سرد

نعم.. أنا الآن أستمع الى أغنية " الخاتم" للمطربة المغربية نعيمة سميح -التسجيل قديم لكنه واضح- "أعتذر لأني أحجب مضطرا هذا المنشور العادي عن بعض الأصدقاء" أما بعد: حبذا لو أمكنك أن تدعوني مرة أخرى لمرافقتك الى سوق الخضروات، سوف أكون ممتنا، طبعا أنت تعرف أنني كهل عازب، وأنني أمل من إعداد وجباتي...
تلك الحكاية لم تسمعوا بها من قبل، ربما لم يحن بعد أوانها أو لعل الساحر الذي جاء قريتنا لم يترك لأحد مفتاح السر لهؤلاء الذين ابتلوا بضعف الذاكرة جراء العيش في أبنية عتيقة تاهت عنها الشمس، على أية حال حين نمت مبكرا كان الليل كافيا لكي تتسرب الحكاية إلى فراشي الذي تكدست فوقه أغطية الشتاء، مثل لي...
أخيرا بدأ الطّقس في التحسُّن ، وأخذت الدُّنيا تنفض عنها وهج النّهار المُحتدِم ، ما أطيب السّير وقت الأصايلِ ، حين تجد الرّاحة سابغة تستفزك للتنزهِ ، ها أنا اتخذ وجهتي _كعادتي_ صوب الحقولِ ، لكن شيئا من وطأةِ الهجير لا يزال قابضا على كُلّ شيء ، أجده في أنفاسي المكروبة تُغالِب الاجهاد ، وقدمي...
يذهب جوته لزيارة تلميذه وصديقه "كارل أوجست"– أمير فيمار، لقد دعاه لزيارة إمارته لعدة أيام، أخذه إلى قصره الكبير، فقابل أمه، ارتبك عندما رأي وصيفتها "شارلوت"، شد على يدها قائلا: - أعتقد أنني رأيتك من قبل. - لا أظن يا سيد جوته. - لا، رأيتك، أقصد رأيت صورتك لدي صديقي "تسيمر". - ذاكرتك قوية ـ فقد...
على وتيرة واحدة خطواتها المتسارعة تداهم خصلاتها أناملي لا أدرك ماتريد كبرق تلمع لاترتب حضورها ولا تتهيأ لوقت مغادرتها تلك الفوضوية التي تتلبسها تدهشني تجعلني أكثر إنجذابا إليها عرفت الحياة أكثر مني . تطل كطيف ولي أن استوحي منها ما أشاء تلفني الحيرة حيالها لست أكثر دراية منها ولست خبيرة في...
بعد أن تناولا طعام العشاء؛ ربت الوالي عباس ظهر ضيفه الألفي بك ودعاه إلى الجلوس في الشرفة الواسعة؛ حيث وضع الخادمان الشابان المكلفان بالخدمة في الليل؛ بعض الفاكهة والمشروبات فوق طاولة صغيرة بجوارهما. أستطاع الألفي بك أن يكسب قلب عباس حتى صار أقرب صديق إليه، لا يرتاح إلا له، يرسل إليه من القاهرة...
ذات يوم قالت لي جدتي: الحكماء يبتلعون غضبهم كما تحب الدجاجة أن تبتلع حبة القمح، والله إنّ تصرفكم المؤلم هذا جعل من حبة القمح سنبلة يابسة عليّ بلعها! أقسم إنّني سأخبر جدتي بكل شاردة وواردة عندما تستيقظ، آه لقد تذكّرت... لماذا أنت يا جدتي نائمة عند العصر على غير عادتك؟! الباب مغلق والنسوة تنادي...
يتراءى لي باب السطح الموصد كمارد يصل رأسه للسماء، يسد منافذ النجاة، أصرخ بأعلى صوتي قبل أن يجف حلقي، وما كان لقيدي أن يفك بيد أمي. أسمع نشيجها، همسها، وقع خطواتها المبتعدة، ثم صفعة باب بيتنا التي أخمدت بقلبي بارقة الأمل... كم كنت أمقت ضعفها واستكانتها، وتفطُر قلبي دموعها. الجوع والعطش تملكاني،...
ثلاثةُ أيامٍ حتى هذا الصباح، وأنا أشعرُ بسيْرِ نملةٍ أو أكثر على جسدي الضخم، ليس لأنه ضخمٌ سيسمَحُ الوضعُ بعقْدِ مقارناتٍ تفيد بفرضيةِ عدمِ شعوري بحجمٍ كحجمِ النملة، بل لأن النملةَ هي التي اضطرتني لفعْلِ ما سأقُصُّه لاحقاً. استقرتْ هذه الليلةَ في داخلِ صيوانِ أُذُني، وشعرتُ أثناءَ نومي بوخزٍ...
شيء ما يجثم فوق صدره, يمسك بتلابيب الهواء أو تلابيب روحه, ثقل في الهواء يرهقه, ويجعله يلهث طلباً لذراته العاصية. يلملم أطرافه الطويلة النحيلة, يشعر بكل خلية في جسده تئن بصوت يكاد يسمعه, ويغادر الفراش. يفتح النافذة, ينساب ضوء القمر الفضي ملقياً بظلال باهتة على الأشياء, لا تسعفه قدماه للعودة...
لم يدُر بخلد الولد أبداً - أن البنت قد تضيق به يوماً - لأنه يختلف عن بقية الناس ، وأحبته ، هكذا قالت له منذ زمن بعيد ، وأضافت وهما في ناديهما الأثير المطل على النهر ، أنه ملأ قلبها حُباً وحياتها همساً وفرحاً وعطراً وأهداها الولد ورداً وفلاً 0 في دفاتر الشعراء غاص الولد يبحث عن دُر...
قالَ لها منذُ زمنٍ لم نحتفل بزواجنا ! عندما قال لها ذلك كانت يدُها تفوحُ برائحةِ البهاراتِ والتوابل ، وقفَ ينتظرُ ردَّها عندَ عتبةِ المطبخ ، ردَّت عليه بأن الوقتَ غيرُ مناسبٍ ليقولَ لها هذا ، عيونُ الموقدِ تشتعلُ وفوقها أربعةُ قدورٍ للغداء ، كان ظهرُها يتجه إليه وهي تجيبه : دعنا نتناولْ طعامَ...
اليوم و أنا أنا اسند رأسي إلى المقعد مغمضةَ العينين فكرت:"من يذهب إلى البحر ليجلس على مقعدٍ بعيدٍ جداً عن الشاطئ ثم يلقي برأسه على المسند و يغمض عينيه عن البحر و السماء و أطفالٍ يلعبون على الصخور بثيابٍ صيفيةٍ ألوانها تبعث في النفس رغبةً في الرقص و الغناء!" .. من يفعل هذا غيري؟ أغمضتُ عيني و...
اتحين الوقت للولوج في نص يستحق ترتيب أغصان البلاغة على جذعه اقضم فروعه المتشابكة في أفواه أصابعه المبسوطة على حافة القريض اهدهد الوقت رحلة مختلفة يسعى بواب الحديقة للرحيل فيها يكوي جيوب الليل بقداحته التي لاتكاد تشعل فتيلا من حب شرخ الماء الذي أحدثته ثورات الربيع العربي يتسع على مدار أوسع من...
وجاء الليل وأشاحت الشمس بوجهها عن أرضنا ...واشتعلتْ عيون القطط البرية مستعدّة للصيد ...وأسلم الغزال ساقيه للريح في مطاردةٍ محسومةِ النهاية ...موتٌ وذبيحة . وفي هدأة القبور وبردها كانت الديدان تأكل الأجساد تحت الأكفانِ الرّطبة.....موتٌ وجيفة ْ. وفي الأجواء عبرتِ الطائراتُ فوق المحيط.. فأصبح...
أعلى