نشروا صورًا لجثة رجلٍ ملقاةٍ على الأرض ، وقالوا إنها له ، ارتجف قلبي وكاد أن يتوقف ، لا إنه ليس هو . إنها صورٌ مفبركة ، وتلك عادتُهم في صناعةِ الأكاذيب .
دققتُ في الصور ، إنها لرجلٍ بزي محارب ، وأنا أعرفُ أنه لا ينزلُ ميادينَ القتالِ ، ولا يحملُ السلاحَ ليشاركَ في العملياتِ ، فهو القائدُ...
منذ أن بدأت أعمال تشييد القصر الرئاسي الجديد وكل شيء تغير تقريبًا، ليس بالنسبة لي فحسب، بل لغالبية شباب الحيّ، من أكمل دراسته الجامعية ومن لم يكملها بعد.
مشروع ضخم تم الإعلان عنه منذ فجر الثورة الأخيرة في البلاد وانتظره الكثيرون في أغلب المجالات، وها هي الوعود تتحقق، مجمع قصور حديثة الطراز تحل...
- إنه الخوف.
- لكنه يزول مع مرور الوقت.
- إنه الفقر.
- لا يهم مادام مصحوبا بالستر.
- إنه الطاعون.
- لا داء بلا دواء.
-إنه القهر.
- رحمته وسعت كل شيء.
- لن أدعه يتجرع كل هذه العذابات وحده.
- أنت لا تقرأ الغيب.
كان الحوار يتنامى حول هذه المعاني بين رجل وامرأة، يتدثران بملابس عادية، ملامحهما...
زجاجة الماء المكسورة الملقاة على الطريق جرحت إصبع قدمه الصغير ... آلمه الجرح، لكنه لم يبال لذلك النزف البسيط في إصبعه... لقد اعتاده... واعتاد جروحا متكررة في أقدامه الحافية... جفاف يديه ذات الشقوق العميقة ... وقلبه الصامت ... ركل الزجاجة بقدمه العارية... لكنه عاد سريعا، والتقطها عن الطريق ...
اتوقع انهم سيذكروني كثيرا بعد رحيلي فقد اترعتهم ضحكا وحكايا ومواقف لا يمكن ان تجتازها ذاكرتهم .
وعلمت انهم سياتون لقبري ينوحون ويلطمون ويذرفون ويشعلون البخور ويريقون ماء الورد ويمضون مثقلين بالاسى , لكني حلفتهم ان ياتوا مبتسمين لاني بقبري نجوت من المحرقة التي اتوقع القبر اهون منها ...
وما أن يراها حتى يوقن بأن سحر قديم التراث يتملكه...
يسمع ترانيم <أفروديت > عندما تتحدث...ويكاد يجن من ألق البلور ونثرات الفضة التي تنطلق من أهدابها...
تأتيه غفوة عجيبة عندما يلمحها وهو في كامل يقظته...
يرى في يده غصن زيتون ينادي بالسلام...وعلى رأسه إكليل يوناني كالملائكة...يدخل معبد العشق في...
امتطى الليل و لاذ بحائط قصير من الجهة الخلفية للمنزل و تسلقه ليجد نفسه في حديقة تفتقد لعناية أهل البيت.
كان القمر قد اختار الاختفاء خلف غيمة كثيفة فازدادت الظلمة من حوله عمقا و كأنها تستره عن الأعين حتى دخل البيت بعد أن عالج إحدى نوافذه بسهولة و يسر ..
داخل المنزل كان الظلام متواطئا معه و...
كان الناس يسمعون عن صواريخ سكود في إذاعة البي بي سي إبان حرب أكتوبر، على انها صواريخ من صنع الاتحاد السوفياتي، وأنها بعيدة المدى، وتُحدث دمارا كبيرا. ثم نسي الناس هذه الصواريخ حتى غزا صدام حسين الكويت. وعندما حاصر الغرب بقيادة أمريكا العراق، أطلق صدام بعض من هذه الصواريخ على إسرائيل. وقد زاد...
ما الذي يمكن أن تحظى به امرأة عاملة مثلي،كل صباح أفضل من اللطف؟! ...
(ماداهوري) أو ( ماداهيرا) عاملة النظافة الثلاثينية التي تعمل بالمشفى ، عز علي حفظ ونطق اسمها على نحو صحيح ....الأسماء الهندية غريبة... تربكني...لذا فضلت راحة لساني، واطلقت عليها اسم لطيفة...
لكن لم يعز علي بتاتا ، حفظ...
أرسل ملك بوركينا فاسو بطلب كبير المستشارين في الرابعة والنصف فجرا، فجاء راكضا وآثار النوم في عينيه مثل غيمة تريد أن تمطر، همس الملك بأذنه شيئاً، فركض الرجل الستيني بإتجاه قاعة صغرى، تجتمع فيها بعض الحاشية من المحظيات الجميلات والخدم والاطباء ممن يترقبون أوامره ونواهيه على مدار الساعة ، فأستعدت...
كل يوم لي مشواران على القدمين. مشوار قبيل الشروق، من بيتنا قرب مستشفى راشد إلى الجسر المعلق شرقاً، فيتاح لي تأمل كل ثانية من ثواني عملية ولادة الشمس مذ هي خاطر من الزعفران في ضمائر الغمامات المتناثرة في الأفق، إلى أن تفقع الزعفرة عن مروحة أرجوان لا تلبث حتى يمتشق من مركزها خنجر أعقف من نار،...
تمتد يد ديك الجن إلى خمار ورد، يرفعه عن شعرها: ما أجملك يا ورد.
تعَّرف عليها في دكان أبيها – بائع الأقمشة – في سوق حمص، فهي تساعد أبيها في البيع.من يومها وهي وديك الجن ؛يتقابلان خلسة، يحدثها عن أشعاره،وتحدثه عن والدها ودكانه وزبائنه الذين يأتون – أحيانا – لمتابعتها، وعن أمل أبيها في أن يزوجها...
بقي على مغادرة المدرسة الثانوية أيام قليلة ،الكل منشغل بامتحان مادة الأحياء ، وبعدها تبدأ مراسم الوداع ..وداع كل شيء.
نعم حرفيا كل شيء.
الزي الرمادي الموحد،والأحذية التي لا كعب لها، وجرس الحصة.
يقال أن في الجامعة، لا أجراس ترن.
هذا أفضل ، لطالما أزعجني رنين الجرس وسبب لي الصداع.
وسنودع...
يعتبر المبدع الراحل إبراهيم حسن ناصر وبجداره/ من مبدعي فن القصة القصيرة و علامه بارزه في أدب وجيل قصة الحرب في العراق وانه يمتلك مستوى فنيا ناضجا يعبر عن موقف واع لتقنيات العمل القصصي والروائي و أمكانيه هائله في الوصف والتعبير عبر لغه بسيطه وكثيفه لها شاعريتها وتدفقها متأتيه من إحساس مرهف منحه...
على الكنبة أسفل الشباك المطل على الشارع.. جلس، وذكر الماعز المربوط بالجدار في الخارج يناطح يده المدلاة من الشباك مناطحة غير جادة كان كلاهما قد اعتاد عليها ، أما هي؛ فقد كانت صعدت السرير على ركبتيها تفرد الملاءة و تدسها عند الأطراف ثم تمرر يدها فيستوى سطحها كصفحة ماء موجتها نسمات واهنة، ثم وقفت...