سرد

ثمة صراخ يدور في السماء، ينبح كلبنا الأبيض، التفت ناحيته فإذا به بحمل ببن فكيه طائرا مقطوع الرأس؛ أمرتني أن أسرع خشية أن يكون مسموما. قالت: ذلك الجار يقتل كل شيء. تشفق على الكلب أن يمسه السوء، لقد فقدنا الكثير منها، حين كانت موجودة كنا ننام مطمئنين أن الثعالب لن تهاجمنا، هذه الأيام بعد موت...
"ومن الكلمات طعنات" نطقتها وكانها تذرفها . فلم تكن تدرى أن كلمة نطقتها ستجر عليها كل تلك المتاعب وضعت يدها على قلبها لتوقف نزيف الطعنة التى صوبها لها حالا , أوشكت على السقوط أمسكت بطاولة الطعام ألقت نفسها على اقرب مقعد أسندت ظهرها وأغمضت عيناها وتركت سياط الندم تجلدها , وجاء السوط الاول...
بكيت وأنا أكتب هذه القصة، وأبكي كلما قرأتها: مصطفى نصر كانتا تجلسان في الطرقة الطويلة الضيقة لبيت جدتي، تمدان ساقيهما وتستندان على الحائط وتغنيان: " شرشر حليمة بان ".وباقي الفتيات يجلسن مثلهن ملتصقات بالحائط، ويرددن عليهما. لا أذكر الآن ما هي المناسبة،ربما قرب موعد زواج خالي. تسكن فوزية فوق...
هذه هي اللحظة التي أدركت فيها أن حياتي لم تكن تهم أحداً، كلهم قذفوا وجهي بالتراب، ثم رسموا عبوساً كاذباً في وجوههم وهم يغادرون مقبرتي، قبل أن يعودوا لحياتهم وكأن شيئاً لم يحدث. إنها قصة سخيفة، مستهلكة، ولذلك سأتجاوزها بحزن، لأتحدث عن فلسفتي القسرية. وهي قسرية لأنها فلسفة فُرضت عليَّ فرضاً. فلم...
هروب الصمت.. غريبة الأحاين عندما تجبرك أن تمضع ما لا تشتيه وتقودك حيث الظلمة ظنا أنها إرادتك... يا لسخرية القدر!! يدفع به الى حيث يجعله لا يعلم الى أين يذهب؟ سحقت كبرياؤه تلك الحثالات التي امتهنت السياسة طاقية إخفاء، كانت لديه الوسيلة غير أن خط رجعة الى زمن الطمأنينة كان كفيلا بأن يعقد لجام...
عدت - مثل ذلك الغريب الذي تناثرت أشلاؤه في بلاد الله، يشعل من القهر ذاته، علمته أمه أن يمسك بمفتاح بيته، يعطره كل آونة بوهج شريانه النازف، عنده ألف سبب للعودة، أجاب نداء الأرض- لكنني لست - كما قلت لكم- مثله. أعاني من داء العته، تختلط لدي الأسماء بالمسميات، بل أضع للنساء أسماء الرجال، حتى خلتهم...
ما كنت عازمة على طرق باب الوهم وسحبه على أطراف وجعه يأتي إلي مواربا فمرة يظهر بنصف نص مشوه وتارة بجسد شبه عار يساروني ظن أنه غانية بلا ملامح كلما انسكب في ذهن النص راوده على التغني وسلب مفاتنه ليتزين بها موجعة حلقات الوعظ التي يدعي أنه قديسها الأعظم حيث يبث في عضلات جسدك رهاب حسب تضخم حالته...
تملأ لنفسك كأسا من النبيذ المعتق تزهو بنفسك... تشعل سيجارك الفاخر، وتتمدد على كرسيك الوثير. في فخر تتابع على شاشة تلفازك السينمائية، موكب ملوك مصر القدماء... وهم يغادرون المتحف القديم الضيق، في ميدان التحرير، إلى متحفهم الجديد الواسع. تتذكر ما صنعوه من حضارة مذهلة... تمتلئ زهوا وكبرياء. ،...
ﻏﻠﺒﺖ ﻧﻈﺮﺗﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﺗﺠﺎﻫﺎﺕ ﺣﻴﺎﺗﻲ، ﻭﻛﺄﻥ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﻜﺴﻪ ﻋﻴﻨﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻘﺪﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﻣﻨﺬ ﻧﻌﻮﻣﺔ ﺃﻇﻔﺎﺭﻱ ﻟﻮﻧﻬﺎ ﺑﻠﻮﻧﻪ ﺍﻟﻘﺎﺗﻢ . ﻭﻛﺄﻥ ﺁﻻﻡ ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﺔ ﻭﺻﺮﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻇﻠﺖ ﺳﻴﺎﻃﻬﺎ ﺗﻠﺴﻊ ﻗﻠﺒﻲ ﻭﺭﻭﺣﻲ ﺑﻌﺪ ﺳﻨﻴﻦ ﻭﺳﻨﻴﻦ ﻣﺮﺕ. ﻭﺣﺘﻰ ﺑﻌﺪ ﺗﺒﺎﻋﺪ ﺣﺒﺎﺕ ﻣﺴﺒﺤﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ، ﻭﺇﻧﺰﺍﻝ ﺃﻋﻼﻡ. ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻟﺒﻌﺾ ﺃﻓﺮﺍﺩﻫﺎ . ﺃﻫﻤﺖ ﺗﻠﻚ...
هي، والسياقة، والنايّ، وعيون حزينة، رباعيةُ لوحة ٍ جُمعتْ بقدر على جدارِ السماء، أشرقت عليها نفسي المثقلة بالعتب من طحن الدنيا، والهاربة إلى فضاءِ الرحابة والهدوءِ العميقْ، الذي انهارت معه قوائمي ، ورمى بجسدي المنهكِ على اخضرار السكينة ،...ذبلت جفوني،....وتثلجت أوتاري، ودخلتْ مستسلما في مقدمات...
دائماً تتلاعب بها وهي تتدلّى على صدرها ، قلادتها الثقيلة معلّقة بسلسال ثقيل ..وأحياناً لثقلها تغور خلف فرجة قميصها ، وتتذكّرها فجأة وتسحبها لتظهِرَها وتعود لتتلاعب بها . تنجذب عينه إلى قلادتها التي تشغلها ، فيدقّق النظر فيها ، كأنها كتابٌ مغلق بدفّتين ولها قفلٌ يبدو ظاهراً ، قد تكون بداخلها...
الآن يحلو لي أن أسرد عليكم بعض نتف مما شاهدته؛ فأنتم تعلمون منه الكثير ، ربما لا حاجة بكم لمثل هذه الترهات التي لن تغير شيئا ، هي تثقل كاهلكم جراء تلك الفوضى التي تحيط بكم، لكنني مولع بهذا الحكي، هذه الأيام الجو حار ويحتاج فراغا تسبح فيه عقولنا، والحديث عن أبي قرن قد يخفف من ثقل الهواء، العرق...
تَلحظه عينك لأولِ وهلةٍ ، عَجوزا يتبختر في زيهِ العَسكري الكالِح ، مُتباهيا بجَسدهِ الفَارِه الخَشن ، وملامحه الصَّارمة ، ووجهه البَاسِر الصّلد ، تَتهيّب طلّته العيون ، يرن صوته الجَهوري القَادِمُ من أغوارِ جُبٍّ سحيق ، في قَسوةِ الموتور ، مُحذِّرا أرباب الدّور الفقيرة ؛ من التمادي في السَّهرِ...
ذبحت وريد البوح في ميدان عام شاهد نزيفه الكثير من وجوه وأعيان الحي. لفت حول معصمها تضميدة من أعشاب قلبها خلطت ماتبقى لها من نبض قلّمت أظافر وجدها. تعمدت القيام بنشاط مختلف تفر من خلاله إلى ضفة أخرى غلت الكثير من القهوة ركزت في صنعها وهي تنظر إلى اللاشيء وصلت إلى قمة ضياعها حين فارت القهوة...
أعلى