قصة قصيرة

الحب الأول هو الحب الأخير دائما والحب الأخير حبيس الأحلام دائما . لا أعرف من جسمها سوى الصوت . الذي يصلني ضحكة تنهيدة أو همسة يمكنني من تخيل الأرداف والنهود . لقد تعلمت إرهاف السمع لمجرى الصوت . نبهني رجل كفيف ذات يوم إلى ما يمكن أن يحمله الصوت من أخبار . وهكذا قيض لي بواسطة هذا الصوت ، أن ألمس...
بخيوط الظلام سحب أنفاس الفاجعة الثقيلة وهال فوق جثة صديقه التراب. ثم جلس فوق قبره يقرأ عبارات الشوق التي بعثتها له فتاته في خطابها الأخير الذي لم يستلمه سوى الآن. كانا يحتسيان الخمر البلدي في الحانة الشعبية; وكلما ارتشف كأسا من الغيرة; كان يشعر بوخز الألم في جدار رحم الثأر وتتفجر صرخة مكتومة من...
فيروز تنشد .. (طلعنا على الضو طلعنا على الريح طلعنا على الشمس طلعنا على الحرية) الصوت انساب الينا من علب اربع زرعت في بطانة الابواب المعدنية ، الرجل على يساري صالب ساعديه فالتصقا مع جبهته بالمقود . خيل لي بأن ثمة دموع ستنساب على الجلد الذي حفرت عليه ماركة عالمية واختبأ تحته زر المنبه ، ولشدة...
أرسلت القطة الصغيرة مواء ضعيفاً وهي تتنقل بين الكراسي وتتمسح بالأرجل وتتلقف الفتات المتناثر تحت الموائد، فقد كان اليوم يمثل وليمتها الأسبوعية الفاخرة، فالكازينو النيلي الجميل كان عامرا زاخرا برواده شأنه دائماً في ليالي الأحد. . . والفضلات كانت ترى هنا وهناك في كثرة ووفرة. فأقبلت عليها تلتهمها في...
دخل الشاب متجرا كبيرا وطفق يتجوّل فيه من دون غاية محدّدة. قادته قدماه إلى الطابق المخصّص للنّساء، فضاع في متاهة الألبسة الأنثوية. شعر في النّهاية بالدّوار وبحث، بصورة ماسّة، عن باب الخروج حينما، بغتة، وعلى بعد خطوات قليلة منه، رمق امرأة شابّة تبتسمُ له. كانت ذات جمال لا يُضاهى، أبدا لم ير روعة...
"لحظة ضعف" زجّت برأسها نحوي،كاد أنفها يلامس أنفي،ببراءة كاملة قالت:أنظر،هذه هي عدساتي اللاصقة،هل تظنّ لونها أفضل أم لون عيني؟صبّت زرقة عينيها في عيني،ومسّت شفتيّ بشفتيها،بنعومة خاطفة،حرِصت أن تومض بكلّ إشعارات التعمّد! تراجعت قليلاً دون أن تحوّل نظرتها عن عمق عيني،وكأنّها تقرأ الأثر الّذي...
أكثر ما كان يُضحكني،هو طبق الطعام الّذي كانوا يبسطونه أمامهم،والّذي يوحي أنّه فُصّل على مقاسهم خصّيصاً،فلا شبيه له في الأسواق،وتبلغ سعته على الأقل ثلاثة أضعاف أكبر طبق لدينا في البيت،والّذي تدّخره أمّي خصّيصاً لطعام الضيوف. كانوا سبعة وافدين من الضفّة الغربيّة في فلسطين ،إلى الضفّة الشرقيّة...
انسابت قطرات المطر كما العادة في كل شتاء, تعانق الثرى, فتروي العطاشى وتعيد الحياة الى من استسلم لسبات عميق..والى جلّ المستضعفين على وجه البسيطة...فتعيد لهم املا, بات يقضّ مضاجعهم اندثاره, فينعمون بلحظات السعادة المشوبة بوجوم قاتل!!!! الا ان ثرانا ابت الا وان تخبر تلك القطرات بما حل بها...
طرقت الباب مرتين بتردّد، وهي تحتبس أنفاسها بين الفينة والأخرى والعرق يسيل بحذر على وجنتيها. هل تطرق الباب مجدّداً...أم تعود أدراجها إلى البيت، وبجرأةٍ قالت في نفسها: نعم وإن يكن ماذا سيحدث أكثر بعد... وفي المرة الثالثة صفعت الباب بقوّة كأنما تصفع ماضياً خذلها بقوّة. وفجأة... فتح الباب رجلٌ...
كنت قلقة جداً تلك الليلة ، لم يكن اتصالها عشوائيا بل قصدتني لأكون أذنٌ لها ، سعيدة بشهادتها لصداقتي حزينة على ما يمر بها ربما أنها تُذكرني بأيام الصبا التي يمرها المراهقون، كادت تفقد عقلها عندما أعلمها بانه سيرتبط بثانية رغم انه لا يفك عن مداعبة مشاعرها التي لم تشترى بكلمات حب... لقد عودَّها...
لم نكن عربًا أكثر ممّا نحن عليه اليوم. وكأنّنا أقوام من ذلك الرمل، وظلالٌ لتلك الرماح. يجمعنا منسف ويوحّدنا شارب، عار وخنجر. ما زالت تسيل على حد الظبات نفوسنا ولا آمن من أرض، وحمولة وخيمة. حسبنا أن عصر همذان ولّى والقوس أخلت مكانها لشهادات العلا، والنشاب صار يراعًا يسود ويقود، ولكن ذلك منّا...
مد رأسه خلف ظلال الطيور المحلقة فوق الشمس ، فتثاقلت عليه أوجاع القلب المغموس في طست الأحماض المُرهقة ، لاك بأصابعه صلابة القضبان ليعتصر الألم الذي يفتت أحشاءه المقبلة على الانفجار ، حصر نظراته بين قمم الجبال الملتفة من حوله ،حتى أوغلت في صدره ريبة الانطلاق بعد تلك السنين التي قضاها بين أنصاب هذا...
سِهامُ عينيه غاباتُ كرملٍ مسيّجة برائحِة نيسان.. والساحلُ يقبض على خاصرتي المكان حيث كانا، والطريق إلى حيفا تتملكها حجارة مهّجرة منذ سنوات الاعتراف بآدم... والكرملُ، أشجارُ خروبٍ حتى أواخر الطريق المؤدية إلى الجنة.. توقف نبضُ الظهيرة، وخفق إحساسٌ في قلبها المتوجس من الأنين، وحبات التوتِ...
أخذت فرائصه ترتعش..وجسده يرتعد ،اتسعت حدقتا عينيه ، فتح شفتيه ضاغطا على أسنانه ،لا يقوى على التـّـنفس ، ترنـّـح قليلا.. ثمّ وقع.. ضغط على معدته بكلتا يديه ، فتح شفتيه من جديد فسال لعابه على ذقنه التي لم تعرف الحلاقة منذ أيام ، حاول جاهدا أن يقف ، فاتكأ على جانب السرير ووقف منحني الظهر يسعل...
أبحث عن جثتي العالقة في مستنقعات البرك المتخمة بهياكل الكائنات النافقة، أتعثر بمخيلتي فأجدني فاقدًا الوعي، طريحًا لطين لزج، وسرب من زريعة الأسماك تلهوا بين ثقبيّ أذناي كمستقر يغمره الدفىء، غنيّ بطعام من صلصال لصمغ داكن اللون يميل إلى الصفرة، إنذار مفاجئ يباغت موضع السرة تئزّ أزيزًا لسطوة عنق...
أعلى