر غريب أن يفكر المرء بإمتلاك أصابع سواه.. وكنت أعرف عدداً من (الأصدقاء) باعوا حناجرهم لسواهم وصاروا يتكلمون بحناجر اولياء النعمة عليهم.. كما أعرف آخرين ألغوا ضحكاتهم...
واخذ العصير وقدمه لامي كما قدم لي علبة منه واخذ ايضا واحدة من ذات العصير وقال لنا: اشربوا العصير وانطوني رأيكم.. فقالت امي: فعلا طيب وكذلك انا حيث وجدت طعمه جيدا.. وبعد انتهاء العشاء طلب مني ان اعمل له شايا ونهضت ودخلت المطبخ وقلت في سري لعله يريد الاختلاء بأمي لمحادثتها او لاشياء اخرى.. وانا في...
لأول مرة فى حياتى أرانى ميتاً. أرتدى قميصاً أسود منقّطاً بالأبيض وبنطلوناً رياضياً خفيفاً والشبشب لا يزال فى قدمىّ بينما أنا جالس على الأرض كما يجلس المصلون للتشهد ورأسى فى اتجاه المكتب الذى لم يسعفنى قدرى للوصول إليه. كأنما تمر الآن على صدرى يد شافية تنزع الألم وتغرس الراحة، وكأنما عادت إلىّ...
أعلى