قصة قصيرة

استيقظ فى الرابعة فجرًا رغم البرودة الشديدة ، نزع عن جسده الغطاء وانطلق إلى مياه مثلجة يُسقط بها أدرانه كما يقول الرسول ويتمنى – هو – أن يسقطها الوضوء عنه . بدأ بيديه ففمه فوجهه فذراعيه فرأسه وهكذا حتى أنهى الوضوء فأحسنه.خرج من الحمام وذهب إلى غرفته ليرتدى جلبابًا أبيض فضفاضًا من نوع "الأصيل"...
‬رمي أحمد النكتة وسكت‮. ‬كنا نعرفها بالطبع‮: ‬مُدرِّسة دراسات تاه زوجها،‮ ‬فذهبت لتبحث عنه في الخريطة‮! ‬لحظتها لم نضحك؛ لأننا كنا في الحصة الأخيرة التي هي حصة‮ "‬دراسات‮"‬،‮ ‬ولأن الأبلة سناء ليس لها أثر في المدرسة طول النهار‮. ‬سيتركوننا مع دوشتنا ولن‮ ‬يسأل فينا أحد‮. ‬ومن كلمة إلي كلمة...
قلت لصديقي العجوز‏:‏ ما رأيك في رحلة صيد؟ انتفض فايز‏,‏ وكشر‏,‏ واندهش‏,‏ ورفض‏,‏ وضرب صدره بيده المرتعشة‏.‏ قال باستنكار: أنا!! أنا أصيد الوعول والجواميس البرية, ببندقيتي, وينفجر الدم, وأضع رجلي اليمني فوق وعل ينفق... أنا أقتل؟! استوقفته قائلا: صيد... صيد سمك, سمك دون بنادق ولا دم, رحلة صيد سمك...
أعشق فيك براءة هذا الوجه الصافي العينين السوداويين الماء الرائق انتظار القادم‏.‏ ترتفع دقات الدفوف علي سلم الشقة والبنات الصغيرات يحملن طرحتها ويشتقن لليوم الموعود تتسرب آهاتهن الملتاعة احداهن تقرصها في ركبتها أشعر بدفء العالم من دفء يدها الصغيرة يتراقص الأمل في أعين المنتظرات تشد إحداهن ضفيرتها...
أنزلتها من على ذراعي.. مددتُ يدي لأمسك بالبياض المولي الأدبار.. أحاول عبثًا القبض عليه قبل أن يأتي الخرمس والألم ينتش من كبدي، والوجع متجذر في صدري كعروق شجرة طلع عجوز.. أنشأتُ أصيح كطائر ببغاء في قفص يخطط بصوته للحرية.. انطرحت أمامي ثلاث دعوات للسفر.. الأولى إلى قرى الدود، والثانية للعيش في مدن...
دخل الأستاذ الحجرة التي قاده إليها الخادم فلم يلق تلميذه الصغير في انتظاره كمألوف عادته، فجلس على كرسيه يقلب عينيه في الصور المعلقة على حيطان الحجرة، وكانت المرة الأولى التي ينتظر فيها تلميذه منذ جيء به ليدرس له لعشرة أيام خلت، وأوشك أن يدعو الخادم حين سمع وقع أقدام خفيفة ورأى الغلام مقبلاً عليه...
البيت القديم المشقوق نصفين، المسكون بالعصافير ، الشارع الضيق الكئيب ، الصغيرات تلعبن بالعروس القماش، لفاحات الحر. تؤجج العقل، تزيد الرطوبة، العرق النازف على الوجوه. وفقر الحال ينادى على عتبات الصباح ،العودة بانكسارات النهار، ماذا يفعلون والشتاء قادم، والصغيرات ظهرت على صدورهن حبات الرمان...
لا بد أن تكون طينة العرب من طينة أخرى غير طينة الأجانب، وخصوصاً غير طينة الإسرائيليين، وقد كان دايفيد اليعازر مهّذباً جداً حين أعلن أسفه لسقوط ضحايا مدنيين أثناء غارات الطائرات الإسرائيلية على لبنان "لأن ذلك شيء لا يمكن تجنّبه". والواقع أنّ هذا الكلام هو استكمال للشّعار المرفوع عالياً في...
لا أعرف ماذا أصابنى؟.. هل أنا مخدر؟.. مريض؟.. أو تحت تأثير عقار ما قد تناولته ولا أتذكره!، حاولت أن أدخل الطمأنينة فى نفسى وأنا أقول: آه.. وربما ما يحدث الآن فى رأسى ما هو إلا أثر جانبى لهذا الدواء!!.. أنا لا أستطيع أن أتحرك من موضعى!!، ولا أشعر بمن حولى.. نعم أنا أشعر بأطرافى، ولكنى لا أستطيع...
تركت الحقيبة فوق سريري وقد فتحت فمها لابتلاع كل ما أرميه في عمقها، وجلست بجانبها أنقل نظري بينها وبين باب خزانتي القديمة التي ملأتها فيما مضى بالملابس والعطور وكل ما يمكن أن يتخيله عقل أنثى، ما زال الكثير من الفساتين والقمصان معلقاً لم يمسسه بشر بعدما هجرته، فقد اعتبرت أمي مسألة إعطاء ملابسي لمن...
كرايوبوديا نعت للجميع النقيب والنقابة بقلم الشاعر الأستاذ / سيد عربي المحامي فن تعديل النصوص: الكتابة هي إعادة الكتابة! موقعة الكلب: قصة قصيرة لم تنشر للكاتب الراحل محمد مستجاب حمور زيادة: أصبحتُ كاتبًا دون أن أدري.. حليب السبّابة l قصة قصيرة لـ نادين أيمن أمنحه ثديي الأيمن...
أراها بوضوح..حمامة بيضاء كالنقاء تطير في سماء صافية كالحلم، تدور بعينين مدهوشتين كمن يلملم ألوانا لم يسبق أن رآها مرسومة فوق حدقتيه، ترفرف بجناحيها الأبيضين على وقع دقات قلبي، تبدو لي مألوفة وكأنها تحمل ملامح أعرفها جيدا، مهلا ...إنها ملامحي..لون عيني..اخترقتها طلقة صياد مخبول فقد الجمال والحب...
كثيرة هي الذكريات التي تزاحمت أمام مدخل الذاكرة .. كل شيء يبدو ماثلا وكأنه حدث الآن .... لماذا لا تنسى تلك الذكريات من عمرها... ثمَّ لماذا تأبى تلك السنوات مغادرتها .. لتتيح لها المجال لدخول معترك حياة جديدة أن تدلف إلى حياة جديدة فتلك معركة يجب أن لا تعلن عنها إلا حينما تكون على أهبة...
القرية نامت يا حمد... كما تنام بقرتك المعلفة... أضوائها ضوت في مصابيح هرمة... كلب جارتك العجوز والتي راودتها أكثر من مرة، تكوم منزوياً بعد معركة غير متكافئة مع البراغيث... وعجل الحاجة خديجة... استسلم للنوم بعد مراوغة مع النعاس وأنت مازلت تتحصن بالعرق وتتشبث بالسهر... ما بك يا حمد؟ ثيابك نظيفة...
جَلسَ السَيد أمامَ المرأة مُتحسساً بيَدهُ المرتَجفةُ شَعرَ رأسهُ المشتعلُ شَيباً نازلاً بتلكَ اليدُ على عَينيهِ الشاحبتين والمتعبتين في ذلك الوجهُ الدقيق الملمس، كانت نافذةُ غرفتهُ الزجاجية تَهتزُ أمام الريح ألأتيه من الخارج،كان شارد الذهن لا يعبأ لما حوله، بينما أخذَ يَزدادُ صوت اهتزاز النافذةُ...
أعلى