قصة قصيرة

كاي زوجة ايام زمان.. قالوا لها ان ابن عمها سيكون من نصيبها.. وكانت هي ما تزال في الرابعة عشرة من العمر كل ما فيها حيوية الشباب واندفاعهم فكانت كالالة تعمل في الزرع مع اهلها ثم تعود الى البيت لتحمل الماء من النهر على راسها.. ثم تحلب البقر وبعدها تعمل اقراصا من روث البقر وتجففها لاستعمالها...
هي جميلة ورشيقة ترسم ابتسامة على ثغرها بدلع صبياني كشيك ولاته على قطعة كاكاو لها عيون ليزرية إشعاعها يخترق أفق الأحاسيس الخفية وجدار القلوب الصماء.كلماتها تملك دفئا وسحرا أخاذا يزيد من وهج جمالها ورونقها واعية في ما يحيط بها وتنقب في إبعاد كل كلمة تقال لها. تشعرك بأنها في غاية الأهمية والاهتمام...
بين الحين والأخر يستفزني صوت يهمس لي وهو يقف في اقصى حافة الروح،يتهكم و يطلق الكلمات القاسية في وجهيٍ،احاول تجاهله ،اعمد الى الانشغال بأي عمل من اجل ان لا اعيره اي اهتمامٍ،لكن الماكر كان يعلم انني ضجر من مضايقاته،اصبح يزيد من حدتها…طفح الكيل ماذا تريد:قلتها وانا ارتعش من العصبية..رد علي ببرود...
ثمرة متعفنة للإستبداد: ذلك هو التعذيب، وكذلك هم الجلادون حيدر حيدر - وليمة لأعشاب البحر من الغرفة تفوح رائحة القيء والدماء المتخثرة. ألقيّ بالكيس على أرضيتها الرطبة. وبمجرد ما لامس الكيس الأرضية لسع البرد أطراف "منصور"، وكان للبرد قساوة الإبر. تدحرج الكيس هنا...
- 1 - - حنان! - ماذا يا حازم؟ كانت حنان مستلقية على العشب تنظر إلى السماء بعينين حالمتين وقد شبكت يديها تحت رأسها لتتقي صلابة الأرض، وسقط شعرها الفاحم متدرجاً على ذراعيها الناصعتين والخضرة الناضرة فأكسب تآلف هذه الألوان وجهها جمالاً بارعاً، وكان حازم مضطجعاً على جانبه بالقرب منها يعبث بالعشب...
اعتادت نشر الجوارب رأسًا علي عقب فوق شتلات الزرع في الشرفة الخلفية.. فخسارة تلك القطرات التي تنزل من الجوارب أن تذهب هباءً دون أن يستفيد منها كائن ما كان حتي وإن كان زرعًا، طالما لم تفلح يداها يومًا في عصر الغسيل جيدًا. منذ أيام زواجها الأولي أصبح لزامًا عليها غسل جوارب زوجها بعد عودته من العمل...
تتعثر القدم في أشياء كثيرة عن تعمد أو تغافل.. تقترب من المنزل وكلما اقتربت تبحث في داخلك عن أعذار تختلقها للمرأة التي رفضت كل المعاذير التي سقتها إليها. تخبرك أنها تريدك في أمر هام ولا يدعو للتأجيل الذي تدعو أنت إليه, تجذبك من اليد.. وبالأخرى المفتاح في الباب. صرير المفتاح يعلن أن ما كنت تريد...
كفراشات بيضاء جميلة، بدين وهن يلعبن أمام البيت. غنت معهن السماء لحن الفرح، ورقصت لهن الأشجار، والأطيار، وتماهى كل شيء حولهن بجمال.. إلى أن أحست بيد والدها تقبض بشدة على معصمها الصغير، ويشدها من يدها إلى البيت .... ألم أقل لك لاتخرجي للعب في الخارج؟؟ لم يعد ذلك يناسبك... تعجبت لقوله، وعيونها...
بتعاقب رتيب نبعثر اعمارنا . تاخذنا السنوات الى بياض في منابت السواد نركض خلف امانينا . وأذا ما اضعنا اعمارنا نضع حجتنا اننا قادتنا المقادير. ثم نسميها الهوجاء . نبكي على ما بعثرناه من سنين . لكنها تبقى برتابتها تتعاقب . نحتضر في ساعات العودة الى الروح . لكن ارواحنا تتيه بين التبعثر حتى توقضنا من...
- الرئيس يدعوا لاجتماع عاجل... الآن وفورا. اجرى اتصالا آخر وثالث ورابع ... وبتوتر بالغ اصلح من ربطة عنقه وحمل رزمة من الاوراق ولم ينس قلمه غالي الثمن فغرزه في جيب سترته ، وبخطوات واسعة وسريعة دلف الى قاعة كبيرة الا ان من بها لم يتجاوزوا سبعة اشخاص ، توسطهم الرئيس ، الذي فتح ورقة امامه .. والقى...
على الرغم من الكلمات المذبوحة بشحطة قلم والمحصورة بين قوسين( مخيم) إلا أنني لم الجىء يوما إلى مأوى الكلمات المقطوعة منذ فترة طويلة عن سطوح الكلمات أو لم تخرج يوما على هيئة جمل فوق سطور الأدب!! لكن مروري هذا لم يكن لي علاقة بشيئا أسموه مخيم ،فما زالت الصدفة تلحق بي أينما حللت وتلصقني بمخيم لا...
الساعة الثانية وثلاث وعشرون دقيقة، كانت الهواجس والأخيلة السوداء تملأ السرير ذا الحجم الملكي، أغلق كل مصادر الإنارة في الغرفة المكتظة بالأشياء التافهة، حتى موصل الكهرباء الذي كانت تنبعث من أحد مقابسه نقطة ضوء حمراء، رأى فيها مشوشا على ذلك الظلام الذي يحيط به نفسه. أمضى أكثر من عشرين دقيقة يحاول...
جلست بجوار سائق التاكسي وعلب الكعك في المقعد الخلفي .. فقد حرمتني ظروف غربتي من المشاركة في الثورة ، وبمجرد ان سنحت لي الفرصة ، نزلت .. وقد هداني تفكيري الى إهداء عشر علب كعك بمناسبة العيد الى أسر الشهداء ، والعدد لايعني ان الأسر العشر هى فقط التي تستحق ان تحلًي فمها بكعك العيد ، ولكن مقدرتي...
لم تكن تعلم ان هذا اليوم آت‏..‏ آت لامحالة‏,‏ البيت قد صار كئيبا موحشا‏..‏ الكل تباعد‏,‏ ولم يعد أحد يدق الباب قرابة الثلاثة أيام‏,‏ وكأن البيت قد صار قبرا يخشي الناس الاقتراب منه‏,‏ وكيف يقتربون‏,‏ وقد مات رجل البيت‏,‏ خادم جميع بيوت الحارة‏..‏ ؟‏!‏. نعم مات الاسطي‏(‏ نور‏)‏ زوجها‏,‏ كان وقع...
لماذا الألم المتوحش المسنون ينقر قلوب الصبايا الملاح‏..‏ لماذالايهاتف مستأذنا‏..‏ معلنا قدومه المحتوم‏..‏ هل يمكن غلق الباب دونه وهو الذي لايهتم بباب أو شباك‏..‏ يأتي وقتما يشاء ويختار من يشاء‏..‏ تنتحب صمت‏..‏ جدران الحجرة حولها باردة‏..‏ سنوات عمرها تتساقط كأوراق خريف ذابل‏..‏ وهي التي كانت في...
أعلى