وحدي داخل قصيدة
مغرورق بالثمالة
كلما انسل الرماد من ظلامي
على مهل ؛ أدخل حانة الشهقات
أشرب زجاجة شعر كاملة
وأتسكع في زهر الخيال .....
لي خلف ظلي نصف تنهيدة
أخفي فيها بكاء الأرض عن هزار الشموع
بين أصابعي تنعس حضارة الطيور
لا أستطيع إزعاجها بالطبع
المطر الأزرق ينتفض في العروق
يستنبت...
إلَهي إليكَ تقودُ الثّنايَا
و أنتَ طريقِي بكلِّ مَضيقٍ
و إنْ غِبتُ عنكَ فأنتَ مَدايَا
و أنت الحبيبُ و أنت الرّفيقُ
و أنت الملاذُ لكلِّ غريقٍ.
بسطتُ إليك أكفَّ يدِي
و أيقظتُ رُوحي ترُومُ نِداكَ
و أنت النّصيرُ و أنت المُغيثُ
و في كل أمرٍ أريدُ رضاكَ
فكُنْ لي ،إلهي، جنانَ أمانٍ
و هبْ لي...
بما أني غريب جدا
في وطن مظلم
أدع وجهي طوال الوقت
داخل المرآة
ليفترس المزيد من الضوء
ويعلن ولاءه الخالص
لسنوات الطفولة العذبة
يمعن في التحديق
في تابوت المستقبل
شباك الأصدقاء السيئين
حصان الشك الجامح
الذي اختفي في جبال المرآة
وحين تقرع نواقيس الخطر
أخرجه وأضعه على جسدي
كما لو أني نحات ماهر
من...
شريرة جدا
عند ارتماء الليل على مفاتنها الغزيرة
تزهو حديقة الأحداق بشروقها العظيم
في هاتين العينين الساحرتين تبعثر المساء
وليس لي شمعة تجمع المعصوف في نبضة
سأقترض من القلب همسة باهظة الهديل
وأشتري من الأمواج رائحة الضفاف
هكذا أنزل مصبوباً في فنجان الشموع
أشرب النار وأوقظ الجمر من رمادي...
أنا لست من آل الظل
وليس يربطني بالحلم نسب
الوردة التي اشتهيها أغلق عطرها القدر
احترقت الدموع
لم تترك في الأجفان حطب
كيف أزرع في القلب شمعة ؟
فوق الموج وتحت البحر
أريد جداً أن أقول أحبك
إنما كيف ؛ ومعزوفاتي
ممسوسة بالسحر الأخرس
الفراشات زاهدة
معمدة بمر الخشوع
هلمي يا طيور النار...
الى بهنس
أظنك فرح جداً
حد أنك لم ترسل برقية
لأنك وجدت مأوى دائما
لم تعُد تكرش جسدك في الشتاء بحثاً عن دفء
ولم تعُد تتوسل الأرصفة
كرتونة قديمة
وقطعة قماش
وبعض الذكريات
لكنهم رثوك، تسخر أيها المُعبأ بالكدمات كالتراب الافريقي
وكالجواري العربيات
رثوك ببدلهم وكرفتاتهم الحمراء
بالكراسي الدوار وهم...
من تدعو إذا ناديت؟
من في الحي قد رحلوا
تجيبك وحشة الأطلال
قد راحوا وما وصلوا
وبلغ أمّة المليار ..
من صمتوا ومن خذلوا ..
ما كانوا لنا أهلاً
فلا نصروا ولا عدلوا
وكانوا للعدى عوناً
فهم خانوا وهم قتلوا
وهم خفوا إلى سلم
وعند دمائنا ثقلوا
طلبنا العون من ألمٍ
فما سمعوا وما عقلوا
بلاد...
عند ولادتي
لم أكف عن الضحك
لم يكن أحد يعلم
أن اللامعنى متربص بي
وأصدقاء السوء..
العيارون اللصوص القتلة الخونة
مصاصو الدماء..
الفقر ينهال على رأسي
بجزمته القديمة
كان مخيفا جدا
مقززا وأحادي العين
رغم ذلك كنت أضحك طويلا
من حنجرتي
تتساقط فراشات نافقة
ومن عيني المليئتين بالقذى
تتدفق دموع المتصوفة...
ريان أورام
ضوء الرماد
ماذا أتى بك ها هنا
أتلهو على شفة المصير
أم جئت من حيث لانعلم
تعلمنا ما لم نكن نعلم ؟
زائغ العطر على باب الريحان
يتنصت على عينيه الصامتتين
سمع مالم نستطع أن نراه في المرآة ؟
شجرة شريدة بلا مأوى تفتقد دفء الحدائق
قطرة ضوء وحيدة في البئر تنتحب
والبكاء...
بكل مرارة الأشواق.. سال الماء في قلبي..
كنهر في اتجاه الريح..
وعكس عقارب الساعات والتوقيت...
كمنفى في مدار التيه تسبقني إليك خطاي..
وتسبقني إليك رؤاي.. نباتا من ربيع القلب...منكسرا على ظمأ..
كطفلة عيدها النبوي ..أعيد إلي إيقاعي...أعطر فجري المجنون
بماء الخفق سر الخطوة الأولى..إليك..إلي...
المطر ضرير يخبط في صحن البيت المتداعي . البيت الأشيب إلتهم طفولة (م) بفكي حيوان ضار . العتمة تفتح النار عشوائيا على الجيران . رائحة مقززة متعطنة تتطوح في أصقاع الحجرة المليئة بثعالب الهواجس.
هنا كل شيء يرغب في الموت.
في الهجرة الأبدية إلى أقاليم الغياب الوسيعة. مومياء مسنة تحمل ذؤابة شمعة بين...
شارع أصم
أثناء هروبه من الظلام
سقطت نوافذه في رأس شاعر
الشاعر لا يملك غير صوت واحد
طبعا من الممكن يتوكأ عليه ويذهب للنداء
المشكلة أن الأشجار لا تمر من أمام صداه
شحن قبضة يده بالقصائد
صعد رماده العالي
ودق على رأسه بقوة
لم يجد نافذة واحدة
تأخذ أنفاسه إلى أول شجر
خبط رأسه في سقف الهواء...