بعد يومين، وفي الساعة السادسة صباحاً، سيتم الإحتفال بتقرير مصير شعب البانجوقا، وولادة دولته.."دولة بانجوقا الجديدة". بعد سنوات من النضال المرير، نضال الأجداد والأحفاد..ضد إحتلال قبيلة المورين..استمرت الحرب الأهلية خمسين سنة، أجيال وراء أجيال، وموتى وجرائم حرب..لكنهم أخيراً سيحتلفون بتقرير...
آخرُ يومٍ لهم في الشَّقة مارسوا شيئًا غيرَ مسبوقٍ في المزاح ، هُمْ أربعةٌ لا أكثر ، مرُّوا على بائعِ اللّحمِ البَلديِّ في طريقِهم واشترْوا كيلًا من اللّحمِ اشترطُوا على الجزَّارِ أن يكونَ قطعةً حمراءَ خالصةً بلا عظمَ ، أرادوا أن يختتموا حَياةَ الاغترابِ والدراسةِ والمزاحِ بما هو أشدُّ جلبًا...
الكمان من أرقى الآلات الوترية ذات القوس, جسمُه من خشب القيقب والقوسُ من عود الخيزران مشدودٌ عليه خيوط من شَعر الخيل وصوتُه من أحنّ الأصوات. ذاك تعريف للكمان الذي كنتُ أتدرّبُ عليه قبلَ أكثر من أربعة عقود, واقتنيتُ واحداً منه لأعيد بذاكرتي لتلك السنوات التي انطفأت من حياتي, غيرَ أنّي تذكرتُ ابنتي...
عالم جديد صورت نفسي من خلاله، فبعد ان زججت الى قضبان بلا مصير أعيشه بسبب جريمة لم اقترفها كان ضحيتها من احببت، لا اريد ان اخوض في تفاصيلها لكن الحقيقة الوحيدة انها قُتلت على السرير وهي بصحبة رجل غيري... لم يكن قتلهما على يدي اقسم لكنها كانت يد القدر الذي اراد لي ان اكون الضحية... لم اسأله لِمَ؟...
٢
أطاردُ فراشاتِ الجمالِ بشبكتي ذاتِ الثقوبِ الواسعةِ.. فتقودني لمروجٍ من اللونِ والعطرِ وهالاتٍ من السحرِ.. وأعلقُ في شركِ أن "لا حول لي" أمام طغيانِ الفتنةِ الساحقِ الماحقِ.. فأسلّم رايتي للغوايةِ ربّتي لتأخذ بناصيتي لأبقى متعبدةً في محاريبِ "لا عين رأت ولا خطر ببال بشر".
وأمضي في مفاوزِ...
قال لي صاحبي وهو يخفي وراء بسمته بعضا من الاستغراب الممتزج بالشماتة :
قرأت مقالاتك الأربع التي نشرتها بجريدة «المساء» بشأن مرسوم المساعدة القضائية، كما قرأت مقالي الأستاذ عبد الرحيم الجامعي الرئيس السابق لجمعية هيآت المحامين بالمغرب والأستاذ جلال الطاهر المحامي والعضو بهيئة المحامين بالدار...
لم أكتب من شهرين ، ليس من عادتي ذلك . كان لا يمرّ اسبوع ، دون أن أكتب قصيدة أو أثنتين .. ولكن لا عجب ، فما يحدث يبعدني عن الحياة كلها ، يخيّل إليّ أنّ قدوم الموت خير منقذ لي .. مشاكل كثيرة.. في كلّ جانب من حياتي ، تتطاول مشكلة وتكبر .. هل الموت هو الخلاص يبدو لي ذلك ، وبخاصة حين أرى أهلي الذين...
طوالَ الليل لم يتركوني أنام. هو يفرغ فيّ كل تعب النهار، والأطفال من حولي نصف يقظين أو يدعون النوم.. أرفع رأسي خِفيةً، أحدق بعينين حذرتين، وقلبي متألم غير دارٍ لتعاسته، منتظرة ساعة انتهاء نشوته المثابرة غير -الشبعية-.. متلهفة، مستلبة الإرادة. أصغي إلى لهاثهِ، لكل قلقه، أشمّ رائحة الخمر.. أعرف أية...
في نهار أحد الأيام، ضُرب باب البيت بقوة، فانتفضت قلوبنا بذعر. هتفت أعماقي بتوتر:
ـ إنهم الأعداء!
انقبضت قلوبنا بخوف ونحن نسمع الباب يُضرب بشدة وإصرار. قال أحدهم بغلظة:
ـ افتحوا الباب!
فتح أبي الباب، وإذا بثلاثة جنود إسرائيليين يدفعونه، ويخطون إلى الداخل بشراسة، ترتسم على ملامحهم القاسية...
... بمجرد ما ظهر على الخشبة، انفجر زملائي وزميلاتي ضاحكين، لم يكن نبس بكلمة، أو قام بحركة، ضحكوا على وجهه وملبسه... على أنفه الكروي الكبير، وأحمر الشفاه الممتد إلى ما لا نهاية، ضحكوا على رأسه الأصلع بنتوءات شعر ملونة من كل جانب، على قبعته التي لا تتناسب وحجم رأسه، على ملابسه العشوائية المخططة...
كنت قبيل كل مغرب أجالس السمسار موحى ، وكان ما في جرابه من حكايا طريفة لاينتهي ، ولأنني كنت سمٌِيعا ، فقد كان يشبع نهمي بالتفنن في طرائق الحكي ، يحكي عن فترة التحاقه بالجندية ، ومغامراته ، ومايعرض من وقائع لأهل الحي ، لكن المرة الأخيرة التي جالسته فيها كان بمعيتنا الأستاذ ابراهيم ، وهو رجل أنيق ،...
حياة غبية جداً..أن تفكر منذ أن تستيقظ في الصباح في "بماذا سأفطر؟" ثم "بماذا سأتغدى؟" وبماذا ساتعشى؟ ربات البيوت يفهمن ما أقول وكذلك الرجال العازبون.. لذلك كعالم فيزيائي وكيميائي وأحيائي، أنفقت عمري في البحث عن حل لهذه المشكلة. لكنني لم أتوصل فقط لحل لها بل لحل لمشكلة الجوع في العالم بأسره. وخفضت...