في يوم عطلة بارد جدا، ارتدى "عليوة"معطفه الأسود المرقع، يمشي متعثر الخطى، شارد الذهن، يتفقد أبواب وآلات المصنع الكبير الذي يبعد عن المدينة بضعة كيلومترات. يعلم مديره "مسيو مراد" أن فيه ما يكفي من كاميرات المراقبة، وأن مهمته هي حراسة الباب الرئيس فقط، ولكن هكذا أوامره؛ لا أحد يستطيع رفضها.
ساد...
في الطريق إلى القصر، لم أتكلم، على عكس رئيسي الذي لم يتوقف عن الكلام، وهو يقود السيارة بعصبية، كلما تدخلت زوجته الجميلة التي تجلس بجانبه لكي تغير الموضوع، يتجاهلها، كما فعل عندما أشارت إلى امرأة مشردة، قائلة: بعدما حرمها زوجها من أبنائها جنت المسكينة وهامت على الطرقات..
بجانبي يجلس طفلهما الجميل...
اللوحة الأولى : الحمد لله
لا بد أن يحمد الله ويشكره ، لأنه ليس شخصية مهمة أو إرهابية أو مزعجة لأحد ، حتى تخصص له العين التي لا تنام ميزانية ضخمة لمراقبته . ثم إنه لا يفعل شيئا خارجا عن القانون ، باستثناء بعض الانزلاقات الصغيرة ، كأن يشتم وزيرا ، أو برلمانيا في المقهى ، أو يحتج على قرار لا يعجبه...
كانت الحرب العراقية - الايرانية قد دخلت عامها الرابع وأنين الثكالى والمعدومين يطفو على بحر من الشجن. الجو العام كان مشحونا بين ان يسقط النظام لإنهاء هذا الوضع المعقد وبين ان تقف الى جانب النظام وحمايته بذريعة الدفاع عن الوطن.
لم يتيسر لحاذق وهو في الثانية والعشرين من عمره ان يرى في ذلك...
ولأنني رجل لا ظل له فقد أمكنني التخفي وراء الكنى والمجازات، حتى وجدتني متسولا عند بوابة المتولي،المحروسة هي حبيبتي،منذ طفولتي تركتني أمي هنا،أجمع الألقاب حتى غدوت منتفخا بداء الوطن، أنكرني أبي حيث صرت أخلاط رجل يعيش الماضي،تجمعت في عوامل الحب والكره، تارة أمر بين الحواري والأزقة أطلب التزود...
ناولتها الكاميرا ، التحقتُ أنا بالراقصين، توسطتُ، اعتدلتُ، ضغطتُ على بطني، ضغطتْ هي على البوطون ، ْشَتَكلاكْ.
صوّرتني.صورة مفترية تظهرني بينهم كأنما لست منهم. انا الذي حامضي النووي تفاعل كروموزوم بني سوس ونظيره في بويضة بني مكًيلد، انا الذي أول صرخة لي كانت في مدشر من مداشر هؤلاء اصحاب الجلابيب...
هي لحظة تحدث فيها أشباء غريبة . فيها يجالس الجلاد ضحيته،و يربت الكتف نفسها التي لم تبارحها بعد آلام سياطه . و يراقص الظالم المظلوم،و كأن لا ثأر بينهما . و يخفق قلب المعدم طربا على ايقاع معدمه وهو يتقدم به الى المقصلة .لكن كيف يحدث هذا في زمن ما عاد فيه للالتباس مكانا ؟ ..وكيف تختلط الأمو بهذا...
ليتني اشتغلتُ مع المغنّي الكردي سعيد كاباري حين دكّ المسامير في نعش المجلس الكردي.
لا أدري ما جرى لجمعيّة عامودا الخيرية التي كانت خيرَ زاد لأهل المنطقة ولكلّ النازحين إليها بعد خروجي من مدينتي عامودا قبلَ سبع سنوات. أسّس الجمعية تلك مجموعةٌ من شباب الحراك الثوري الذين تكفّلوا بعائلات ذوات...
متعب جدا باستحضار كلمات أغنية... كانت يوما تملأ الفضاء الفاصل بين نافذتي وشرفة الجيران، مطلعها يلحّ على تلافيف دماغي ويدور في ظلام المكان، افتقاده لنافذة يجعله أشبه بقبر... ليس القبر بمصطلح مناسب لهروبي المؤلم، لأعود إلى الأغنية، انشغالي بها أنساني قدميَّ المتورمتين.
ومرت الأيام نعم تذكرتها...
جدي كان عالما اخر من الحنين، كان دنيا اخري اهرب إليها، دائماً يقرؤني قبل أن أنطق ببنت شفه، يعلم مابي من احزان، كان يخرج في وقت الدجي علي صياح ديكه الكبير، يقفز برشاقة في الحمار، يذهب إلي الأرض يحرث ويهتم بها ويعود وقت القيلولة وبعدها لايفارق سجادته ومسبحته لاتفارق يديه، كان دنيا اخري من...
عندما يأتي القطار يترك كل واحد مكانه؛ يعدو خلف العربة التي يخمن أنه سيجد بها موطيء قدم، صراع على الوسيلة شبه المجانية التي بقيت منذ عهد الأجداد، بعضنا يتهرب من دفع الأجرة وكثير يماطلون محصل التذاكر حتى إذا جاءت محطة النزول كان الإعياء قد بلغ به حدا لا يمكن مقاومته، قد يسعد الحظ أحدنا فيرتمي على...
فكت قبضتها عن ذراعي عندما أدخلتني الحمام بعنوة ، وجدت نفسي في الظلمة بعد أن أسدلت الستارة البنفسجية التي تفصل الحمام عن باحة الحوش الصغير .
أرتبكتُ ، هذه هي المرة الاولى في حياتي التي أرغم بها على الأغتسال خارج منزلنا، ولايمكنني مخالفة أوامرها ، كنت صغيرا لا افقه الحياة ، عمري في الثالثة عشر ...
أَرمي إليهم بورقةٍ تأخذها الريح، كتبتُ (اتركوني معها أرجوكم).. وحدَكِ، وحدَك من يدركُ أهميةَ القلمَ بيدي، وأنني أصبحت قادرا على الكتابة.
أنظر إليهم إلى أسفل، أعناقهم مشرئبة إليّ، لابد أنهم يظنون بأن مسا قد أصاب عقلي، أو أنني سأقدم على الانتحار...
قالوا لك يوما: ما تقومين به انتحارٌ، وكنتِ...
الفصل الأخير
لا أنا يوسف ولا أنتم نساء .
وستبصر، أنك يوما كنت تطرق كل الأبواب، تهفو لرائحة عطري، و بقايا دخان، وستفتح كل الأدراج وكل خزائن الإنس، واللجان.
تبحث في قصاصات من ورق، وحروف من كلمات صدق، أو بهتان وستفتش حتى في طعامي أو بقايا لقهوة، في فنجان، وستسأل:
أين الإنسان.
حتى يأتيك، عراف...