شعر

في الثمانين مِن عُمري لن أرغب في شيءٍ سوى جذع شجرةٍ معمرة تُشبهني .. في أخاديدِ التّجاعيد تنامُ ضحكات الصِّبا وآثار أقدامٍ مِن الماضي المُختبىء في ارتكاساتِ الحنين وأذرعٌ مفتوحةٌ لآخرها تمنحُ الظّلَ وتعكسُ في مداها فكرةَ الحرمانِ مِن تثني الإحتواء أسندُ ظهري عليها وأبدأ في العدِ...
علَى حافَّةِ الكونِ كنتُ أشاركُ هذا الوجود حديثَ الحياةْ وهذا الشُّعور الغنائيْ أهشُّ بعكَّازةِ الشّمس قُطْعانَ ليلي وأدرِكُ أنِّي لوحدِي بلاَ صَخَبٍ أسْتَشِفُّ الطبيعةَ في شبَقِ الرِّيحِ تلْعَقُ إحساسِيَ الفاكهيْ وتُلقي على كتِفِ السَّرْوِ أوشِحَةَ المغرياتْ فأصْغِي لكلِّ دبيب الضِّياءِ على...
سيأخذني الوقت.. إلى مجازات الساعة.. لا ساعة في تقويم الأيام.. نزلتُ بساحة النهر.. لم يكن الطير.. على غصن الدالية.. لم تكن" باية" على رونق الجسر.. خسرتُ النظرة.. مصوبة إلى شفاف اللحظة.. لاخشاش في قصب اللمعان.. سويتُ المجاديف .. ونشرتُ بنود الكتابة، على سعف الظلال.. لاممشى على تراب الصفوة.. لا...
ستدركين في النهاية.. أن حزنك كان على رجل وابتسامتك كذلك، كانت لرجل لكنك وكما كل النساء، ستنكرين ستشعلين هاتفك على أغنية ماجنة وتنهكين خصرك المنحوت، ثم كما كل مرة ستغرقين مع عنادك الذي واريته بالكحل في دموعك القاسية، ستختبئين وراء رواية أو قصيدة من نحيبك من نظرات ظلكِ المشفق عليك، ستبلين ريق وقتك...
قبلته قبل اللقاء و كان أول موعد.. لا شيء أذكر غير أن يديه لم تترك يدي.. و تسللت عيناه في شوق لداخل معبدي كم كان يغمرني الحنين لسوسن الثغر الندي.. طرنا إلى توما.. و سرنا في شوارعها القديمة حاراتها بالكاد تعرفني و تجهل قصة البنت اليتيمة.. لكنها ترنو إلي ببسمة و تمدني بالدفء أعواما كأن بصدرها شمسا...
طُول الوقت كان الموسيقيُّ يَعزف بحركاتٍ تُشبه تمارينَ المطر والبهلوانُ يترنَّح في الأعلى... لم يكن أحدٌ ليرفع عقيرته لم تكن كفٌّ لتوقظَ الأشجار المُسرنِمة في المرايا على جُثَتنا الطَّافية فوق لعابها تناثرتْ بِدافع الشَّفقة وُرود الشَّفق وبدا الحُضور سَاهمين فهم، لا شك، يُفكِّرون في عذاب...
(1) - ضوء المراكــــب لماذاإذا زارني الطـيف كان مـنك القــرار وفي العمق ضوء المراكب يغتاله الإنتحـار وفي البحر طوق النّجاة لمن يعرف الإختيار وكلّ السّفــــــائن رحلتها انحســـار البحــار وغايتهــــــا أن تشدّ المســالك دون انكســار (2) - المشارط والآنيـة لماذاإذا جئتموني، حملتم إليّ البياض؟...
آيَتِهَا النِّهَايَات . . ! ! كَيْف نحرتِ مواسمي تنهدات وَجْهِي تَلْتَصِق بشتاءٍ غادَرَ وُجُودِي صافحتنا محارق الْأَوْرَاق عَلَى صَمت أَشْبَه بمقابر الْفِكْر اغتيلت خيباتي مِن صُحُف الصّبّاح سَئِمْت مِنْ رَأْسِي المغامر تَنْهَش فِيه الْغِرْبَان فَوْق غيمهٍ عابسةٍ تَرَسَّم حُدُود مذابح هَيْبَتِي...
ولدْنا في العام ذاتِه وسبقتَني للهدأةِ تحملُ اسمَ ثلاثةِ أنبياءٍ حيثُ الحانِ السماوي والنادلةُ الرؤوم "سلمان" حيثُ العرشِ إلى بلقيسِ القصيدة "داؤد" حيثُ الغناءُ نثراً بصوتِك المتهدجِ الرخيم "محمد" حيثُ ختمتَ القصيدةَ بملاكِ النثر عند حرائك القريبِ من حديقةِ الأمّة ومدادِ أحزاننا المهولة ما...
أنا شيكابالا تطاردني لعنة أمي أمي زنجية وأبي كان يبيع العرقسوس في شوارع المدينة ولدت أسودا كطمي النيل والنيل الذي كنت أغسل فيه جسدي لم يخفف شيئا ما من سوادي أنا ابن البوابين الذين يحرسون أولاد الليل والسيارات المسروقة والنساء المستعملة فما ذنبي إذا كنت أجملكم وأطهركم تلعنون سوادي لكنكم في...
لا شكَّ أنّ الحبّ سالَ هُلاما ونما على كتِفِ السّماء غَماما وامتدَّ نهرا فوق عشْبِ سريرتي إنْ لامسَ الإحساسَ صار خُزامى كم يشبه الأطيار إذْ تلِجُ المدى والرّيح تنثرُ ضِحْكَها أحْلَاما مذْ أعلن النعناع ثورة عطْرِهِ اختلَّ نبض الأرض منه غَراما في ذروة الملكوت صار حديقة تَأْوي غزالاتِ الضياء سَلاما...
تمر الحياة إلى جانبي ولا ألمسها أشمّها ولا أتعطر بريحها! بهذه الكذبة زعمت أني متمسكة بها . كالضوضاء اسمع الأصوات . كالتمثال العاري لا أريد أن أعرف شيء أو أثبت شيء. بكل عمائي أعيش، وبكل بصيرتي أستسلم للغيبوبة . لقد أحببتك ، وأظن أن هذا أوجع ما حدث لي أين أدفن قلبي ؟! ينام الناس وأنا أسهر...
أشجار الحديقة تسعل بعد منتصف الليل الحارس الليلي يتلفع بالبرد والفراغ هناك في أقصى الشارع عابران وحيدان ( لماذا يرتديان الأسود فقط ؟ ) من شباكي أرى العالم في متر مربع العابران الوحيدان يسرعان الخطى نباح كلاب مصابة بالاكتئاب ( سيارة شرطة تمر بعيدا ) الحارس الليلي يلوح بيديه . العابرَانِ...
ليس شيئا ذو معنى أن تكون انساناً ، او قرداً او خُنفساء في النهاية مثل كل الدود على الارض ستلتهم ما استطعت من الوقت ثم تنفق لتأكلك دودات اُخرى لتكسب منك بعض الوقت ليس مهماً إن كبرت بما يكفي لتشتهي لتنتصب رجلاً لتنحني ، مُصاباً بالحرب او مُصاباً بالركل او مُصاباً بنفاد العظام ليس...
يَجْثم صمتي على صدري أحملُهُ، أسيرُ به في شوارع المدينةِ الفاضلةِ، أتعثَّر في خطْوِي.. لقد أصبحَ ثقيلًا.. أثقل مِنَ الصَّخرِ. أحملهُ وأسير به الى مَخدعي يقضُّ مضجعي يسلِّطُ إبليسَ على عنادِ جهلي، كي أفتحَ فمي، كي أكفرَ بنعمتهِ. يا لِمَنْ قالَ الصمتُّ نعمةٌ كما النسيانْ جاهلٌ هو بتعبِ الفِكْرِ...
أعلى