شعر

العينان الضاحكتان كطفل شقي لا تستقران في محجريهما حتي تلك الخصلة من الشعر التي ظهرت بها شعيرات بيضاء بدت كأول لقاء لنا كحارس علي وجه القمر سألته - كل هذا الغياب - سرقنا الزمن - دائما ما نتهم الزمن نحن لصوص أعمارنا - لم تتغير لا زلت تفلسف كل شيء الحياة أبسط وأعقد من كل تفسير لا أقصد عبثيتها...
النبتةُ تبحثُ عن بذرتها في حوصلةِ البلبلْ والبلبلُ يبحثُ عن ريشته ِ الزرقاء في ماءِ الجدولْ والجدولُ يبحثُ عن غيمةِ نيسانَ بجِرار الفخّار ِ المهملْ والجرةُ تبحثُ عن رأس امرأةٍ يوصلها للبيت ْ الأعزلْ والبيتُ يفتشُ عن سقف القرميد بسوق ِ السبتِ المقفلْ والسوقُ يفتشُ عن لص ٍ مهنتهُ أن لا يعملْ...
عشقي أكبر من أن يستوعبه أرقي فإذا ما كتبت..نسيت وإذاما نسيت..هديت عشقي أكبر من أن يحمله ورقي وأكبر ممّا تتيه به طرقي فإذا ما سهرت يطوّقني الليل والميل ويعبّ من كأسه غسقي وأنا الصّوفيّ حتّى التجلّي وحتّى التّجنّني وحتّى التّشهي فلماذا إذن أكتب؟ وإلى أيّ المغربين في عينيك إذن أغرب؟ وحولي هذا الكون...
هكذا .. تثاءب الهدهد على شرفته تناسل حديثه الشبق ومن بريق عينيه أستل الدمع غدى تويجه متوهجا وعاد مفعما بالبكاء أنحصر النهار عنده لم لغته حزم وعلى الطريق خطى مغالٍ يرصد نجم أنارت له الشمس وجهته أجتاز عقبات الفصول بكر هي الطريق ولم يصل .. خاويا يأتيه الصدى حتى تصدع الفضاء مر الطير...
أغفو... على وجهك الغائم .. لن أترك شوقي يهطل جملا"، كل ما أحتاجه؛ تلاقي عينينا فقط ويكتمل الحديث. ممتنة أنا لهذه الصورة التي لا تشبهك إلا قليلا"... و أرفع لها الصلوات تلك الصور الغائبة ؛لا تخضع لمزاج حزننا.. هي تندي روحنا. صورتي مسمار في إطار الفرح. لم يعد لدي (مزرعة من الحبق) ورأسي غدا صحراء،...
يا صديقي لا تسأل أين الطريق ولا تحاول أن تفهم ولا تناقش سواد الليل فلم يعد لدينا شيء يقال لم يعد لدينا إلا الصمت واستحالة السؤال *** فوق سماء المدينة القمر مخنوق بحبل من حرير والسماء ملبدة بالغيوم ولم تعد السماء تشتي علينا لم تعد تبكي , يا صديقي صارت كل الأشياء هباء والليل طويل , طويل...
أكرهُ الأسمنت... حين كان الله تعالى يمزُجُ طينتي اللّازبة.. هيَّأَنِي منْ صُنُوفِ الطين... فأنا الإنسانُ والغيطانُ معا فتراني مستعِدَّاً للخضرة... في انتظار إيماءَةٍ منْ سحابة... لتَنْفَجرَ الأحراشُ فلا تأخذوا بلحيتي ولا برأسي... فهما حشائش منَ سافانا... فدعوها للقطعان العاشبة ساقاي إحداهما...
ذات يوم ما في مثل هذا الوقت عند الصباح ذاك يوم آخر أجثو مليّا لأنعش تعبي الفضي عودي المرافق للوجع ذاكرتي التي تتحطم امرأة التي تربي نهدها بفم الحليب تمشي، في وسط الشارع شاعر يتفقد الجدار ضاعت ساكنة الأخرى بين ذاك الجدار وذا الجدار، يهب الظل ممتدا بداخل جسدي الآثم منذ لعنته الأولى، تجرّه الكلاب...
دعي لي حسبُك الأعظم لأتخذك ملكةً لملوك الإحساس وجديرةً بالأعمال الكاملة ليلةُ الكتابة عنكِ هي ليلة القدر في الشعر ونصّك عُقدةٌ تعجز جنّياتُ الشعر عن حلّها أنا مازلت مُلهمًا بحضورك السماوي في كهنوتي كلمةٌ منك تغيّر طقس كآبة الشعر وتمنح المطر خصوبته أنذريني بدماري الشامل وبما تستطيعين إليه سبيلا...
لا شيء.... مستغرب في أرض المهباج فكل شيء .. كل شيء عاقرٌ ومباح كما في السيرك فقد فصّلوا الظلام على مقاسنا واقتسموا الشمس تحت موائد خيانتهم بين الكراسي والمشانق لا غير جهل أمةٍ .... تسبح بحمد فكرها ووعي الأقلام ... تدفع الضريبة والوطن ... حبلى بالوعود والأيام تطلب اللجوء خارج...
تتساءلون لماذا جفت أنهار عشقي وذبلت زهورى وصارت نفسي صحراء جرداء وهذا قلبي المصلوب على قارعة الطريق يراه كل المارِّين فيلوكونه بألسنتهم يتمتمون..يهمسون ونظرت في المرآة أبحث عني هذا الشيب خط في رأسي وعذابات السنين تركت آثارها على وجهي على نفسي ونظرت في المرآة لعلي أجدني فتشت عني في كل مكان فوق...
كما تخرجُ الذئاب من عينِ الصيّاد صافيةً كالدمع، ساكنةً كالموت خرجتُ من الشِعر عاريا من الأبواب والنوافذ مفتوحًا على البرية كجرح على كتفِ إمرؤ القيس عاريًا من كل شيء من الحاضر والغياب من ترصد الشهوة في فخّار النساء عاريًا من الإنتظار والوقت، كشاهد قبر خرجتُ مرةً واحدة من الشعر كرصاصة طائشة من يد...
قهوة معدَة للصباح رغب عنها المسافرون قهوة تنبئ بانبلاج النهار تنبو الحوادث عنها وهي إكليل لو حدَثتنا حين احتساءها لسمعنا صوت الرغيف و سمعنا صوت فلاح كان يجنيها قهوة تفوح بريح الصباح تناغيها وجوه الملاح تناساها أطفال المدارس قهوة تفيض بروح السلام لعمري كفانا بها وجه الغمام قهوة زمن الوباء _...
بهتافه .. هذا النجم هارب من سربه كأن مستنفر من قبضة جان يتوالى عليه الغفو وفي الصباح يملي عليه الطل وينسج من زبده أيها السراب المغدق ثمة فضاء يغرقك معافى من الصم والصمت أن أغرف من وقتك المهدور هناك على رقعتك النائية حين تبسط عقارب الوقت أرقامها وتحيط ميناءها بالفراغ ثم تدحرج اللحظات .. كما يبسط...
من نسيم نفسينا.. قُبيل اشتعال الشجر بظله تعرفتُ إلى عابرة في حيود روحي، عِيانا.. فالْتبس الطريق علينا.. سرنا مغمضيْن، سمعنا في النور رفرفة أجنحة فيها اِنضوينا.. ببرد السلام الجميل ليس بحامٍّ ولا قارس حولينا.. في غسق هذا المنظر البهي اِنزوينا.. وفي حمرته القَانية الْتوينا.. ضم العشق بحاله ومقامه...
أعلى