سرد

لم يكن الزمن واضحا, كنت أحمل ابني بين ذراعي كالمعتاد. أبي لم يكن قد مات بعد لكنه كان سوف يموت قريبا.. قريبا جدا. رأيته يتقدمني في تلك الطريق.. نفس الطريق (أي طريق استرجعت في تلك اللحظة؟). المكان أيضا لم يكن واضحا بما يكفي. أمامي كان أبي المريض الذي سوف يموت في الأيام القليلة القادمة.. يجر...
من حين لآخر كان يظهر لها من الود والحب والحنان ما يجعلها تهفو إليه .حسناء قبيلته ‏تسر الناظرين . اختار هذه المرة أن يظهر لها بزي الفارس المغوار، متقمصا شخصيات أجدادها ‏الأشاوس الذين طالما حدثته عنهم، تماما كما يحلو لجدتها من أبيها، وصفهم . لهذا الغرض، ‏ارتدى جلبابا أبيض قديما و سلهاما وامتطى...
خرجنا صباحا كالعادة ، مستأنسين بصفاء الحال ، الشمس لما تطلع بعد . كان أكثر مرحا مني وحيوية ، و كنت أستعين بعصاي المتوسطة الطول ، و المعكوفة قليلا في الأعلى ، أمسكها بيد ، و باليد الأخرى اثني طرف الحبل ، والذي لست أدري أكنت أشده به أم يشدني . الأكيد أني منذ سنوات خلت ، كنت اصطحبه معي لأهم الأماكن...
اليوم الأول : حتى ذلك اليوم كل شيء في المدينة كان عاديا , منذ الصباح الباكر استيقظ سكانها على نغمات المطر المتهافت .... شوارعها تحتمي بالأمل المفقود , وبناياتها تغتسل من الرماد أيام العجاف , أشعة الشمس اختفت تحت تسابيح السحاب الأسود ... حركة الراكضين بدأت تنزع لحظات السكون , وتبعث روح الحياة...
السيّارة تبتلع الطريق ابتلاعا . والمقود بين يديك مارد متجبر . وعيناك تلاحقان سيارة اجتازتك، يقودها رجل وسيم، تجلس حذوه زوجتك وهى تداعب شعره بأصابعها الرقيقة البضة. احترق قلبك غيرة فقررت مجاوزة سيارة غريمك . . دارت في خلدك فكرة الانتقام . . ضغطت جَهاز السرعة وكدت تدوس المترجلين . أبطأ الضوء...
كان يوما حالكا لم تبان فيه شمس..غائما..حارا..رطبا ..تنقلب فيه السحنات..يوما بإختصار شديد..من له حدس يحس ببؤسه ورداءته وسوء الطالع فيه..رغم ان ابى علمنى الا اتطير..فشكرا له على هذا التناقض الذى زرعه فى ذاتى..قلت لكم انه يوم حالك لاشمس فى نهاره ولاقمر ولانجوم ولاسماء صافيه فى ليلته..يوم..ليس ككل...
أَثْنَاءَ بُزُوغِ الشَّمْسِ سَار الشّابُّ حُسَامٌ بِخُطُوَاتٍ حَثِيثَةٍ و مُتَّزنَةٍ مُوَلّيٍا وَجْهَــهُ الْمُشْرِقَ شَطْرَ مَرْفَئِ الفَلُوكَةِ الْتِمَاسًا لِلرّاحَةِ و الْاسْتِجْمَامِ شَأْنهُ شَأْنَ مَنْ يَعْشِـقُ الْبَحْــــرَ وَ يَجِــــدُ فِيهِ مُتَنَفّسا إِذَا عَصَفَتْ بِهِ الْخُطُوبُ...
نظر الحمار إلى الفلاح قادما يحمل حزمة هزيلة من التبن الجاف الهزيل ، حيث بخرت حرارة الشمس كل ما فيه من رطوبة وأزال الزمن كل اصفرا ذهبي أو غير ذهبي . تبن سئم الحمار أكله وكادت معدته تتقيّؤه بسبب ما فيه من رداءة طعم ورداءة لون . لاحظ الحمار أن الكمية في هذه الليلة أقل من الليلة السابقة والكمية في...
رأته .. تفجرت البسمة على شفتيها.. نسيت الورق الذى اتت من اجله ، الضيق الذى كان منذ لحظات يخنق انفاسها ، والطابور الذى لايبشر بانتهاء.. وتعلقت نظراتها به ! وجهه يتميز عن وجوه الكلاب التى تعرفها بصفاء جسده ونقاء بشرته التى تفوح منها رائحة نظافة .. مؤكد يأكل مالم تسمع عنه الكلاب الاخرى .. الطابور...
(1) اهتزت أوصال الأرض.. ارتجت بعنف..تناثرت كل القوائم والأشلاء . (2) - كنا نحتاج هزة . -أخرجنا الزلزال من حدة الصمت . نظرت للوجوه ..الأفواه المزمومة التى تفرز حروف الأسي. استقرت كلمة فى جمجمتى أيقظت كل حرارة اليوم. - الزلزال . بعينين صامتين . - ليتكلم شاهدتم معى ساعات أكتوبر . (3) خلف...
البنت مشيرة أم ضفيرتين صغيرتين سارحتين على الظهر ماتت اليوم . مشيت في الجنازة البسيطة وكان قلبي يبكي ، ووجهها يلوح لي طوال المسافة الممتدة من جامع البحر التي خرج منه جثمانها وحتى قرافة الست الوالدة قرب " تعاليق شيحة ". بنت صغيرة بغمازتين ، ووجه باسم تستقر به عينان يسكنهما غيط برسيم أخضر في...
بدأ الدفء يدب في أوصال الغابة، حين غادرها شتاء طويل، اكتست الأشجار بلون الخضرة وبدت الأزهار بألوان متباينة ، يفوح منها أريج له عبق خاص بالغابة وسحرها. وعند هطول الليل بدا قرص القمر متسعا ينشر ضياءه . بجوار غدير الماء وأسفل شجرة عتيقة، انساب صوت الناي شجيا يْبقي بالعين دمعة تجعل للعين بريق...
كانت ليلة شتوية ماطرة ، إلا أنها ليست ككل الليالي العابرة ، التي تمر دون أن نشعر بها. بل إنها متميزة في كل شيء ، هدوء أولها الحذر ، وصخب هزيعها الأخير. كل ذلك بالإضافة إلى توهج سمائها. لا بالقذائف بل بمكبرات الإنذار المربكة. التي تعوي كذئاب مجروحة ، في أودية سحيقة. قبل تلك الليلة البعيدة ، بزمن...
(أرجع يا كلّ الحب) ترددها والدتي الحنون قبل غروب الشمس، والأفق يتشرب الدماء والشفق يسدل أهدابه برفق على القرية الحالمة. تناهى إلى أذني أن والدتي ابيضت عيناها من بكاء أعنيتها الهاربة. تساءلت نفسي ذات مساء كئيب عن العودة والحنين إلى (أغنيتي) التي لا تفتأ تذكرني بمَن ابيضت عيناه للحزن والألم ...
ابتسمت سراُ وأنا أردد " الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا من غير حول ولاقوة منا " ورحت ألملم بقايا الطعام من على الأطباق ، تماما كما ألملم لحظة غضبى متلفحة بالبسمة قال منفعلاً: هيا قرري الآن .. لاوقت لدي .. إما الاستمرار .. ! إما البدء من جديد .. ! أو الافتراق .. ! تجاهلت ما قاله، وأنا أحمل بعض...
أعلى