قصة قصيرة

جلست وأسندت مرفقيها إلى طاولة مكتبها واضعة كفيها على خديها محدقة في نقاط هلامية كانت تتساقط من ذهنها وترتطم بسطح المكتب محدثة دويا هائلا; قلبت تصرفاتها الأخيرة في مقلاة العقل مثل فطيرة; لم تكن هكذا أبدا لقد كانت تتسم بالرزانة والود ومع أنها كانت توصم من بعض زملائها في العمل بالجدية وربما...
- ما معنى هذا ... نحن في شهر العسل .. فلماذا تفعل ذلك..؟ كانت غاضبة جدا ، قال بقرف: - لا استطيع النوم مع احد في سرير واحد .. ولا حتى في غرفة واحدة ..هذه طبيعتي ماذا افعل... صاحت: ولكنني لست عاهرة لتمارس الجنس ثم تخرج وتتركني وحدي لتنام انت في غرفة أخرى ... اجهشت بالبكاء وهي تقول: انا اخاف...
قالت: لمضيفتها سوف أرحل - إلى أين؟ - لا مكان بالتحديد - أعلم أن الأرض لن ترفض استقبالي - فأنا لا استطيع المكوث بعيدا عن بيتي، وهم قد اغتصبوا الحياة من فمي - آه من يستطيع إيواء هذا الشتات الذي أشعر به - سوف أرحل تنهدت ذكرى والديها، أطفالها اخوتها،زوجها ، بيتها أشجارها العامرة أصص...
سأحكي لكم اليوم عن قصتي ، أنا جورجينا الفتاة ذات الثلاثة وثلاثين عاما ؛ غير متزوجة ، اقطن في غرفة صغيرة مستأجرة بحمام مشترك في حي فقير...، قصتي بدأت الساعة الخامسة صباحا ، عندما فتحت عيني من نوم مليء بالكوابيس المزعجة ، حقيقة كانت كوابيس مزعجة ، وبما انني لا اؤمن بتفسير الاحلام لذلك اعتقدت ان...
يعرف أهل شيراز جميعاً أن (داش آكل) و(كاكا رستم) لا يطيق أحدهما رؤية الآخر. ذات يوم كان داش آكل يجلس مقرفصاً على صفة مقهى (الميلين)، هناك حيث ملتقاه القديم. كان قد وضع القفص المزأبر، الذي ألقى عليه ملاءة قرمزية، إلى جانبه وراح يدير برأس إصبعه الثلج في طاس الماء. فجأة دخل كاكا رستم من الباب، ألقى...
أي ريح صرصر عصفت اليوم ! الشمس مبتورة الخيوط, وشبح القادم ينسل خفية, يغطي وجهه غروب أصهب. لم أكد أعرفه, لولا وشم أنزله على كفه, في ليلة دهماء غاب عنها القمر, أريق فيها الكثير من دمه, وحبرا صبه فوق الجرح, يدمغ يده فيه, ويئن مبتلعا وجعه. لم تك ملامحه تشبه ذاك الشاب الجسور, الذي ملأ حيطان الشارع...
كانت حنان تذرع حجرتها ذهاباً وإياباً بينما كانَ والدها يغطُ في نوم عميق أو هذا ما تراءى لها. فجأة شعرت أنَ قواها خارت، فارتمت على سريرها تستمطر سلوى تغرد في حمم أحزانها.. عيناها الجميلتان جحظتا وهما تتأملان شيئا ما كانَ يداعب سقفَ حجرتها.. لم تعد تعلم هل هي في حلم أم يقظة؛ فقد رأت سلةً كبيرةً...
" إيه اللي إنتي عملتي ده يا أميرة ؟ " سيقولها الأسمر الذي أخرجها للتو قبل أن يعيدها مرة أخرى إلى الكيس . وسط ترصد زبائن القهوة لهما ، بكل الجدية والصرامة سينفض الجملة في وجهها وهو يتفصد عرقاً ويشعر باهتزاز المكان من حوله وكأن زلزالاً ضرب بقلبه ضربة جابت بكل ما حولها . ـ " أميرة أميرة...
ذات يوم كنت أتجول في سوق الجلود في مدينة أمدرمان وفجأة في الزحام رأيت وجها أعرفه، مجرد أن رأيته قفزت بي الذاكرة عبر السنوات لأراه هائما في طرقات القرية يحمل طنبوره، صانعا من أنغام حبه السعيدة حواجزا بينه وبين العالم النائم في سبات مواسم ما بعد الحصاد. ثم وهو يبيع خضرواته للعابرين وللغجر. كان...
(1) - لا تنظر لي بدهشة فلم يحن بعد الوقت لكي تكتب قصة حياتك فهي لم تبدأ بعد ، لقد قال دولوز بأن صنع حدث ما ؛مهما بلغ صغره؛ هو الأمر الأكثر صعوبة ، ومهمتي هي صنع الأحداث ، كما ستكون هذه هي مهمتك أيضاً ، أرى التساؤلات في عينيك الصامتتين دوماً ، ولكن لم يحن وقت إجابتها، وأنا لا أسرد ما حصل لك إلا...
كنت قد أودعت بعض الأعشاش للنهر،أعشاش هشّة..لم أك أستطيع الهجرة بها إلى الجبال السبع حيث ألتقي بحاكمة الأهواء والشهقات والمعلّقات الكونية…كان عليّ أن أجازف،أمضي على قدمين ثقيلتين أطوي المساحات في وهمي ولا أعترف إلّا بلحظات التجلي إذ تغشاني نوبات البكاء دخّانا أبيض يتشكّل كالسديم..والرؤيا أصدّقها...
خرج كنعان شامان علي من بيته في صباح شتوي قاصداً دائرته المسماة (مديرية التسجيل العقاري) وعندما وصل إلى الشارع، شاهد شاباً وسيماً يرتدي اسمالاً باليه وكان متجهاً إليه وعندما بلغه مد يده إليه قائلاً بتوسل : – (حسنة لله يا محسنين). استغرب كنعان ذالك سأله بتأنيب : – (لماذا تستجدي وأنت شاب قوي صحيح...
-1- يا ألاهي ماذا اعمل في هذه الظهيرة الفائضة التي تلسعني حرارتها .لقد مضت ساعات طوال دون إن أبيع نعلا واحدا لا اعرف سر هذا الأمر الذي يصيب في نفسي الانقباض فانا مكلف بإعالة عائلة هي زوجتي وأطفالي ويجب إن أبيع شيئا..متى أتخلص من هذا النحس الملازم لي ربما يكون سببه الحسد والعيون الحاقدة التي...
“كلانا مظهرٌ للناس بغضاً / وكل عند صاحبه مكين “* فى ليل مثل هذا الليل ، خرجت ليلى من خيمتها، كانت ترتدى النقاب، لكن قيسا -الذى يراقب الخيمة كل ليل- عرفها رغم نقابها.. انتظر حتى مرت من أمامه وعبرته، ثم تابعها بنظره حتى اختفت، وأسرع خلفها.. سأله المحقق: لما أسرعت خلفها؟! قال قيس: لأعلم .. ***...
كانت خديجة في الخامسة والعشرين من عمرها، أو لعلها قد جاوزتها، وإن كانت تبدو لمن يراها أصغر من ذلك؛ فهي قد نالت شهادة (المعّلَمات) منذ سبع سنين؛ فكم كانت سنها يومئذ؟. . . على أن ذلك لم يكن يعنيها كثيراً، ولعلها لم تشغل نفسها يوماُ بحساب عمرها؛ وماذا يجدي عليها ذلك وإنها لسعيدة بحياتها التي تحيا؛...
أعلى