سرد

جلس بجوارها دون استئذان ثم طلب قهوته.. ذوب فيها قطعة سكر واحدة .. ارتشف منها مرتين ثم أشعل سيجارته، تساءلت هل قهوته مُرة أم حلوة؟؟ ... لا شك أنه يسترق النظر إليّ من وراء نظارتيه الشمسيتين، بعد قليل سيبادر بالتحية ، ثم يتكلم عن الجو والحرارة... وضحكت في سرها " أيوه ياعم ... حركات .. هات من الآخر...
نظر إلىَّ، ثم أشار إلى فمه، كانت الورقة النقدية الكبيرة معلقة فى يده، يطوِّح بها فى الهواء يمينًا ويسارًا فيما يشبه الرفض وعدم الحاجة إليها، كانت تبدو فى اهتزازها شيئًا لا قيمة له ولا معنى. فى البداية، ظننت أنه طامع فى ورقة أخرى، وأن هذه لا تكفى فبدأت أشعر بالغيظ والندم وأود استرداد ما أعطيته...
الصباح الأول في الحسا، ورائحة الخبز تملأ النفق الأول فيها انتهاءَ شارعِ الظهران للقادم من الدمام، تتسرب الرائحة كعطر صباحي خاص للجوعى من المخابز العلوية الحديثة الكائنة فوق الجسر، وتلامس أنوف السائقين والراكبين وهم يعبرون النفق فوق سياراتهم، وعين الحويرّات تضخّ للسماء بخار الماء على شكل غيمات...
شرع يكتب بعد أن لاذ بفراشه وقد بدأت خيوط الفجر تؤذن بيوم جديد. لم يطمئنّ بعد إلى هدوئه القديم ولم يستقر على حاله السالفة. أحس بشيء من القلق وتاق إلى شيء من السكينة واليقين... ينظر إلى النافذة، ثم ينظر إلى ما وراءها فتزيد الأمطار المنهمرة من هذا الإحساس السوداوي الذي يملك أمره هذه الأيام! وحين...
لا أعرف لماذا شعرت أنها عرت جزءا من فخذها متعمدة ، والحق يقال أنها استطاعت أن تلفت انتباه الحيوان داخلي. غير أنني فضلت أن أشعل سجارة وأغادر العيادة لأفكر في عملي الأدبي الجديد ؛ ككل كاتب يعتقد أنه سيخلد نفسه بعمل أدبي لم يكتب مثله من قبل ، وكآخرين فضلوا إحاطة أعمالهم بقداسة مستمدة من القوى الما...
انه الوطن.... الارض الثكلى . ارضَك انت .. ارضك التى لم يندمل نزيفها .. لقد اصبحت بقايا من خراب . فالطائرات تلبد سماءها ، والاحلام فيها تصلب فوق أعلى تلة من حديد ، وارواح الشعب تتأرجح على حافة الموت ، والدوي يطارد افواج الحمام ، وجثث القتل العبثي تقبع تحت الانقاض . هي لعنة الدكتاتورية التي اسكرت...
لا علاقة للإسم باللآلئ و الأحجار الكريمة. و إنما القصد هو سيدة من القرية تدعى بهذا الإسم. فأي شخص في القرية حتى و إن كان لا يعرفها، لا يد و أن يكون قد رأى هذه السيدة وهي تفد في الصباح الباكر من أقصى الجهة الغربية للقرية. و قد كانت في الغالب تضع على رأسها شيئا ما قد يكون قفة أو غيرها. و تلف...
كانت سليمة شابة جميلة تعيش راغدة مع أبيها الشيخ في بيت وسط حقل صغير ينتج له بعض الخضر والفواكه ينال ببيعها كريم القوت . ذات يوم في غبش الإصباح طرق باب دارهم خفير قائد المنطقة، فتح الشيخ الباب وقبل أن ينبس ببنت شفة تحدث إليه أحدهم بغلظة هناك أمر بطردك من الحقل لأن القائد يملك أوراقا تثبت أن هذه...
كنت أمشي في شارع ( النقراشي)، في طريق عودتى إلى منزلي، الواقع عند المصباح الحكومي في حارة "علي السَّقا". أدفع ساقيّ دفعا، وأقاوم دغدغة النوم التي تسري في جسدي. كان ميلي للنعاس شديدا. وكان الشارع خاليا. الدكاكين والورش والمعارض ومتاجر الأدوات النسائية والكماليات والمقهى والكبابجي يوحي منظرها...
(1) الوحدة غدت وحشاً خرافياً، يتمدد في فضاء غرفتي، لا أحد ،لا هاتف،نحن في مدينة واحدة، لكن المسافات بيننا تتبعثر دون بوصلة تهدينا إلى لقاء آمن! – هل هذا كل ما تبقى لي؟ أو أن ما تخبئه لنا الأيام أجمل؟ لتنسينا هذه الخيبات المتلاحقة ؟ أسئلة تطاردني، وتستفزني للالتصاق بجمرات الذاكرة، المزروعة...
سافرت إلى الفلبين في مهمة٠ قصيرة برفقة مجموعة من زملاء العمل وفور نزولنا في أحد فنادق مانيلا، وربما من قبيل الحرص على سلامة السائحين،حذرناموظف الإستقبال من أن لا نتجول مفردين،وأن نتجنب بعض المناطق،التي يتجمع فيها أفراد عصابات،وزعران،وخص بالذكر منطقة على الشاطيء،لم أكذّب خبراً وكعادتي في التحدّي...
فاينجيب فاين .. فاينجيب فاين , ظل يرددها لنفسه و هو الوحيد الذي يسمعها دون بقية المارة , ومن باب الفضول المحض ، ايقظت كل حواسي ، وحبست أنفاسي المتلاحقة لسماع ما يقول .. كدت أمسك بالكلام، لكنه سرعان ما يتبعثر. رجل قصير القامة بشاربين اشعثين ، أنفه الدقيق المحاط بخدين منتفخين بعض الشيء، رأسه...
لم يُمض حيث يألف سوى بعض ساعة من الزمان.. رغب أن يمضي الوقت في الحديث ومتعة الحديث فلم يظفر من نفسه إلا بخيال شارد وذهن غائب وشعور خامد. حملته قدماه إلى حيث يألف، فوجد المكان موحشاً مقفراً كأن لم يعمّر أمس وأول أمس! رغب في الجلوس في عين المقعد فلم يطاوعه جَلَده، فآثر ألا يفعل خشية أن يتداعى. صلى...
ضربني، لا أذكر الآن السبب، حتى سال عرق جبينه العريض وتعالى صوت تنفُّسه، فأنزويتُ في أقصى المنزل مترقبًِاً لحظة اندماجه مع الجيران في حديثهم اليومي، حيث يفترشون الأرض، لأتسلَّلَ هاربًا إلى.. إلى.. إلى؟! لا مكان إلا ليل شوارع القرية المليء بالكائنات المرعبة، التي رأيتها تلتفُّ حولي، كلها، كما...
ما توشكون على قراءته; ربما يكون اعترافا بالخطأ الذي ارتكبته. ومع أنني ظللت أهرب طيلة سنوات من هذه اللحظة; وأنا أعيش وهم النسيان; لكن بعض الأمور في الآونة الأخيرة يبدو أنها بدأت تفلت مني. في لحظة; وأنت متنازع بين الحقيقة والوهم; وتلك القوى الخفية تشل حركتك; و تطبق على حنجرتك; ومع وذلك الألم...
أعلى