قصة قصيرة

كلما مررت بذلك الزقاق من تحت تلك النافذة الزرقاء المطلة على حي الصفـّاحين وسمعتُ نغمات أوتار الماندولين، إلا ورفعت عينيّ لأرى ما إذا لم تكن تلك المرأة باسطة جناحيها في الهواء. إنها النافذة التي منها ارتمت ياقوتُ، خالتي وشقيقة أمي، بعدما تمّ تزويجها بشمعون؛ لقد فعلت ذلك على إثر سماعها لأنغام...
إلى "أيسِلْ علاء" وَضَعْتُ رُخَامَة في واجهة بيتي كتبت عليها فيلا "عبد العزيز دياب" صاحب الفيلم الحاصل على أوسكار 2018م الناس في الحى الذى أقيم فيه لم يعجبهم أن أطلق على بيتي المتواضع كلمة فيلا، وأعجبهم كثيرًا أن أكون صاحب الفيلم الحاصل على أوسكار 2018م، لذلك اشتبكوا معي في حوارات...
كل ثلاثة أشهر يشعر المتقاعد بالغنى مرة واحدة..ففي يوم بعينه يتسلم رواتب ثلاثة أشهر دفعة واحدة.. وفي هذا اليوم يبتاع برواتبه مجتمعه سمكة واحدة مناسبة وثلاثة كيلوات طحين أبيض سلس وفاكهة للغداء، وكيلو رز وكيس لبن رائب للعشاء. عندما يدخل داره، وعادة ما يكون ذلك قبل الظهر، يغلق بابه جيداً ويسدّ...
الى د. حسين سرمك حسين بعض وفاء آخر ما ظل عالقاً في ذهنه ،مستعصياً على الزوال ،رجل رث الهيأة ، يتنقل ، كما القرد ، بين حنايا شجرة ضخمة ، يقطع ،بمنجل حاد ، فروعها الغليظة ويرميها عصياً يتلاقفها بعض رجال . أما أولئك المصطفون أمام جدار مقابل فقد خفتت صرخاتهم وغامت صورهم حتى كادت تتحول الى شيء أشبه...
امهلت نفسي ثلاث دقائق للوصول .. نظرت الى السماء الصاخبة ، المطر المروع غزير حد الرهبة .. كل المسافات تلاشت وانا اقترب من الوادي العميق .. هكذا حدثوني ، الوادي الذي تتقافز في بطنه الضفادع ويتعالى الصرير .. انا لم اسمع شيئا .. لم تتوقف السماء ولن اصل بعد .. الوادي تحف به التلول الترابية ، يخترقها...
تسلل الصبح الى البيت من دون طقوس الصباحات المعتادة؛ فلا تثائب عند الفراش، ولا (تصبيحات) بالخير ، ولا اقداح شاي، ولا زمن يهرب مسرعاً باتجاه بداية دوام، او سيارة تنهي إنتظاره!.. ربما كان الليل هو السبب!..انسحب مثل ستارة مسرح ولم يتغير شيء.. المشهد نفسه للصباح الثالث على التوالي!..الأم تتربع في...
البيت الذي دخل إليه الرجلان المبعوثان من المحكمة لم يختاراه بشكل مقصود، بل هو الذي اختارهما كونه أول بيت صادفهما، بعد أن أومض البرق بشدة إيذاناً بدوي الرعد فعجّلا في الدخول إلى ذلك البيت تحسباً من هطول المطر. كانت مهمة المبعوثين تنحصر في اختيار أثر واحد من آثار جدهما الإنسان المدلل وتقديمه إلى...
بعد معرفتي آخر أخبار الساعة حملت أمتعتي: امرأة في آخر الطريق فقدت عقلها وهي الآن بين الحياة والموت ,ولدها الأكبر غادر البيت منذ عشرة شهور مخلفا زوجة سليطة اللسان. كل شيء كان ممددا على الطريق ومرتخيا :الناس, البيوت, كل شيء ,كانت أمتعتي عبارة عن (كيس تمر وخبز وأوديب ملكا وصورة تخطيطية لأخي) منذ...
على سفح جبل تنام احدى القرى الفلاحية التي تتربع أراضيها الفلاحية على مساحات معتبرة بامتداداتها السهلية التي تقطعها الكثير من الأودية التي نمت على ضفافها أشجار شتى وترعرعت لوجود مياه الينابيع التي أصبحت موردا ومقصدا لسكان القريةلما يسد حاجياتهم من شرب وسقي وأغراض منزلية . لقد كانت القرية تحيط...
تتناهى إليه كل تلك الأصوات والمشاهد ببريق غريب ومتشبث . بدأ الزمن يتوقف كما لو كان الشاهد اللامرئي . يغمض عينيه بحبور ، وآنئذ تغدو الرؤى شبيهة بالدوامات ، تسحبه آلاف الكلمات المتقدة والمليئة بالمضمرات إلى قرارها . وحدها اللغة يهجسها تخبّ برأسه مثل قطعان من الخيول الجامحة . جموح أول / تتناهى إليه...
( ان الحديد وان اصبح احمر اللون، فليست الحمرة لونه ، وماشعاعه الا من نار تصليه) – نص قديم – سألتها وانا احاول ان ادعي اللامبالاة متفحصا الفضاء حولنا ، متجنبا النظر الى عينيها مباشرة ….. – مالذي تتذكرينه من تلك الليلة …؟ ازاء نظراتها الحادةالمصوبة نحوي لم استطع ان اكمل السؤال …… لكنها اجابت...
-1- – ” المستقبل القريب ليس مشجعاً بالنسبة لنا نحن التجار الصغار” قال السيد سكاريك موجهاً حديثه الى فنان يقف مع اخته على عتبة باب بقاليته في احدى ضواحي المدينة. – ” هذه المؤسسات التجارية الكبيرة تعرض كل ما من شأنه جذب المتسوقين اليها على خلافنا نحن حيث ليس باستطاعتنا توفير ذلك، يمكنك ان ترى...
“ لا يستطيع مصمم الرقص البشري مجاراة الايقاع المتوازن لغصن متجه الى السماء تساءلت ان كانت العاطفة الجمالية للاشــكال السامية مؤلفة من فهم سام للخلق ولابد ان الانسان سيكتشف يوما الالفباء في عيون العقيق الابيض ، وفي اثار يتركها العث وسيعرف أن كل قوقعة عثر عليها كانت قصيدة” اليخو كاربنتر (الخطوات...
– أين الحلاق؟ – أ أنت! – تفضل.. أهلا وسهلا. قالها الحلاق ذو القامة القصيرة، والوجه الطفولي الأبيض، تتوسطه نظارة طبية سميكة الزجاج، اندفع نحو الداخل، مفسحاً المجال أمام الزبون الضخم الجثة، اتجه الزبون إلى الداخل، همهم بكلمات غير واضحة، عطس بقوة، تحول ببصرة إلى الكنبة بقماشها الرث، ثم تحول إلى...
أعلى