سرد

بائع الإسفنج، رمز ثقافي واجتماعي كبير في المدينة. قد لا يولي الناس الاهتمام لشخص البائع خارج أوقات بيعه وشرائه. يصبح مثل عامة الناس، له علاقاته، كما له حياته الخاصة. لكن اشتهاء الإسفنج للأكل أو انتظار نوبة الحصول على الكمية المرادة، وطقوس تحضيره ووضعه في سطل معدني خاص أو طست مناسب كعجين، ثم بعد...
هاتي يدكِ قال، ولنرقصْ معَ الطيرِ على زبدِ العمرِ كلَّ مساءٍ وفي طريق العودةِ يحملُ بيده معولًا علاه الصدأ، وزهرةَ قرنفلٍ. يمرّ ببابها، يلقي تحية خجولة، يترك لها الزهرة في صحن يدها مع ابتسامة رقيقة، ويمضي في طريقه. كانت بوابة الخروج والدخول بالنسبة له بوابة لدخول معبد ومحراب صلاة، وكان الصباح...
✍ أمامي انا المحامي العطا حميد الجعفري، حضر الطرفان المتعاقدان على الزواج، السيد رامي الخضر سالم ويشار له في هذا العقد بالطرف الأول والآنسة رؤى الفاتح عبد الكريم ويشار لها بالطرف الثاني، وهما بكامل أهليتهما القانونية وقد توافقا على إبرام هذا العقد، وتعهدا بالإلتزام بما فيه من بنود، بما يراعى في...
لم أعبأ فى أثناء سَيْري فى شارع سعد زغلول المُزدَحِم إلا بموضع قدمي، يكفي أن أمُرَّ بسلامٍ من بين المُتسَكِّعينَ وهُواة الفُرجَة على الفاترينات، كنتُ قادمًا من المنشية مُتعجِّلاً لألحقَ بميعادٍ هام فى فندق سِيسيل فى نهاية الشارع، يدٌ تمتدُّ من الجانب الأيمن لتلمس كتفي. لم أصدِّق المفاجأة، أهذا...
ما الذي نتعلمه من خيبات الحياة؟ نتعلم أن نتحرك ببطء، أن نؤجل إتخاذ قراراتنا، أن نظل حذرين من التفاؤل، وأن نشك في ما يخفيه كل حدث جميل، وكل قصة حب وليدة. ولذلك جلس "عارف" قرب النافذة ليتأمل رحلته الطويلة من أول شارع الهرم وحتى مسجد الحصري بستة أكتوبر. ليتأمل قصة حب وليدة نبتت بتلاتها بين الصخور...
عادَ ابنيْ من هجرتِه ثماني مراتٍ في نفس القارب المطَّاطيِّ الذي عبَرَ به إلى جُزر اليونان في المرَّة الأولى. أمَّا الثَّانية فكانت في حُلمي الذي استيقظتُ منه باكيةً عندما أتاني في المنام غاضبًا ومعاتبًا: - لماذا وافقتِني على هجرتي... ها؟! لماذا رميتِني في البحر؟ ألم تخشيْ عليَّ من الغرق؟...
ست ساعات بالتمام، هي عُمر المحادثة التاريخية التي دارتْ معها. خلال ذلك نقرتْ أصابعه آلاف الحروف على الكيبورد، إلى أن غامت الكلمات أمام عينيه. قام بعدها يكاد يقع منه رأسه. كل أعضاء جسده كانت في إرهاق وذهول من ذلك التسمّر الإجباري المُفاجئ. غير معقول كل ما حدث. هو لم يكن يثق بذلك العالم...
كان أمس يوما ثقيلا: زرت صديقي المريض، كتبت عشرات الرسائل لأصدقائي المرضى، انتهيت من كتابة ثلاثة تقارير خاصة بالعمل، كتبت قصة قصيرة ترددت في نشرها فلم تكن بطلتها بالجمال الذي تمنيته لها….. اليوم قررت ألا أنساق للروتين اليومي، خرجت مبكرا. كان المكان شبه خال، لم أدقق في التفاصيل، فقط، تخايلت بهن...
تركَ على الأرضِ مخلفاتِ إصلاحِ دراجته ،آثارُ بقعِ الزيتِ والزيتُ الأسودُ المحترقُ وبعضُ القطعِ تشوِّهُ المكان ، أدارَ المحركَ فانطلقَ الصوتُ لتخرجَ أمَّهُ من الداخل ، قالت له : لم يُتعبْني أحدٌ في ولادته مثلك ، إخوتُك خرجوا إلى الدنيا بسهولة ؛ رؤوسهم إلى أسفل وأنتَ قَدَّمتَ قدميك مع الولادة ،...
تلفت يمينا وشمالا فالزائدة الدودية التي بفمي متعبة، لا تكف عن الحركة، أخذت تبحث عن مهنتها، غافلتها ليلة أمس، نمت في خزانة أمي، هذه عادتي حين أبحث عن مهرب آمن. عيناي يغلفهما حذر، أصحاب الأقدام الغليظة تجثم على صدري، أخيرا استطعت أن أجد شعاعا من نور شمس ذهبية. ورقة ملقاة عند تلة من فضلات ليل مغلف...
هذا أوانُ امتلاء حقول البرسيم بتيجانِها البيض ، افَاحَت الرِّيحُ السّاخنة رائحة زهَراتها النّاضجة ، وتِلكَ أمارة نعرِفُ بِها أن نهايتها قد أزفت ، ما إن يخطو اللّيل خطوة جديدة نحو الصَّباح ، إلّا ويعبِّق الدَّرب رائحة لا اجهلها ، تتهادى رخيّة ، تتلاقى وغناء الكروان الطّروب ، المُلازِم لشجرةِ...
أنا أيضاً كنتُ كبائعٍ جوّالٍ كذاكَ الذي كانَ يجوبُ القرى في جُرابهِ أشياءٌ ملوّنةٌ لا تخطرُ على بالٍ ينادي على بضاعتهِ بصوته العالي ذي الرّنّةِ والإيقاعِ فيتهافتُ الأطفالُ والنسوةُ إليه وبعدهم أكثرَ وقاراً يأتي الرجالُ وكلّ يجدُ عندهُ مبتغاه غندرةُ العروسِ دواءُ العقيمِ وبلسمٌ للعجوزِ السقيمِ...
إن الجوقة الجيدة ليست تلك التي تغني في نفس الزمن بل تلك التي تغمرها تباعدات زمنية طفيفة. لأن الغناء في نفس الزمن يخلق صوتاً واحداً إما شديد الحدة أو شديد الغلظة..سيختفي صوت الجماعة. وكذلك الصفقات..يجب أن يكون التصفيق متزامناً ولكن بفرق طفيف، فتظهر الروح الجماعية التي لا تخفي الفردية بالكامل...
يسعى المرءُ الثائرُ في حياتِه كلِّها لتحويل النظريّ إلى فعل سياسيّ اجتماعيّ مشخّص بل يسعى لاشراك الآخر معَه في هذا الفعل ليكون الآخرُ أنا , ومن حقّ المرء أن يخلط الحلمَ بالثورة والثورةَ بالحلم حتى يصبح الشارعُ كلّه محتجّاً ..منتفضاً بعدَما قال"نعم" مُكرَهاً,أصبحَ الآن يقولُها"لا" حرّاً,فقد...
جاءت القطة -بعد غياب قارب ثلاثة أشهر- يجري وراءها ولداها؛ إنهما يثيران دهشة لا تقاوم، أي جمال يحوطهما! صغير به صفرة تختلط ببباض، والأخرى خضراء كأنما هي صبغت بربيع الأرض! حين اختفت كل هذه المدة تسللت الفئران إلى بيتنا؛ تترك فوضى في كل مكان، كانت أمي تتساءل أي بئر ألقيت فيه؟ تتهم الكلب الأحمر بأنه...
أعلى