نثر

قد مضت أيام طويلة ، لحظات شاقة،وهي تعيش في دوامة لا منتهية حيث اللا رجوع فيها جواز سفر إليها.. وعندما هدأت الدوامة ذات ليلة ورسا مركبها العتيق على إحدى الشطآن البعيدة أدار الزمن بالجراح إلى الماضي التليد وبدأت الشرارة الأولى من الثورة في الأعماق تتوقد. عندها وبعد كل ذلك التعب والإرهاق والفزع...
استيقظت هذا الصباح كفارسٍ متعب،منتشياً بانتصارات أمس،التي نامت قريرة بين ضلوعي،ونهضت مع أول ضوء مرحّبة بلقاء النهار،وكأنما تتعجّل بزوغه،لتنشر بهجتها تحت أعطاف الصباح المحتفي بولادته،محمولاً على أمواج سكينته الوادعة. غريبٌ أن يغيض نهر الرّغبات،وتخفت شهوة الحياة،ويخبو بريق الإحتدام،ويخلو...
الكهرباء الكهرباء التي تملأ الهواء بثتها أعمدة الإنارة الواقفة على أجناب السماوات وبثها البرق النابع من جوف الأرض ودفعها الغيم الرابض كوحوش حول حبيبتي الكهرباء ولدّهَا تلاطم أمواج الدم في أفئدة العاشقين الكهرباء تلك الروح الهائمة تسري في الأوردة كي تنير جدران القلب وأيضا كي تحرك الفلك...
في اليوم الذي نزلت فيه السماء الى الارض قليلاً مر قطار مسرع وكان في داخله الرسام (دافنشي) يركض عارياً وبعض من الركاب ينظرون الى مؤخرته وصدفة ومن بينهم اطلق عليه النار دافنشي اخر وذلك لأنه في يوم ما رفع ضفيرتك من الوحل امام الجنود وتوسل بالعصافير أن تجمعك أليه لأنك تشبهين حنطتها ........
أقفُ السّاعاتِ الطّوالَ في مفترقِ الطّرقِ الّتي تؤدّي إلى بيتي أستعطفُ أعضائي الموزّعةَ هنا وهناك حتّى أعود تركتُ عينيّ في سوقِ السّمكِ تفكّران في طَعمِ الأسماكِ الّتي لم تذوقاها تركتُ قلبي أمامَ وردةٍ تخيّلتُ نشيجَها بينَ فكّتي مقصّ تركتُ قدميَّ أمامَ حانةٍ لا يرتادُها إلاَّ الأغنياء تركتُ...
أهرب من الشعر أريد أن أرى العالم بعين واحدة □ أهرب من يدي الكل يصنعون الموت قدماي على الطريق □ أهرب من صوتي ترتجف زنزانة □ طائر معلق من ظله حجر نجا من اسمه أهرب من وشم الريشة على ساقي □ أهرب من الكتابة جلدي مضاء بزهرة خشخاش □ أهرب من الأرض أحدهم يتباهى بمنظار نظريا المسافة تقدر بفزع عصفور...
لا تإنْ فقطْ عَوِّلْ كدراً , قد استُبيحَ ما تيسَّرَ لكَ مِنكَ يا كائن يا وجعَ الأرضِ الرّطبةِ مثل أحلامِك يا جسد السماء الدَّنسِ قِئْ ما التهمتْ خِرْ كما يحلو لك أنت اٍتزانُك الذي يتبخر كغبش حواف الأجساد المترنِّحة حِيَال وَهَجِ الحرارةِ طيفٌ أدْلَقٌ صنيعُ الحالاتِ اِستلهمْ اِستلهمْ كما يحلو...
الشجر يعرف لحظة الوداع ويعرف مسار الطيور المهاجرة ويعلم متى يحط عليه الحب كعصافير صغيرة ملونة وظله كبندول يهتز ليدون دقات القلب الشجر ابن الشمس الذي نما على أطراف السماوات كان في الأصل شعاعا من نور قبل أن يرسله الله ويهبط على حواف الأنهار وتتمدد جذوره كألياف ضوئية في باطن الأرض لتضخ النور في...
كم أتمنى أن أنسى كل شيء كان بيننا . التواريخ وتفاصيل الحب وما حملت الليالي من اشواق كم اتمنى أن انسى دفء تلك اللقاءات التي كنت اعود بها طول الطريق الى البيت في عز الشتاء دون ان اشعر ببرد . كم اتمنى ان انسى نظرة عينيك التي كانت تختبئ طوال الوقت تحت وسادتي اتمنى أن انسى ذاك الشعور الذي راودني مع...
تَتقاذفني الايام فيما بينها وهي تركض ، تركض مسرعة لدرجة انني لم اعد ارى الطريق .. .. تشرق الشمس كما انها لا تملك وقتاً وتغرب قبل ان يولد ظلي ! و الليل منذ الصباح ينتظرني ليجمعني مع نفسي فوق الوسادة و يشاهد كيف نُغربل اليوم نبحث عن ذرة أمل تكفينا لقوت حلم ؟ .. هكذا يمرون من امامي مسرعين...
رسالتي إليك _ بِلا مُقدمات، أود إخبارك بأني عجوز كاره للجميع!، ولما تبقى من لحظاته في هذه الحياة. لم أكن عدائِيًا من قبل، ولم يكن قلمي سابِقًا مُلوِثًا للبَصر!. إن شِئت واصِل قرائتِي، أو أهجُرني كمَا فعل شبابي... كُل ما أردت قوله لاتؤذوا كبريائي، أنتم لاتُدركون شيئا!؛ فقد عَاش حرًا فخورًا، فلا...
سأخون الكلام، أستحضر صمتى، لغةٌ تلتقط دهشتها للتوِ، خيطاً من الضوءِ، يفترش صليل الداخل، ضجة اللون المغمّس بنكهةِ الوجع الغامض بك، يطرق نوافذى مثل دِيَمٌ يتساقط بسكونٍ ودفء، يُوحدنى بك، كما لم نكن من قبل! سمّها ما شئت، إنه أنت حين تندسّ بين أضلعي فرحاً يُلوّن فصولي، يعتلى موج المسافات البعيدة،...
بدون إقتراع كلما ثار الموج قفز فقير تاركاً كسرة خبز للوطن !! لا توجد يابسة تلوح في الافق ومازالوا يحتطبون من الوطن دفء ايامهم !! ما تبقى من الوطن بالكاد يصلح أن يكونَ قشة !! لن يغرق الوطن إلا بدموع تلك الام التي سقط ابنها من السارية وهو يحاول ان يُرقع الشراع بعلم !! طالت الرحلة يا وطني و...
صديقي العزيز .... هل يا تُرى يعتريك نفس هذا الشعور الذي ظل يجتاحني بلا استئذان ، مقتحماً دواخلي واوصالي منذ ان اطل علينا هذا الضيف الثقيل (كورونا) بوجهه الكالح القبيح، ومنذ ان ارخى سدوله علينا وناء بكلكله القمييء على كل ذرة من تفاصيل حياتنا؟؟ حتما ستجيبني بنعم، رغم انفك، حيث كلنا في الهم (شر)...
كَبِرنا سَريعاً ومازالَ الدينارُ يكبُر ، يكبُر أسرع حتى من أحلامنا !! ... كَبِرنا ومازال الخريف ذاته ، تبكي الاشجار اوراقها على أذرع الحديقة !! ... فجأة كبرنا ولم نعرف ثمن كل تلك الحقائب ..!! .... منذ صرت كبيراً والكل يناديني يا هم !! ... كبرت ولم أتغير كثيراً فالمركب وحطامه كلاهما...
أعلى