بالكاد ابتعدت قليلا عن الشاطئ، تتجه نحو الرصيف الآخر، اتخذت ممر الراجلين للعبور حين اضطر صاحب السيارة أن يتوقف، سيارة خضراء كأوراق شجر الزيتون من نوع _ Mercedes_ تخطو خطواتها السريعة، لكن كان عليها أن تلتفت يمنة ويسرة مع أن التفاتها لا يمنعها من العبور، بل تحسب من خلاله المسافة والسرعة التي...
يقال إن الراحلين الذين مروا بكفرنا في سنوات الفيضان الذي غمر قرانا حتى ملأ الوادي.
تركوا أثرا في ذاكرة الذين يجتمعون كل ليلة يتبادلون في مسامراتهم حكايات عنهم.
الغجر يختزنون حكايات ماتزال مفاتيح أبوابها سرية، في مدينة لاتنام تتحرك كائنات تسكن أحياء عتيقة، هنا سكن اليهود في حارة سد، يجوب الخواجه...
ثيابٌ بديعة فاخرة، ألوانٌ جميلة متناسقة، يُطوِّق كل اصبع من اصابعها خاتمان وربما فى بعضها ثلاثة، تلتفُّ الأساور حول مِعصمها؛ يتدلى منها ما زادها تناسقا وبهاءً، وما يتحلَّى به صدرها ورأسها، فكان يُعلن عن نفسه حين يستقبل شعاع شمس الغروب، فيعكس من فيض جماله أبهَى ألوان الدنيا.
ما أن وطئِت قدماها...
وراءَ جبالِ الزيتونِ، غيوم رماديّة يؤطرُ قممَها شريطٌ ذهبيٌّ ملتهبٌ بلا دخانٍ، وزقزقةُ العصافير تعلنُ عن وجودها وعنْ صباحِ شمسهُ مؤجلةٌ إلى أن تنقشعَ الغيومُ أو تعتليها، وكان البحر يختبئ َبعيدًا عنَّا خلفَ تلالٍ صفراءٍ قد هدَّها العطشُ،
وحيدًا كنتُ مع كلبي، الذي راحَ كالبرق يلهثُ قاصدًا حجلةً...
كلمات مسجوعة بإلقاء منمّق مرتّب، تارة ممزوجة بموسيقى خفيفة تطلّ على استحياء، وتارة أخرى ترى الصوت هو الآسر لملكات السمع دون منازع.. كرسي بنّيّ هيكله يبدو ضخمًا من أعلاه حتى قوائمه الأربعة التي تبدو عليها زخارف متقنة، يدرك من يبصرها مدى معاناة من قام بحفرها في قوائمه، لا تكاد ترى الجالس فوقه وأنت...
صباحاتها الرومانية لها طعم الكورنيتو* ورائحة الاكسبريسّو ومذاق الحياة المتجدُّد والمختلف والمبهر في معظم أحواله...
تخرج مشرقةً، تشبه شمس روما وهي ترسل خيوطها الأولى على تلالها السبع الحاضنة لسيدة المدن، الرفيعة الشأن، الموغلة في التاريخ، القديمة أحيانا، وإبنة يومها في كل حين…
تدفع أمامها عربة...
حين تقرر الرحيل
ليس عليك أن تجمع القبائل لتوديعك...
ألست محبذا الرحيل بصمت؟!
ألست هارباً من ضجيج مدينة
اغتالت روحك دون رحمة؟
لمَ تحدد وجهة جديدة لا يسكنها غير صمتك؟
ومجموعة من كتبك العتيقة
تدعي أنها تمنحك أمانا عاطفياً
وأنت تسبح في عوالمها!!
كان يكفيك أن تلوح للجميع
بيد انكسرت ذات وعد
وأنت تغزل...
كانت تستعد للخروج؛ وقد هيأت حالها.. وضعت آخر لمسات أناقتها المحتشمة الوقور... والسعادة تغمرها فقد رأت حبيبها هذا الصباح وعيناها لا تزالان شبه مغمضتين.. اتصل بها صوتا وصورة؛ فسرت قشعريرة حب بجسدها؛ أحست أنها تعانقه وقد جعل ذراعيه لها بابا عن طريقهما يدخلها لتسكن عروقه؛ كانت في أتم نشاطها وهي...
في كل سنة من الفاتح جوان يحتفل الأطفال بعيدهم العالمي . وبمناسبة هذا اليوم اتفقت جمعية رعاية الطفولة مع أكبر المدارس الإبتدائيةبالمدينة التي تحتضن قرابة ألف تلميذ بمختلف أطوارهم لإقامة حفل بالمناسبة . كانت فرحة التلاميذ كبيرة بعدما علموا أن مدرستهم ستقيم حفلا تكريميا لفائدة المتفوقين وتقديم...
تتحوّل معصرتنا إلى منتدى حكايات، فهي أشهر معصرة زيت السّمسم بالمدينة، يأتي الزّبائن لشراء زيت السّمسم أو العصارة والّتي تنتج من قشر حبّات السّمسم وتستخدم لتغذية الأبقار، وجوه كثيرة على مدار اليوم وهنالك من يأتي ليستظلَّ تحت سقفنا وينعم ببعض الماء البارد. كانت هذه المعصرة تقليديّة تعتمد في جرّها...
حين بلغت هنية حافة الترعة قبل شروق الشمس بساعة على الأقل توقفت قليلا وجرتها فوق رأسها ، حدقت في الماء الجاري كأنها تبحث عن شيء ، رفعت ذراعها اليمنى وأنزلت جرتها ، وضعتها على حجر يرتفع عن الأرض بمقدار نصف المتر ، ثم جلست ، اتكأت على الحجر ، حدقت في الماء مرة أخرى ، والحقيقة أنني لم أتأكد قط مما...
قبل هذا الليل المقرور، كانت المدينة تستلقي.. مثل نجمة متألّقة . تتوهّج ذوائبها بدفق من شلال ضوئي . تشعشع خيوطُه الذهبية، في رقص زاه مفرط ، تتأطّر بجدائل يتوسمها لون حنّي، لفتاة قمريّة الوجه. ترقد بعري كامل. تحت ألق نوراني . هاجعة بوداعة وأمان. فارتخت و انغمرت بنوم حالمٍ، كزهرة ضوّعها نثيث العطر،...
خمسة عشر عاماً من الصمت. رضيَ الإثنان بهذا الوضع. في الصباح يجد ورقة عليها إحتياجات المنزل. فيخرج ليعود بها. ثم يغادر إلى عمله. يقول كلاهما لنفسه أن هذا أفضل من أجل الأطفال. الأطفال كبروا. وتزوجوا. وغادروا أيضاً. ثم غادر كلاهما الحياة أيضاً. وقد تساءلت، هل كان سيختلف شيء لو كانا قد تكلما؟
تبدو...
في حديقة القصر الذي يحرسه الكلب رعد ،فإن كل ما يتخلف من طعام أفراد العائلة وخدامها ،
يلقى به إليه.
في الصباح شاهد بنفسه كميات كبيرة متبقية من طعام كلبه وقد تناثرت على الأرض من حوله.
هو عادة لا يحرص على متابعة تقديم وجبة الافطار لكلبه.
بيد أنه في ذلك اليوم أبصر "عبدالله "خادم الكلب...