ظلّ القلق ينخر رأسه منذ خروج شريكه في المهمة، منتظرًا خبر إكمال تلك المهمة التي أوكلها إليه، مرّ الوقت متكاسلًا وسط الانتظار الصعب، وهو يراقب جواله بين وقت وآخر، يدور حول نفسه أثناء جلوسه على كرسيه الدوار حينًا، ويذرع الغرفة جيئة وذهابًا حينًا آخر، وقف يرقب الشارع من شباك مكتبه الكبير للحظات حين...
قبل ان تلتقي به في الموعد والمكان المحدّدين.. الساعة السادسة والنصف في قاعة الزمن الجميل، كتبت اليه عبر الماسنجر تسأله عمّا إذا كان يعرف من هو العاشق الجديد، مرفقة سؤالها عما إذا كان بإمكانه التكهن بمن يكون، ومجيبة بطريقة غامضة انه ابعد ما يكون عن الشك فيه. اما ما كتبه لها ذلك العاشق فقد تربّع...
- (1)-
كان ينتظر الحرب حتي تضع اوزارها، ولكن الحرب كانت تنتظر ان يموت كل شئ كي تحيا هي الي الابد!
- (2)-
وكان الجنود ينتظرون نهاية الحرب كي يعودوا الي بيوتهم ،لكن الحرب كانت تنتظر ان تحترق كل البيوت كي تعيش هي الي الابد.!
-...
وجد احدهم يرحب به بحفاوة غير عادية، فى المقهى الذى يرتاده للمرة الاولى، ولا يعرف فيه احد،
- انت لا تعرفني لكنني اعرفك، اجلس وتناول معي فنجان قهوة، انت لم تعرف حكايتي بعد، بينما عرفها الجميع هنا، مازال مدهوشا لما يسمعه، بالفعل لايعرفه واول مرة يلتقيه،
انت جديد هنا، انظر الشمس انها تشرق لكل...
دخلت زوجته غرفته التي يسميها مطبخه الفكري. انتبه إليها. شكت له من سوء الوضع، وأنهم على وشك الوقوع في المجاعة، والراتب تلاشى، وتساءلت عن وجود مخرج، واتهمته بنسيان واجباته نحو البيت، والاهتمام بالكتابة التي لا تطعم ولا تكسي.
ألقت كلماتها وخرجت. ألقى يديه على الطاولة ووضع رأسه بينهما. مر في ذهنه...
- 1-
( معسكر اللاجئين ذو العين المغقوءة!)
قال عاشق شديد الوله للاجئة كثيفة الحزن :
-كم احب معسكرات اللجوء لاجل عينيك.!
ومضي عام بعد اخر فاشتعلت الحرب في كل مكان وكانت حدقتا الفتاة تتسعان كلما اتسع معسكر اللاجئين وكلما اذداد الشقاء والألم وهكذا صارت عيناها اكثر جمالا وروعة، بينما صار العاشق...
لا يعرف عنها الا انها تنتمي لعائلة ارتجت اخلاقها وعنه سوى انه حسب اشاعات هجر زوجة وخمسة اطفال ..في زقاق من حي عشوائي كونته الفاقة وضعف القانون اشترت ذلك المنزل الصغير بسعر زهيد شيدوه من الطابوق والحجر الاسمنتي وقطع الصفيح.. والقصب و والمشبكات الصدئة وقطع من بقايا الاثاث القديم جادت به القمامة...
تسلل ضوء شحيح، من بين فرجات درف الشيش الخشبي القديم، يعلن بذوغ شمس جديدة، تتمدد وتتمطى فى الفراش لا تريد الاستيقاظ، مثل بيت غير مسكون ومتهدم، تدور حول نفسها المكسورة، تريد ان تغادر وتمضي، ربما لانها ليست جميلة مثل شقيقتها فريدة، الاكثر بهجة والندية كفاكهة الصباح، شعرها كسنابل القمح الذهبية، فى...
لم تكن عاديةً أبداً، لم تكن مثل جميع بني جنسها اللاتي كان يعرفهن من قبل, لم يكن معها إلا بأجمل ما فيه, برغم أنه كان حاداً, صلداً, صلباً, متحجراً, لا يأبه لمشاعر غيره، وكان يبغض النساء بشدة قبل أن يعرفها، لكن حين عرفها ورآها لأول مرة كاد يشك في نفسه, وبأن ذاك الذي ينبض بداخله الآن قام من مقبرته...
تتواجد بالقرية ثكنة عسكرية كبيرة.. كثرت الشكاوي التي يتلقاها المسؤولون. السكان محافظون.. في كل مرة يعترض شاب مُجند أو جُندي أعزب سبيل امرأة أو فتاة يغتصبها، أو يحاول اغتصابها.. أخذت السلطات في النهاية قرارا بإنشاء مبغى على هامش القرية بالزقاق المحاذي للوادي.. أغلب الدور غير مكتملة البناء،...
لم يفارق النوم عيني بعد.. إصرار غريب على إزعاجى.. إنّها المرة الخامسة، التي يرن جرس الباب في أقل من دقيقتين.. سألت نفسي: “من القارع؟! من هو هذا الشخص الذي لا يعرف الرحمة ولا الصبر…” تثاءبت بصوت مرتفع… دعكت جفوني، كإناء صدئ لأستجلب اليقظة.. ثم أجبت بصوت عالٍ: “حاضر.. حاضر…” ولكن ليس من مستجيب...
كنّا نتابع الوضع أمام الشاشات الصغيرة في حذر حتى دوّت صافرات الإنذار فخرجنا نضرب في الأرض دون دليل أو مرشد ،تذكٌرت طريقا يأخذنا لبقايا ملجإ قديم .
طال بنا المسير حتى التقيت جارتي تسير منهكة صحبة رضيع و بنتين صغيرتين مرتديتين أحلى الفساتين وقد تراقصت ضفيرتاهما المجدولتان بالورود الحمراء و...
لا أدري إن كنتُ صائبة فيما أخفيتهُ عن زوجي المثقف، شديد العمقِ والملاحظة، من سرّ !.
في العاشرة مساءً وبينما هو يقرأ في كتاب ما، وقد اعتلتْ عينيهِ نظارتهُ الطبية اللندنية، أوجّستُ خيفةً لئلا يلحظ اضطرابي، أوشرودي فيسألني إن كان هناك ما يشغلني؟.
كنتُ على حافة الوقوع في إخباره بعد رؤيتي لتلك...