شعر

1 ليست شجرةً هذه الواقفةُ في الطريق إلى الحرب ليست شجرة بل إنها علامةُ استفهام خضراء في سياق الكارثة . 2 كلُّ شجرةٍ بخضرتها مستبشرةٌ إلا شجرة عائلتي الريح تذر أوراقها في المنافي بينما الجذور في المقبرة . 3 الشجرة مع عشيقها لا تفرُّ ولكن الشجرة تتلاشى بين أحضان أمها الطبيعة ثم ما أن تبلغَ...
راكضةٌ أنت كما يركضُ النمرُ بجانبِ طَريقِ النَهر راكضةٌ لأنَّ الشَّارعَ مَلغومٌ و الطريقُ ملتويٌ بشَهوةِ القَتلِ ، الدّقائقُ تَمرُّ ، و القَصفُ تَحَوّلَ إلى سيقانٍ طَويلةٍ جداً سيقانٍ مِن هيكلٍ عَظمي مَغموسَةٍ في أحذيةِ الأحلَامِ المَحرُوقةِ و يُطاردُك الموتُ بنكهاتهِ المُختَلفة . . . أُركُضي...
إيثاكا أهم من الطريق إليها فما الجدوى من الرحلة الظامئة إذا لم توصلنا إلى رأس النبع في اللحظة التي تنجحين فيها في كتم ضحكة عينيك حين تقعان في عيني سأعرف انه لم يعد لي في قلبك أي مكان لا تزال خيول حُبُّكِ تركض في سهوب روحي فلا هي تُستأنس ولا أنا أيأس.. لو نستطيع أن نُفصّل الحُب عل. قدر الأغاني...
1 قليلون هم أولئك الصيّادون الذين لوّحت سنانيـرُهم عند بُحيرة الموت بسمكة الصّبر. 2 من بحار التوتّر العالية نادرا ما يرجع الصيّادون و لو بهيكل السّمك الأزرق العملاق. 3 ليس ثمّة من خرافات الصيّد ما يكفي لتأثيث قارب هجرة واحدة بحجم القصيدة. 4 أخيـرا علِقت الفكرة العنيدة بطُعم صنارة العقل ها هي...
بفراغ فزاع الطيور يتحسس أنصافه قدماه الحافيتان لا تشعران بحرارة الشمس ضوء خافت يترنح بالغرفة كائنات رديئة تتسلل إلى ركبتيه أطفال من ورق هنا و هناك ضحكات مختبئة في الخزانة على بعض سنتيمترات صوت عصافير مضجر و حزين كلب يتعكز على كتف ظله هو لا يتذكر أنه جائع و ممتلئ بالخوف يعقد وجهه في كف الريح...
يَزْحَفُ الْفَجْرُ عَلَى الأَعْلَامِ الْحَمْرَاءْ ، وَعَلَى أَلْيَافِ النَّخِيلْ ، عَلَى الْوَهَجِ الْأَخِيرْ ، لِلْإِطَارَاتِ فِي سَاحَاتِ الثَّوَرَاتْ . صَبَاحُ الْخَيْرِ لِعُمَّالِ النَّظَافَةِ فِي قُبَّعَاتِ الْقِشِّ ، فِي الْأَحذِيَةِ الطَّوِيلَةِ السِّيقَانْ ، يَغْسِلُونَ وَجْهَ...
أمرُّ على الذِّكرياتِ أشذِّبُ عشبَ القيامةِ عنها وشيئا من الغيم يجذبُ سيقانَها يعضُّ التُّرابُ بقيَّته تنفضُ الشَّذراتِ، وتقبضُ تيجانَها لتكونَ، كما اللَّيلُ، قُمصانَها أجرُّ، على عجلٍ، جرسًا يرنُّ، فلا هُوَ يسمعُ رنَّاتِه، ثمَّ لا هُوَ يَجمعُ أصداءَ .. ترفعُ بنيانَها وللذِّكرياتِ نوافذُ...
حرب جديدةٌ ويصبحُ العالمُ مِلكي سأدجّجُ جَسديِ وأرسمُ جداراً وهمياً حولي أحملُ أخطاء الكون في أحشائي وبرغبة مسمومة أقتلُ العالمَ وأستمِرُ في الحياة القدر مجردُ فِكرةٍ بائسةٍ مُجردُ حربٍ تعيسة تعششُ بداخل رؤوسِنا والحياة حانة لكن لابأسَ من دُخولِ الحانةِ لا يحتاجُ الأمرُ، سِوى كأسٍ أو كأسينِ...
ثلاث قضمات من النوم بعدها، ألامس الهواء كل ليلة من على فراشي لأتخيل كيف يكون صوتك، حين يقترب متنفسًا من خلف أذني وأتألم.. حين يأتي باردًا. أحاول إحباط أحلام النافذة وأرجوك أن تبقي نفسك دافئًا، وترتدي معطفًا ثقيلًا لأن اسمي الذي يظل عالقًا بين شفتيك، بلا مخرج، حين يرسله الهواء على كتفي.. يحمل لي...
الألم رصاصة الصدر التي لا تخطىء لا نعيش بعدها ولا نموت لا شيء ينقذنا سوانا نحن الإبرة في كومة القش أين النجاة وأرواحنا تنسل منا كالشعرة من العجين ؟؟ إنها الحرب ، حشرة العث التي تأكل قلوبنا بحنكة القذائف لازلنا أحياء بمعجزة ، نخيط أكفانا لأرواحنا لماذا علينا أن ننتظر أن نموت ؟ للغد دلوه ولابد...
لأنك ممتلئ بالحكايات لن تقرأ هذا النص المتوهج بالصمت و لأن روحك أعمق من البحر المغادر تنزع الصلصال من على شفاه الجرح يقول الليل السماء تفتقد لبسمة من رحلوا لن تسمع صوت الماء لن تهتز السنابل مع رغبة الصراخ إنها العاشرة بعد منتصف العتمة الحزن يمشي صامتا في الممرات الشاردة يسأل الوقت عن عاداته...
لا شيء ينقصنا لا الشعر لا الحزن ولا حتى الموت تدربنا على الخيبات ونما على تلاتنا شجر مر المذاق اغصاننا من عوسج بري كي لا يديم الطير مواسمه في سوحنا ولا تبكي السماء على فراق من رحلوا هذا الشتاء يعرفنا جميعا كمعرفة الذئاب لثلج تاله ومعرفة الرخام لقاطعيه وكمعرفة الغمام لصابة الزيتون من ذا سياكلها...
مطر غزير طوال الليل يدق طبوله كسامر بدائيّ مطر ناعم كمداعبة عاشق مطر مطر ثم... غضب مكتوم في عين امرأة طويلة شوارع موحلة مكسورة ماء راكد تحت إطارات السيارات التي تعبر كدروع حديدية الشجرة تقف مزهوة مبللة كأمراة مبللة بالحب الريح راكدة كأنما حبات المطر ثقل لا مرئيّ مطر تزهو به الدنيا إلا الجنديّ...
أكتب بدلا من الإنتحار . حين أعجز عن البكاء أكتب و حين أعجز عن الضحك أكتب . الكتابة محاولة عبثية لوقف معارك محتدمة في أعماق نفسي . أشرب كل يوم و رغم ذلك فإن الظمأ لا يغادرني . أتعبني الشرب و أتعبني الظمأ . أتخيلني شجرة يقطعون أغصانها ليستخدموها كخَمَائِص بنادِق فأكتب مطالبا بإيقاف قطع أغصان...
في الصيف أمشي على رأسي مقلوبا.. فارغة جمجمتي من البركات والمصابيح.. ملآى رقعة روحي بشوك القنفذ.. أفتح النار على نوح.. لأنه خائن وشهواني وممسوس.. مالئا مركبه الرجيم بالأقزام والقتلة والمرابين.. اللعنة على الطوفان.. في الصيف تتهدل الريح وتجف مثل شفتي عجوز في جنازة.. في الشتاء يفتح الرب متجره...
أعلى