شعر

في ذكرى مولد الشاعر الكبير الراحل بدر شاكر السياب بدأتَ الحياةَ غريباً وغريباً انتصبتَ هنا أعياكَ الوقوفُ المرُّ، ويداك الرّامحتان بالشوقِ نحو الخلاصِ، ولا خلاصَ! من الخوفِ الآتي من ألماس لا يضوّيء سوادَ العتمةِ لا شفاء من ملحمة الصّلبِ المعنّى وطوي فصولِ الزّرقةِ حواليك نظري يرتفعُ...
الطفلةُ التي وقفتْ أمام الباب مُترددةً مرتبكةً في الاستئذان تراهُ بِأُمِّ قلبِها يعدُّ شيئا ما نسيتْ ماذا ستطلب لكنها فطنت لوخزٍ بعيدٍ في أقاصي الروح يشبه البكاء يشبه العويل يشبه الموت ... هي طفلةٌ، لكنها هرمَت على أعتاب ما سوف يقول تظنُّه سيقول : عودي، قد شربتُ البحر كله.. وكسرت كل أقداحي وتظنه...
هل أنت الخنساء ؟ أم أنت نازك الملائكة ؟ لماذا تقتربين من مواطن الجراح ؟ ولماذا لا تنأين بعيدا بمشاعرك عن الأرض الخراب ؟ أنت أنثى حورية أقصد ٠٠ فكوني سيدة الإلهام الجميل ٠٠ وعيشي متربعة على عرش السعادة والفرح ٠٠لاتبكي أحدا ٠٠ بل غني ٠٠إنشرحي وأفردي جناحيك ٠٠ كطائر اليمام في جوّ...
لستُ لك هكذا قالت لستُ لك جسدي ها هنا يستعر ها هنا شارب العائلة والدماء الوفية لسلالتي منذ جدي الاخير لستُ لك مسكونةُ بالرجال بانوثة الليل في بعباءة العاطفة ، بالبراحات المُحاصرة بالتلصص بالاتهامات المُضمنة في جلستي حين اسند رجلا على اُخرى بالزحام الذي يُطارد خطوتي ، يتعقب فراشا...
صباح وجهكِ لا ظلمني يومًا ولا بايعَ المسّرات وتركني... صباحُ لونك المخطوف وقلبك الملهوف لإجل إخوتك وأمّك صباحُ حنجرتكِ التي يمّر بها الماء وتخرجُ منها السماء وتقفُ عندها طوابير قبلاتي الحالمة؛ صباحُ القماش الذي يضّجُ برائحتك ويسلّم على الناس ويقبّل الأطفال وينحني على الشيخ ويمسحُ كٱبة...
خَلف نافذتي المرصَّعة بالبروق تقصفُ أجنحةُ الفجر نُجيماتٍ وليدة . في الحُقول المُنهَكة حيثُ تتناجى بُقَعُ دَمٍ وأزْهار يرسم بحَّارٌ مسلوخ أشرعةً ومجاذيفَ على صفحة جِلْده المتهدِّل ويُحَدِّق عرَّاف بعينيه الزّجاجيتين في غُضون إلهٍ مُحنَّط بينما يتدلَّى جنديٌّ باسماً من المشنقة . أولئك أَسْلافي...
قَلَمِيِ غَشَاهُ الخَوفُ وارْتَعَشَتْ يَدِي حينَ اعْتَدَلْتُ لِكَيّ أَخُطَ لِسَيْدِيِ شِعْراً يَلِيقُ بِهِ وهًلْ في جُعْبَتِيِ وصفاً سَيَدْنُو مِنْ سِمَاتِ مُحَمدِ هَلْ ما إذا اعْتَصَرَ الفُؤادُ قَرِيحةً سَأنَالُ شَرَفاً في مَديحِكَ قائدي وإذا عَزَمْتُ فأيْنَ أبْدأُ رِحْلَتِي في بَحْرِ...
تملؤني بمخاوف وأملأها بغرابة طافحة بالمكر. تقول الحقيقة باتساع باب غرفتي أستمع إليها بلباقة وخشوع شدوها ليس الحزن ولاالحب ولا أسماء لأنهر في الجنة لا باب يفضي إليهم ،لاباب سواها. لا شيء يدعو للعطش جمل تترنح في يد ساقية تخرج من باب الكلمات كتفاصيل صغيرة وعلى وجهها حقائق كبيرة ترسم تلاوين...
الريح تزأر في الخارج احاول أن اشغلني ب شيء أعد الاكواب الفارغة مرة وعشرة لا ، هذا ليس مسليا القمر ، الوداع ، مزحة الامس اللهفة ، الباب ، المطر ، الصخب وطريق البيت .. ايضا _ هذا ليس مسليا الريح مازالت تزأر في الخارج في ليل كهذا لا اعرف : أن كنت احبك أو لا أحبك جميل حاجب / اليمن
ثياب أختي الكبرى لي، و كذلك حذاؤها المفلطح.. رقعة كبيرة على القماش، لا ضير! و تنطلق صافرة أبي معلنة هلال العيد. طقم أختي الجديد، لا يبارح نظري! من الساتان الأحمر الموشّى بالدانتيل على الأكمام و الياقة. تبدو أميرة تبريزية في عنفوان تمردها، حذاؤها أخضر لامع و له بوز رفيع مدبب! اكتشفتُ مهارتها...
البنات زنزانة الوقت في موعد الذاكرة البنات حنطة تلتقط مواسمها من شتاء النوافذ البنات الخطايا الجميلة ، توبتنا عن الحزن فيهن اشتداد الصباح كليل مُضيء الجانبين البنات اقدارنا التي تحكي ما نحن قلناه في سرنا صباح البلاد التي عتمتها الشوارب البنات الندى المراوغ للغصن الهواء الذي لا يمد للغصن بندى...
نهرٌ متدفق تجمّد عند يديك دفء عينيك، لم يأذن له بالجريان. هكذا أنا، مياه باردة لكنها مندفعة جارفة تجمعني المياه تلملمني تفرطني تعيدني إليك نهراً جامداً كما في قصص الأطفال أطفال الشمال حيث الثلج والبرد..... و......الجليد واللمعان ونحن هنا في الوسط نحلم بنهرٍ جليدي للتزلج نحلم بالتكوير وببياض...
كلامكَ ما عاد مثل الكلامِ وما عُدتَ أنتَ الذي قد عشقتُ اخضراراً و دِفئاً فيأيها البحر ماذا وراء الرياحِ؟ أحبكْ!! يبعثرني الصمتُ بين المدودِ وبين الجزورِ أقاومُ هذا النتوءَ الذي يزحَمُ القلبَ كلَّ مساءْ أقاومُ هذا القنوطَ الذي يعلِكُ الحِسَّ عند اللقاءْ أقاومُ هذا التحَوُّرَ في نظرتينا و هذا...
وحلُمتُ أنّي معك نرقُصُ بين حقولِ الذُّرة والشمسُ تنسُجُ خُيوطَها بين السنابلِ كان ظلّي كطولِك تماما بينما ظلُّك كان يقصُر ويقصُر ويصغُر هكذا حتّى دخلتَ إلى قلبي والشمسُ تُشرق من عينيّ وحلُمتُ أنّي أتمايلُ معك قصائِدُك تهمِسُ في أُذني يداك تعزف على خِصري وأنا أرقُصُ على قصائد كعبُها عالٍ وخلفَ...
أضع القصيدة فوق مائدة الفطور فقهوتي بجوارها تتعطرُ و مذاق جبني يرتقي طعما و خبزي من أصالة نبضها يتأثرُ أضع القصيدة فوق مائدتي فيصبح كل مأكول و مشروب عوالمَ بالمعاني تزخرُ . ** ذبُل النــــــوم على أجفانه من فراقٍ طالما خاف لِقاهُ عاش لا يشرب همّا عُمْرَهٌ لكِنِ الدهرَ به اليومَ سقاهُ ** ينام...
أعلى