المقدمة:
نشأ المسرح العالمي في الحضارة اليونانية الاغريقية متاثرا بالطقوس الدينية وبما كان يعرف باحتفالات الاله ديونسوس، اما في العراق فقد ارتبط المسرح ايضا بالطقوس الدينية ومن بينها طقوس العاشر من محرم الحرام عام 61 هجري والمرتبطة بمعركة (الطف)*الخالدة التي قادها الامام الحسين (عليه السلام)...
✍️ على مَهَلٍ
تذوَّقْ وقتكَ القليلَ
قصةَ حياتِكَ القصيرةَ
أشبِعْ فمكَ بمشمش الغابات الجميلة
قبْل أن يصبح الدخولُ إليها سرقةً
استمتعْ بعشرينَ دقيقةً
كنتَ تغَني فيها لحبيبتِكَ البعيدة
قبل أن يعتقلَكَ الطبيبُ بعدَها
ويسألَكَ:
هل يؤلمكَ الآن
عندما ألمسكَ هنا؟
على مَهَلٍ
تذوَّقْ وقتكَ القليل
قصةَ...
سريعا أمر قبل أن أسقط
بين شدقي السكون
ذئبه النائم
سريره الشوارع الخالية
سريعا قبل أن أرسم بجسدي احتجاجا
تقاطعا لجحافل الليل
و ثورة تمر عليها مجنزرة النسيان
و تحجر على خد الظلام دمعة القمر
مخلوقا لأول مرة
مغادرا رداءة الأغنيات البالية
إلي عبور الخاطفين
تمجني شفاه النواصي
أخرج من عهر الأضرحة
و...
خَواطِرْ بِوَحْيٍ
"من الحداثة؟ وسيادةِ العقلْ"
حينما تحترمُ عقلَك..؟
فلا تقتلْ روحَك بقلّةِ الاحترامْ
هل يتحققُ العدلُ ويختفي الجوعْ
أو يزولُ الألم وأثرُ الحرب والوباءِ
بفعلِ العقلِ.. دون القلبْ !؟
لِمَ لا نتركُ متّسعاً للقلبِ، والرجاءْ
ما دامَ الحبُّ يُقيمُ في القلبِ والعقلْ
جنباً إلى جنبْ؟...
وتربَّصَت بالنفس هذي البلادُ الكئيبة
كتربص الكلب بالوجوه الغريبة
فهي في الليالي تمضي
وهي في النهارات... كالدُّمى مصلوبة
وفي حشاشة النفس قِطر هزيم
ثائرُ المُهل يستعيرُ لهيبه
قد حاكَ نسجَ السماءِ ظلامٌ
غازلاً من القفار قطوبه
أين نمضي؟ يقول العُراة فِزاعاً
وقد رابنا من الدهر ما قد يريبه؟
ثم يمضون...
اليوم الذي يمضي
أضعه في البراد طعامُا للغد
أتعقّب خطًًّا في مجرى وجهٍ جفّ
فأفهم عجز المرآة عن مداراته
أشد بالقوة ظلًا من الشارع أُلبِسُهُ ثيابي،
أنفض رمادَهُ وأُجلِسُهُ قبالتي
نخترع حبًًّّا على فمِ ركوة النحاس
تفلُ القهوةِ أمرغُ به وجهَ هذا الكون
كمن تلهو بتراب
والتراب والقهوة سمُّ الذاكرة،...
وجئتُ كأني أمد يدا في الهواء
ألوّح تلقاء تلك القرى والخيام
وأصحو على خمرها الغض
من خمرها لا أنام..
سمائي حلالُ الدليب
وأرضي اجترار الهديل الحرام
و أهطل في كل حي فقير
وأهمي على الرمل أهذي اغني
أشاء أنا لايشاء الغمام
يداي تلوّن بالحب أحجار تكتوك
وحبري يرتب في العين كحل الكلام
وأشتم عطر...
هكذا تسعل أصابعي
مثل جثة لم يكتمل موتها السريري..
أسمع فرقعات داخل مفاصل البرواز..
أظن أن ثمة جاسوسا ميتافيزيقيا ..
يمسح نظارات أبي الميت
منذ تعفن أقدام القمر ..
واصابته بحمى المستنقعات..
ليختلس كنوز الضوء المتبقية
في منحدرات عينيه..
أنا مستاء من قرقعة العربات
المليئة بالهواجس..
المسرعة مثل صحون...
هل شاهدت كيف تنمو النباتات
و تندفع من تحت التراب
و كيف تتفتح البراعم ؟
هل شاهدت كيف تنمو البذرة تحت التراب ؟
هل قطفت الشمس و القمر و النجوم
و أكلتهم بكل تأن و تؤدة
ثم شربت الأنهار و البحار
و أكلت السماء كفاكهة؟
هل لملمت هموم العالم ،
خوفه و أحزانه ،
قلقه و حبه
و أخذتهم كحقن قلبية
أو تناولتهم...