سرد

يباغتنى رفيق دربى ،قائلا : صفها لى !! وتأخذنى الذكريات، ويلفنى شجن عميق... يرسمنى رسما جديدا. يطوح بى لونا غريبا فى الفضاء. يجعلنى ضوءا ونورا . أو بحراً غريقا .... بلا قرار، بلا شطآن. وتبعثرنى حيرتى لبرهة، ويتملكنى شرود طويل،ثم أهمس : جميلة هى !! شأنها شأن الحياة، تأتى وتمضى خاطفة. تظهر...
ليل مقمر يغريه برومانسية حالمة، خرجت ملاكه تتهادى من أحلامه ، يتساءل: هل هى أحدي خيالات السراب الذى أعيشه؟ أم هي مَن رسمها خيالي ثم عشقتها حقيقة ؟؟ كيف تصبح الساعات معها مجرد لحظات؟ وبعدها دهر؟ يتذكر يوم أن خطا نحوها خطوات قلقة قائلا لها : أحبك بحجم رحمة الله. يومها ازدهر ربيع وجهها الذي...
مقدمة: "كتبت هذه القصة وأنا في سن السابعة عشر، ثم فقدتها، وسأحاول أن أعيدها الآن، بعد ستة وعشرين عاماً، وأتمنى أن تكون بذات الروح التي كُتبت بها في حينه". ... كان الراهب ينتظر علامة من السماء، ليست علامة تدل فقط على قبول السماء لعبادته طيلة عشرات السنين؛ بل أيضاً لتلقي النبوة، لقد كان يعتقد...
قال لي أحد الأصدقاء ونحن نتصفح مواقع التواصل الاجتماعي انظر ها هو كلب وفي يجري بكل ما أوتي من قوة ليلحق بصاحبه الذي نقل إلى سكن جديد وبالفعل لحق به . وعلى إثر هذه القصة قص لي صديقي قصة الكلب في اليابان الذي عملوا له تمثال(من باب التكريم له من وجهة نظرهم ) في محطة القطار في المكان الذي كان...
استيقظت وثمة نقرات خفيفة لعصفور ضئيل على حافة الشرفة ... فتحت عينى بعدما داعبها شعاع رقيق ونسمة عذبة ،انسابت من بين فتحات النافذة ،انتبهت على صياح الأطفال فى الشارع حول حافلة المدرسة. تذكرت الأيام الخوالى ،والأصدقاء القدامى . تنهدت على ضياع السنين والزمن الجميل. لاحظت العصفور ثانية ولكنه بدا فى...
ظَللّتُ لفترةٍ ليست باليَسيرةِ احسبه شريك الفلاحين كسرة خبزهم ، وَعيت ولا حَديثَ للنسوةِ أمام الفرنِ إلَّا عن " أبو السّعد" ومهارة يده، وصنعته التي جعلت منه نَجما ، قالوا لقد هَبَطَ قريتنا صَبيّا يحملُ فوقَ حمارهِ الهَزيل غرابيله ، تَتذكّر "مسعدة " بائعة الملوحة قصته كاملة : إنّ أمَه من قريتنا...
مدت “نوال” زجاجة المياه المملوءة أمامي على الترابيزة العريضة، وقالت إنها غسلتها جيدا بعد رائحة سجائري العالقة بفوهتها منذ عام! رأيت أظافرها المهندمة تحوط الزجاجة وبها دوائر من الأخضر الباهت. بعد قليل ستقول “نوال” إنها قضت وقتا طويلا في عمل المحشي، وبسطت أصابعها أمام “سامية” زميلتنا التي تشاركنا...
(تغنيت بفلسطين الحلم عمري كله، فلما زرت فلسطين الحقيقة, التي أعطيت لنا, وشاهدت ما فعلناه بها, تذكرت هذه القصة) كان فارس اسمًا على مسمى، زينة فرسان العشيرة، وجوهرة شباب القرية بطوله الفارع وقامته الممشوقة في مثل استقامة الرمح. وكانت أيام الأعراس ولياليها هي المناسبات التي تتجلى فيها مواهبه...
ركض "رامبو" شاقّا الغابة المطيرة وهو يحمل الأربيجي على كتفه، بينما لمع سكّينه المسنّن في حزامه وبرزت عضلاته المفتولة وشعّت عيناه الضيّقتان ببريق غمر وجهه البرنزيّ الجهم. تحرّك المشهد فإذا هو أمام مشهد مختلف تماما، أكوام الركام في كلّ مكان تصله العين بل تصله الكاميرا، وأعمدة الدّخان والغبار...
كان دليل البعثة قد أوقد نارا صغيرة.. الآن صار يركع ويسجد في صلاة غير موقوتة من النوع الذي لا ينتهي.. ثمة في أرجاء صمت المجابات الكبرى الكوني أزيز ينفذ من كل الجهات.. كنا نتهيأ للنوم.. كل واحد أخذ مجثمه، القناصة في جانب، وأنا وڤَلْڤاَلَه في جانب.. وعلى مسافة قصيرة، انتصب السرير الوحيد في البعثة،...
يتحدث قليلا، لكنه حين يمسك بالقلم، يناطح السحاب ويغزو الشمس والقمر . صديقى .... يطرق عوالم بعيدة، يلهث دائما خلف، أحلامه،يغوص كثيرا بين لوحات بيكاسو وفان غوخ، وتماثيل ليوناردو . يطارد أبطال كافكا وماركيز،ويصاحب توفيق الحكيم ،ويتشاجر كثيرا ،مع ألبير كامى،وماركس ... يهيم مع موتسارت ،ويحلق مع...
الخواجة سايمون صاحب العينين الخضراوين آت من بلاده مترأسآ العمل التطوعي و الإنساني، قدم خدمة جليلة للمحتاجين و المنكوبين بإخلاص دون تحيز بذل أقصى طاقة إيجابية ممكنة تجاه انسان هذا البلد، لازمه والدي كظله مترجمآ في حياته العملية صارت فاتحة العمل عربونآ للصداقة. الخواجة احب البلد و أهل البلد في...
غريب على أرصفة الصمت يقودني خطوي التائه إلى المجهول ،شارد في مفازة الحيرة تحاصرني عواصف الاغتراب،أُحسني ذاتا متشظية بلا هوية،أُحسني روحا تائهة تبحث عن الحقيقة دون جدوى ،الغبن يأتيني في صور شتى ، يقتل في وهج التفكير ، ويدفع بي إلى آتون الغربة ،أنا لست أنا ، والزمن أجبرني على الهبوط درجات ،ليس...
بلغ قمة الجبل المصنوع من وهن التابعين، يزينون صدور نسائهم التي تتراقص بها حبات الرمان الشهي، لا داعي للتندر، فالشمس بالفعل تتكفل بما يدور في العقول والقلوب،يذوب وحده كرة ثلج؛ أو حبات ملح تتسلل إليها مياه النهر، لا يهم من أين يأتي، يكفى أن يهب لهم الماء بعدما يسرق من السحابة السوداء وليدها؛ هكذا...
أعلى