نظرت في الواجهة البلّوريّة لأحد البنوك فرأيت سماء العاصمة المتجهّمة وصورتي منعكستيْن عليها. ما هذا التجهّم الذي يعلو محيّايْ؟ كيف صرت رماديَّ الملامحِ؟ هل هناك ترابط بين السّماء و وجهي؟ انتابني شعور بالضّيق و خطرت على ذهني فكرة أنّ روحي قد غطّتها طبقة سميكة من التجهّم ما يجعلها تنقبض انقباضا...
شقيٌّ كأحلامِ الصغار ، تطاردُه فيهرب إلى الرملِ في الرَّمضاء ، ينتعلُ الرَّملَ خوفًا من الرمل ، تعجزُ عن اللحاقِ به ، تخشى على قدميه الصغيرتين من حرارةِ الأرض ، يضحكُ وهي تبكي ، تتألمُ لأنها طاردته في الحر ، وصلتْ إلى الرملِ ثم خلعتْ نعليْها ورمتْ بهما إليه ، استلمهما ووضعهما على صدره ، لم يلبثْ...
الهرة الشرسة ،أكلت طعام الكلب. ..!!
الكلب كان نائما فى غفوة من غفواته أو لعله أغشي عليه، لفرط ما تجرع من خمر ليلا هو واللبؤة العجوز .
أعلن سكان المستعمرة،حزنهم لما حدث وجعلوا يذيعون فى كل القنوات الفضائية تعازيهم للكلب واستياءهم مما فعلت القطة الشرهة.
توقف كبير الفيلة الأعمى ،عن عمله فى ضبط...
أرغب في الرقص يا سيدي..ألا يحق لي ذلك وانا خادمتك منذ سنوات؟..عشت كأمة في هذا المنزل وأرغب في الرقص، وحدي بلا رجل يشاركني..ولكن ليشاهدني الجميع وانا أرقص..إن هذه الحياة لم تمنحنا فهماً مناسباً لنحياها كاملة..وبما أنها كذلك، فقد استحممت ثم سرقت باروكة سيدتي، ووضعت أحمر شفاهها، وارتديت فستان نومها...
دخل رئيس ناسا على جاك في الصباح الباكر بعد محادثتهما بالأمس بشأن مناقشة رسالة الدكتوراه، واستنهضه من أجل الذهاب معه إلى جورج رامسفيلد -كان جاك آنذاك مندمجًا في مراقبة النجم من خلال المراصد وصور الأقمار الصناعيّة التي تأتيه أولاً بأول- قال جاك: «اذهبْ وحدك وأخبرني عما يريده هذا الصعلوك.»
نظر...
يا للقطّة المسكينة، الجوّ بارد في الخارج، ومطر هذا المساء الشتويّ لا يرحم، أمّا إسفلت الشّوارع فقد تحوّل إلى سطح لامع زلق بفضل سخاء البالوعات التي تسرّبت مياهها الآسنة آخذة طريقها نحو الحفر المنتشرة هنا و هناك فحوّلتها إلى برك موحلة فانكشف معها وجه المدينة الآخر. القطّة المسكينة عليها مغادرة...
شعرَ عيسى أنه عاشق. كان يستمع اليها بشغف، رغم أنه لا يفقه من اللغة الانكليزية شيئا، فالدرس كان يشكل عنده عقدة ازلية، لم ينجح قط الا بمعجزة تضعه على حافة النجاح، فيعبر الى الصف التالي بالدور الثاني. كلماتها الانكليزية تنطلق من فمها المستدير عبر شفتيها المكتنزة بالون الوردي الخفيف، وتتجه الى قلبه...
لوحة من قديم مراكش
وما كل وجه مضيء يدور
بعـتـمة لـيـل يُسـمّى قـمـر*
قُبيل غروب الشمس بقليل ، يشتد الزُّحام في الزُّقاق . تَوهُّج شمس الصيف ولهيبها داخل أسوار مراكش ، يبدأ في الانخفاض بشكل تدريجي ، ويسمح للناس بالهرب من عتمة الغروب . الإنسان سواء كان رجلا أو امرأة ، إذا لم يكن عنده ضيوف ، أو...
هو.. يركض، ويركض، وجهته الأفق البعيد.. هو يركض ويركض ، وكلبه يركض خلفه.. هو، الذي يركض، وكلبه، هو الذي يلهث ويلهث.. هو، الذي قدماه لا تلامسان الأرض.. يكاد يطير، وكلبه هو، الذي قدماه تغوصان في الرمال.. هو الذي يركض ويركض.. وكلبه هو، الذي يلهث ويلهث.
***
هو.. الذي يستثيرهم بصمته ، يستفزّهم بعزلته...
أعوام مضت استنزفت ذاكرته المرهقة بفعل جهد الأيام .. ووقت ليس بالقصير جعله ينسى قهوته حتى بردت وسيجارته التي احترقت ..
شعور بالغربة والحزن اعتراه حين رآها .. كل شيء فيها تغير إلا عيناها.
تلك اللحظة أحضرت تساؤلاً قفز لذهنه .. هل ثلاثون عاماً قادرة على أن تستبيح أعمارنا ؟!..
لم يشغل نفسه في تذكر...
متسربلا في بذلة أنيقة، يمشي الخيلاء، يبدو واثقاً من نفسه، ومن تحرره.. يدخل مقهى فخمة، داخلها فضاء ليلة حكتها شهرزاد، لكن ليس لشهريار.. أرضها سماؤها، وصبحها مساؤها،..روادها، هو واحد منهم، من طينة من يمشي في الأرض و قطع قــطن تسد أنوفهم..
يستقبله النادل بابتسامة صافية، يتجاهله ويقصد طاولة، يعدل من...
جلست بجواره وأخذت تمتاح من ذاكرتها، يبدو أن الأمهات يأتين بما يمكث في الأرض: ضرب الجدب الكفر في سنواته العجاف؛ دارت الرحى بحب غريب لايشبه القمح ولا الذرة لم تخرجه باطن الأرض؛ تزهو كل امرأة بما فوق رأسها؛ صفائح لا يثقلها غير الضنى.
خليط عجيب تلتهمه أفواه الجوعى، لايعرف حنجول غير أن يختلس قبضة من...
كانت يتيمةَ الأبوين، تعيش في كنف عمِّها وزوجته، صغيرةً تقترب من ربيعها الخامس عشر، قرّر أنْ يتقدم إلى خِطبتها وفي أعماقه تموجُ مشاعرُ إحسانٍ ورأفةٍ إزاءَ هذه الفتاة الصغيرة في عالمٍ لم يعد يتحمل أحدٌ أحدًا إذا ما غاب الأبوان، ومما شجّعه على اتخاذ هذا القرار بعد عزوبيةٍ اقتربت من الأربعين،...