سرد

في عمق تموز الجاري من فوق العام الخامس والثمانين من القرن الماضي،كانت إطلالة شمس الأربعاء على حواري المدينة العتقية في جنين، ليست كباقي ألإطلالات فهنا، في هذا البيت الممتلئ تاريخا وعبقا عربيا أصيلا، إنبعاث روح ، وميلاد حياه، طفل ذكر ولد لتوه ،فمليء البيت صراخا،وفي الحارات المجاورة، شبان يملئون...
تضيق ذرعا بالرسائل التي تأتي إليك :من الذي يرسلها؟ هل تذكر دفتر رسائله/ا؟ أهي رسائل امرأة أم رسائل ذكر يمثل دور امرأة؟ ستكتب رداً نصه: "لا بأس… لا بد من صنعا وإن طال السفر. كنت أردد عنوان رواية غابرييل غارسيا ماركيز "ليس لدى الكولونيل من يراسله" فوجدت من… أنا لست من أتباع جميل بثينة… أعجب...
لم أعد أعرف من الليل سوى دموع تتساتل حد الشَرَقِ بها .. كحلٍّ أهون من مناكفة كابوسٍ يجثم بحلكة الليالي على قلبي الوجيب وخاطري المتهالك من وطأة الأفكار و غربتي الموبوءة بالاختناق والأرق .. تنازع روحي رغبة الموت أمام دموع صغيري .. و رأفة زوجي بي .. باصطبارٍ أستجلبه من آيات وبقية أدعية لازلت...
يمكنك الان في هذا الوقت المتبقى أن تضحك أو تغضب . تبكي او حتى ان تحول الموت الى لعبة ان شئت.فلم يعد هناك من شئ يمكن ان يشكل لك افقا تركض صوبه. و لا حتى الأطياف المكدسة في الماضي، يمكنها ان توجد طريقها اليك لتملأ بعضا من الفراغ الذي صار هو كل حصيلتك التي عدوت العمر كله من اجل بلوغها. تتحفظ...
"أَيُّهَا الرَّبُّ الجَميل، إِنْ كُنتَ الخَالقَ، فكَيفَ اِنسَرَبتْ مِنْ بَين أَصَابِعِكَ هَذهِ المِسُوخ!" لم يكن قبحي حديثا، كـ (غريغور سامسا) حين أفاق في صباح ذاك اليوم، ليجد نفسه مقلوبا على ظهره منتميا بهيئته إلى فصيلة الحشرات الرمّامة، إنّما هو وجهي الرسميّ، اندلق مع سوائل من رحم أمي، في...
يبدو أن دون كيخوت داخل كل فرد منا، نحن أبطال نقاتل في معارك بلا هزيمة. وبعد عشر سنوات سيقوم الحاسب الذكي بتطوير ما نؤلفه من قصص كما يفعل في صورنا القبيحة. وسينتهي عصر الأدباء الكبار، فسوف نكون جميعنا كتاباً كباراً. وحينها سنفقد المتعة الوحيدة في إختلاق معاركنا من تلقاء أنفسنا. سيتمكن الحاسب من...
حالة من الجنون أصابت ساعة الحائط؛ لم تعد تؤدي عملها بالدقة المعهودة فيها، يتقلص النهار ويطول الليل وهي في غفلة، الأخطر في هذا أن ميزان الأسرة صار هو الآخر متأرجحا لايدري له وجهة، أبي ينام دونما حاجة غير أن يصحب أهل الكهف، يصدر أصوات مزعجة، يتعارك مع كائنات غير مرئية، يذكر أسماء من عالم الخيال...
(قصة فلسطينية حقيقية لأطول إختفاء لمقاوم إستمرت ستة وعشرين عاما) هنا " قُصْرَةْ "،القرية الفلسطينية التي تقع على بعد أربعة وعشرين كيلومترا جنوب شرق مدينة نابلس ،هذا من ناحية جغرافيا المكان، أما جغرافيا الزمان،فهي الاشهر التي تلت حرب العام 1967، والتي كان من نتيجتها سقوط الضفة الفلسطينية في...
(الحريف) فنان بالفطرة. ... يعشق محمد منير. .. يحفظ معظم قصائد نزار ... خياله واسع وله قدرات لغوية وعقلية لم يستثمرها كلها حتى الآن. ... كان ابى يوليه عناية خاصة ،فهو يتعامل معه بحرص شديد ويخشى منه أو عليه من حماقة تصرفاته. ... ولكن حين يصطدم به يحدث انفجار عظيم نخشى جميعا عواقبه. .. قبل انتهاء...
يا للغرابة!!! صرخ دون ان يشعر بخروج صوته وهو يرى ذلك الذي يستقبلهم عند باب دخولهم قبو شبه مضيء... فجاة تسارعت الاكف كالمراوح تعمل على قفاهم دون هوادة، يمسك هو بملف كان يحمله ضمن طوابير كثيرة تساق كالعبيد، ربما احدها كان لتقديم معاملته كسجين سياسي سابق هكذا قال له ظنه... لقد علقت أذياله بحافة...
توصلت بدعوة من عند أعز صديقاتي لحضور حفل عائلي. وألحت علي في الحضور لأنها تعلم أنني لست من هواة الحفلات والسهرات الطويلة التي تستوطنها الضحكات المجلجلة والكلمات الصغيرة. قبلت الدعوة وكل حواسي الداخلية تعلن رفضها لكن صداقتنا الجميلة أرغمتني على القبول رغم مناعة نفسي. حاولت أن أكون أنيقة وبسيطة في...
كان غَداءً جميلاً حرص على أن يصطحبنى اليه .. لم يَعتدْ مثلُ هذه العزائم بصفة عامة؛ ولكنَّ ذلك الرجل صمَّم على دعوته إليه فاضَّطر إلى قبول الدعوة. تقابلا مصادفة فى تلك المحافظة النائية وتعرفا ببعضهما .. نُقل اليها بمناسبة العمل مثلنا ولكنه سبقنا بنحو عامين .. اكتشفا أنهما من مركز واحد .. اعتبر...
كان بمقدورها أن تمنع مايحدث فى الحاضر واللحظة ـلو أنها وقفت فى الماضي كسد منيع أمامه لتمنعه من المضي نحو طريق الجحيم الذى نصبته له كمائن امرأة الأكاذيب والأقنعة. كان بمقدورها إيقاف دوران الدقائق والساعات ، وجعل الوقت يتحجر عند تلك اللحظة من الزمن فلا يتمدد ولا يتحرك قيد أنملة لتخبره بأنه يمضى...
رجل قليل الكلام، يكاد لايزوره أحد قط. هو لا يختلط بأي من جيرانه، إلا فقط لتأدية واجب، أو للقيام بمصلحة مشتركة. عم حبيب.... هو جارنا ، صاحب الفيلا الملاصقة لفيلا العزب . زوجته جميلة ممشوقة القوام،، بشرتها بيضاء كلبن الحليب تكاد لا تبرح بيتها، ونادرا ما يرها أحد إلا وهي تطل في خجل من خلف ستائر...
كان عائداً من عمله ، منهكاً لا يقوى على جرّ نفسه ، فتحت له "مريم " الباب ، وهتفت بفرح واضح : - " رضوان " ..أنا أعرف كتابة اسمي ، ظنّها تهلوس فهي أمّيّة مثله ، فسألها ساخراً : - وكيف تعلّمتِ الكتابة ياعبقريّة ؟. - من " سميرة " ، هي التي علّمتني . خفق قلبه ، أمعقول هذا ؟! .. هل يمكن له أن...
أعلى