قصة قصيرة

- خلق الخوف من الموت أغلب الأساطير ولا يزال ، يبدو الموت كمطلق ، رغم أن هناك فرق بين الموت والألم ولكن الناس يقرنون بينهما ؛ الألم سابق على الموت فلا يكون إلا في الحياة ، أما الموت فهو ببساطة انطفاء الطاقة المحركة للفرد . لا ألم في الموت .. لا عذاب .. فقط تستغل الأديان مخاوف الناس من العدم لترسم...
كانوا يبحثون عنه بالرصاص; واليوم يزورون قبره بالشموع. يضعون على ضريحه الورود بآلية. ثم يؤبون منكسي الرؤوس. وكنت على يقين أنهم سيندمون. تاه الدرب; سلك فراغا عريضا يؤدي إلى مألات العدم. رياح النسيان محت آثاره من على الخارطة. كنت أرعى غنم أبي عند التل قرب الجرف; ومع أن أمي حذرتني مرارا من الذهاب...
صباح جميل، شمس مشرقة، هواء نقي، سماء كستها غيمة بيضاء تحمل معها كفن احضرته ليلبسه الشهيد محمد، حيث جاءت بخبرها المشؤوم تبلغنا ان محمد بديوي، يدركه الموت على يد اثمة يطرقه في وضح النهار بالرصاص فيقتله بقصد اجتثاثه واقتلاعه ليفارق سخي الجود والكرم محمد بديوي الشمري اصدقاءه واحباءه، ليسكنه الله...
مزدحمة الشوارع بالخطوات المجنونة.. مبعثرة هنا وهناك.. الفضاء يضيق بالنظرات الملونة التي تتقاذفها العيون فوق الأرصفة وبين المحلات.. محيطة به كأذرع الأخطبوط، باحثاً عن مكان لا يراه فيه احد ليخرجها إلى حيز الوجود.. العيون ـ كما يظن ـ تترصده.. والآذان تتجسس عليه.. ما تحدث اثنان أو أشار أحدهم الاّ شك...
أتفرس في وجهها الجميل الذي ينبئ بعالم آخر مسكون بالوحدة، عالم لا نفهمه بقدر فهمها له ، ترى الأشياء التي لا نراها وتعرفها بقدر أكبر منا، تنود برأسها؛ تقلب أصابعها الرقيقة بأطرافها ممسكة ورقة؛ كمن يهش بأوراق سنين عجاف، تزم على شفّتها السفلى بنواجذ الألم تلوك المرارة ، أشعر بذلك أكاد ألمس أساها...
( الذكرى رقم 1 ) كان في سجنه قابعا فوق سريره ، تدور في راسه ذكريات ايامه المنصرمة ، حلوها ومرها. وجد في ذكرياته مؤنسا له ، توكّأ على ماضيه الجميل ليجتاز عقبة الشقاء التي كانت تهوي به الى القاع في كل مرة اراد فيها القيام واستئناف سيره. مكث في زنزانة مشؤومة مع ذكرياته التي تأخذه على اكف الخيال...
كثيرا مايزعجني تطاير الحشرات وخصوصا الذباب من إمامي وحول وجهي اشعر إزائه بالامتعاض والضجر إذا دائما ما أقول في نفسي ماذا يريده مني هذا الكائن رغم إن ملامحي ليست سكرية ههههه.. وهو يتحرك دائما في أوقات نجعي الصباحية المعتادة فيشعرني بالهشاشة والاضمحلال لكني لا البث في الهروب منها بارتشاف وعاء من...
في مقهي تخفف من الرواد جدرانه رطبه .. فالوقت شتاء .. فوق مقعد متهالك جلس ذلك العجوز .. محني الرأس علي المنضدة وأمامه جريدة .. في رتابة شيخوخته البائسة .. يتأمل كيف انه قليلاً ما استمتع بالأعوام حين كانت لديه القوة و الشباب .. لكن هذا التفكير الطويل .. يصيب العجوز بالدوار .. عيناه أشبه بجمرتين...
كل إناء بما فيه ينضح ، عبارة شغلتني منذ الطفولة، لم تكن عبثية ، أو هامشية، تناقلها الأجداد ضربا من الأمثال، كان خالي إنسانا ذا هيبة؛ حسن الخلق والخليقة فيه من دماثة الخلق ما يستقطب كل من حوله حبا به وتقربا إليه، لا تستهويه الحداثة ولا تجتذبه أدوات العصر الميّسرة، كلما قام للوضوء صاح : الإناء...
أعطتني ألوانها أشرأبت في قميصي، أصباغ متناثرة، مابين صورة الجواد الجامح والاشجار المتناسقة خلفه خطوط تمتد بين الوان وظلال معتمة، في الفسحة البيضاء أسترخت ظنون الوهم في خاصرة الجدار، صمتت لم تعد تكلمني بيننا لم تنفع الايماءات، فقد تسرب من الحائط همس السكون، أغلق لغة الحوار اللوحة تسكن أمامي،...
في مقهى قديم هو مقهى ابو العبد صاحبه مهاجر من فلسطين وكان مقهاه في حي عز الدين وعز الدين هذا هو رجل صالح وضريحه على خط النار كما يقال فهو خط فاصل بين المبغى العام وبين مركز المدينة حيث يعيش الناس الصالحون وعبور هذا الخط يعني الوقوع في الخطيئة والخطيئة هي الرحيل الى الجحيم والجحيم لها بوابة مكتوب...
كان محنيا قامته مطئطئاً راسه فوق حفرة ترمى فيها القمامة وكافة الفضلات الاسنة القادمة من البيوت المجاورة وغير المجاورة وكذلك علب صفيح المشروبات الغازية وهياكل لعب الاطفال بعد استهلاكها يحمل كيس التبضع العفن اليومي الذي يضعه قربه على شفا الحفرة المكتظة بالفضلات تراه منشغلا يوميا في جوف...
تسرب صوتها في أذنه ندياً كأغنية رقيقا كصوت فيروز – أستاذ تجي اليوم الأحد؟ فتساءل مازحا – من هي تجي يوم الأحد؟ بدت مستغربه فلم تستوعب ما يقول فقالت مؤكدة – أنت! – أنا أجيء وليس تجي فالتاء للتأنيث كما تعلمين. فضحكت وهي تقول : – أجي يوم الأحد؟ وبقي مستفزاً: – تعالي في أي يوم يعجبك...
أين آنت لقد تبعثرت أحاسيسي وغاب عني الأمل بلقياك .. امني النفس في الانصهار في بوتقة جمالك المبهر الذي يجتاحني في كل لحظة .. ساحرتي ومعلمتي أتلهف لضوء اخضر منك ينتشلني من قاع روحي الذي يخبو كل يوم على هدى فقدك.. ولطالما كنت بلسما لجراح غائرة تطوي مساحات النفس الحزينة .. سيدة الأقمار وواحة...
1. ينظر إلى الوراء ... يخفف الخُطى ... ويسرع في اتجاه الشارع الكبير . تغمر أضواؤه المنتشرة كل الرَّدهات وحتى الازقة و الدروب المتفرعة . مر خفيفا كالظل ، يصدر وشوشات وهمهمات جرَّاء عياء باد على مُحيَّاه . تنمَّلت سيقانُه ، وترك جسده اللاَّغب تحت رحمة كلبه الضخم النافر، يرغي و يزبد فمه ؛...
أعلى