سرد

حان الوقت الذى كنت أحاول الهرب منه ، ذلك اليوم يمثل لي قبل أبي محنة خشيت مرارا أن تأتي ؛ فتؤلمه! تلك الرابضة جوار سور البيت المبني من الطوب الحجري ، سور عتيق رغم أنه بني أكثر من مرة ، تهدم بفعل تمدد ذلك الجذر، ثمة أسباب للحزن تخيم على وجه أبي، الرجل الطاعن في السن حتى صار شيخًا هرمًا، لكنه ما...
استيقظت وثمة نقرات خفيفة لعصفور ضئيل على حافة الشرفة ... فتحت عينى بعدما داعبها شعاع رقيق ونسمة عذبة ،انسابت من بين فتحات النافذة ،انتبهت عل صياح الأطفال فى الشارع حول حافلة المدرسة. تذكرت الأيام الخوالى ،والأصدقاء القدامى . تنهدت على ضياع السنين والزمن الجميل. لاحظت العصفور ثانية ولكنه بدا...
الجرعة الأولى: ملعونون ... ملعونون... أيها النقاد -والقراء أيضاً- الضاجعون الآن مع عشيقاتكم ورفيقاتكم وصديقاتكم... وعيون حبيباتكم. إذا التفَتُّم إلى ضعف التكنيك في هذه القصة... فقد كُتِبَت أثناء سريان أحداثها... وساعتها لم تكونوا معي... معنا. الجرعة الثانية: رغم الإغراءات الوافرة في حَلّ مشكلتي...
يجمع كل قواه المنهارة يلتفت إليه بنظرةٍ حادة وهو في شبه انهيار عصبي غير مصدق ما يحد معه، يصرخ في وجه صديقه المبتسم له دائماً بصوت مُتًهَدِّج: ــ مستحيل يحدث هذا صح, أكيد, أكيد أنا بحلم صح , أو على أسوأ تقدير وأسوأ احتمال أنا لست في وعيي أكيد أنا تحت تأثير شيء ما فليكن تأثير البنج اللعيننعم البنج...
( مشهد ليس من وحي الخيال ) المكان وادي اليرموك في الأردن .. الزمان 12 أغسطس 1971 .. في منطقة أم قيس الأردنية .. يجلس أمام منزل بدوي بسيط الدكتور رالف توبولوسكي وهو أميركيي يهودي من أصل بولندي مع رجل وامرأة شابة من معاونيه .. دكتورة سارة بارشيفيسكي ودكتور تحت التمرين “عمر سماحة” من أصل فلسطيني...
حين أعود إلى شقتي تلك الهاربة من الزمن؛ حجراتها تبدو مغارة في جوف الجبل، تتدلى ياقة قميصي أشبه بتجاعيد وجه يوشك على الاحتضار، تتداعى الذكريات؛ الزوجة الجميلة والمكانة العالية؛ انتهيا مع موات الحلم، كان ذلك محض خيال لجائع في سوق المدينة العاقر، تعبأ أجساد الأطفال في علب بلاستيكية، تطاردني...
في اخر الليل اطل اخي الاكبر المتوفى منذ اكثر من عقد من الزمان يرافقه حوالي العشرة من اصدقائه الموتى، ارسل ابتسامة صفراء نحوي. قال: -سأذهب معهم لتقسيم الارض.. اردت ان اصرخ به. ان اقول له ما ورثه ابوك لك ولأخوك، سآتي معك سنقسم الارض بالتساوي بيننا نحن الاخوة الثلاثة، الا انه بادرني متابعا...
الأيام الجميلة سرعان ما تمر، وتبقى كذكري عزيزة محفورة في القلب الأصدقاء الذين يأتون في عمق المأساة، وزحام الحياة، يشاركونا كل لحظات الوجع ويأخذون بأيدينا إلى باب النور، هم طاقات جعلها الله لنا كي تبعث بالبهجة في حياتنا، *** كان على عجل كعادته دائما، وكأنه يسابق الزمن، فهو يريد أن ينجز أشياء...
رفعت وجهي قليلا... أصابني خوف قاتل، و تملكني دوار شديد. كانت مفاجأة رهيبة *** في جوف النهار، تدب الأقدام المتكاثرة فوق أرض الطريق. الجميع يغدون ويروحون، في تكرارية رتيبة، في طريقي اليومي إلى عملي، ثمة مجموعات تحاصرني،... تحيط بي من كل جانب، و كأنها تتوقني، جماعات ملفوفة بوشاح غريب من...
ها هو يتبعها وهي تقود سيارتها ، ترتعش أصابعه على مقود سيارته ، انه ينظر الى تسريحة شعرها ، خرجت من الشقة بتسريحة ذيل الحصان ، لا يدري متى غيرتها بهذه السرعة ، ها هي الان ينساب شعرها الذهبي على كتفيها، يعرف انها نادرا ما تنظر الى المرآة الامامية، ولن تتمكن من معرفة التفاصيل الصغيرة في السيارات...
نظرت لنفسها في المرآة .. دققت النظر في كل تفاصيلها كأنثى .. فاتنة .. رائعة .. شهية .. لماذا إذن أقبلت على عامها الثاني والثلاثين ولم يطرق الحب والزواج بابها حتى الآن .. ماذا يريد الرجال أكثر من الإرتباط بأنثى مثلي .. تردد صوت أمها في عقلها بأن وضع البلد جعل الكل يخشى الزواج الذي اصبح باهظ...
آسف غاليتي .. غالية.. لن اتمكن من زيارتك، ليس لأنني لا اريد تلبية دعوتك، فانت تعرفين ان قدمي حفيتا من كثرة ما داستا على دروبك الصعبة، الموصلة إلى مغارتك السحرية. انني الان اتذكر تلك المشاوير التي امضيتها وانا اسعى الى مغارتك لاطمئن على انك ما زلت هناك. كنت حينها ارى الضوء الخافت ينبعث منها...
لا يتذكر من قال له أنَّ البحر َأبو الفقراءِ، والعجوزُ قالت يومًا: -من جاورَ البحر لا يفقرْ، من أصدافه صنعتُ التحفَ وإطارات الصورِ، أبيعها للسياح، وبنيت هذه الغرف المتناثرة .... لقِّط رزقك منهُ، ودعكَ من بحوركَ الشِّعرية التي لا تُسمن ولا تغنِي من جوعٍ. يقفُ في مكانه المعتادِ، وحيدًا مع...
أعلى