الزمن ابتعد … توقفت عند إشارة المرور الضوئية … التفتت يمينا … ثم يسارا … ثم تابعت … ابتعدت أكثر… سرعة سيارتها الفائقة تكاد تسبق سرعة ضربات قلبها الصغير الذي يرتجف من الهلع خلف ثديها النافر المتحفز … دهست بقدم صغيرة مذعورة كابح السيارة قبل أن تطيح بسيارة أخرى أمامها من فرط تعجلها المذعور … صوت...
لا أذكر على وجه الدقة متى ضاقت الفضاءات في رأسي؟ ولا كيف تحولت الي شخص مختلف ، صموت، انعزالي، أحاول بقدر الامكان تجنب الضوضاء والناس. أمي كانت تقول لي قبل أن تموت إن طفولتي كانت صاخبة، مزدحمة بالإثارة والاحداث، وكنت غاية في الشقاوة والتمرد، كنت عنيفا مع الاطفال نظرائي، والاطفال الاصغر لدرجة ان...
حركته في شوارع القاهرة لم تعد مثل زمان، ثقلت، وهنت. عاتقه مثقل بكل ما يحمله على كتفيه من ايام وصراعات وأحداث وأحلام وامنيات تبخرت كما يتبخر الماء المغلي في القدور. أمراض تتآمر على ركبتيه وظهره وعموده الفقري ومعدته. وهنت عضلة القلب، قدرتها وحركتها تباطأت في ضخ الدماء الى اوصاله، انذرته عدة مرات...
قامت من رقدتها هذا الصباح موفورة النشاط والحيوية على غير العادة، دخلت بسرعة الحمام، مارست طقوسها من دون عناء أو اهدار للوقت،. لاتزال عقارب الساعة تشير الى تحت السابعة صباحا. أصوات كركبة وحركة غير معتادة لفتت انتباه رجلها الراقد في السرير، اخرجته من اغفاءته. طالع في دهشة منظرها. جالسة على كرسي...
وقفت الخالة صفاء طويلا، أمام سور بيت أختها ،فيلا اللواء شوقى العزب، كانت تعلم أن الفيلا خالية،لمدة أسبوع و أنهم جميعا فى مرسى مطروح ،شأنهم شأن معظم قاطنى الإسكندرية الذين يفضلون شاطئ، بحر مطروح بعيدا عن ضجيج الوافدين من شتى المحافظات صيفا فيما عدا أحمد شوقى العزب، الذى رفض السفر معهم لانشغاله...
عشرة أيام بتمامها عشت بعيدا عن عالم القلم، انكفأت مكاني لا أبرحه، نفضت الغبار عن كتبي، أشياء لا تقاوم رائحة الحرف وعبقه، انتبهت أنني أمتلك مساحات للبوح، أعلم أنني رهين نفس تلزم الماضي، تظل مكانها تفسح فيه للذاكرة مسافة تظل عالقة داخلي، أسرني أبو العلاء المعري، جذبني المتنبي؛ أبدع الراحلون حين...
الطبال... محترف ، ضامر الجسد ،وجهه شاحب ،وتحت عينيه سواد شديد،ملابسه حريرية ، فاقع لونها ،وشعره المصبوغ بصبغة سوداء يلمع دائما بالزيوت والكريمات، يمضى الليل كله فى الملاهي الليلية خلف المطربين و الراقصات.
الشيخ .... حافظ لكتاب الله، ذو لحية بيضاء طويلة، معمم ، له وقار ،وهيبة كبيرة ، مسئول عن...
لفحتني نسائم الوادي، المحملة بما تردده الجبال من صدى أصوات رفاقي، وهم ينشدون:
حني... حني ياكمشة التراب
عصدر البطل إللي مفارق الحباب
أمي يا أمي قومي طلعي ع الباب
وودعي آدم زينة الشباب
جلست على صخرة أشيع قريتي، التي اقتلعت منها للتو، وأتأمل بيوتها الغارقة في وادي البؤس، المتكئة على ويلاتها، راح...
لا تزال أفكار الأمس ووساوسه تتلاعبُ برأسهِ ، لم يذق طعم النوم ، ولم يغمض له جِفن ، ظلّ وراء البابِ جالسا فوقَ دِكتهِ المُتهالكة ، يفرك ألواحها المهترئة فركا ، فيتعالى نواح خشبها المُزّعج ، يملأ جدران بيته الطينيّ المُتهاوي ، اسلمَ نفسه لطرفهِ يُقلِّبه في ما حوله ، في سقفهِ وجريده الأسود الذي...
مؤكد أن هذا حدث في مكان ما، خلص تقرير أعدته جهة خضراء ممن تزين تلك الأوشحة ثيابهم الرسمية وما أكثرها في تلك البلاد التي يمد كل واحد فيها أصله إما إلى آل البيت أو من يتصلون بذوي الأملاك والألقاب؛ ضعيف منبوذ من لم يعرف أحدا من هؤلاء، الأشباح والأصوات التي تأتي من تلك الناحية لا نجد لها تفسيرا، حين...
اختار قائد الموقع دركيا أكثر خبرة وحنكة لتأطير الدركي الشاب، و الذي أثبتت ملاحق خاصة بتقييم عمله أن هناك تعثرات قد سجلت في حقه تحول دون تحقيق التطور المهني المنشود
المودة كانت بادية بين الشاب ومؤطره الكهل الذي يميزه شارب كثيف، وبطن منتفخ. وقد بدا فخورا بأستاذيته للفتى بعد أن وضع تحت تصرفه خلاصة...
فى ندوة قصر ثقافة الحرية، بالعطارين (مركز الإبداع حاليا )
يعد يوم الإثنين ،من كل أسبوع، هو يوم مقدس لنا ، حيث نجتمع لننصت بعناية ،لكل من يقرأ قصة أو يعلق عليها…
كنا نلتزم بالبرنامج الذى وضعه الناقد الكبير عبدالله هاشم،والذى غالبا هو متنوع ويضم فى أحد أسابيعه قراءة فى قصص الأعضاء.
عبدالله هاشم،...
ناولته فرشاة الدهان وأنا أموج بالغضب ،بعد أن سقطت هي وعلبة الطلاء ، من بين يديه المرتعشتين علي أرضية الفيلا.
وبينما كان هو قد تجمد خجلا فوق سلمه الخشبي المتهالك ،كنت أنا أحاول أن أزيل الطلاء ،الذي قد تناثر علي حذائي الإيطالي الصنع ،و بدلتي الباريسية الطراز.
كهل ،ضامر الجسد ،أشيب الشعر،رث الثياب...
أي تشابه في الأشخاص أو الأحداث هو مجرد صدفة .
اللوحة الأولى :
جلس وحيدا يتأمل وجهه في المرآة . كل ما يطمح إليه هو أن يجلس على ذلك الكرسي ، ينتقم لنفسه ، ويُنكّد العيش على زملائه ، ويتصرف بكل حرية في الميزانية ، وتُقدّم له الهدايا بذات اليمين ، وبذات الشمال ، مثل سلطان من العهد القديم .
عاد به...
عبر الواتس آب ، والفجر يحاول التسلل من بين ظلمة الليل لينثر بهاءه على كل شيء أرسل لها:
حين ودعتكِ الليلة الماضية ..
وددت أخباركِ أن عينيكِ تائهتان في عتمة المساء لكنهما مضيئتان من الداخل ..
بوابتان للأسرار تخفيان وراءهما ما يمكن ملاحظته ..
ثمة نور تسلل منهما وقف على ضفاف قلبي أكد لي أننا كالشيء...