شعر

نشمُّها كالروائح لكننا لا نلمسُها تهربُ بعيدا عنا لكنها تهطلُ دون موعدٍ وتسقطُ خلفَ قرانا الميتات مودّعةً بحشرجاتِ أدعيتنا عطاياها مختبئة كالإله والإلهُ ماءٌ مسحور أحيانا يأتي عذبا ويأتي مالحا في أحايين أخرى وقد ذابت فيه مارجاتُ الجان وتنقعتْ به جلودُ الشياطين تنفرطُ من بين أيادينا الأيام...
أفكر بك كثيراً بعدد المرات التي انحبس فيها الدّم في رحمي وكرهتُ الولادة أفكر فيك بحبّ المرأة التي فقّست بيض الوجود على عينيك ورمت القشور في طريق قلبي كان يمكن أن أكون فراشة لاستطيع الطّيران فوقها وبعد كلّ هذه الحروب علّمني كيف أتخفّى كجاسوسة كيف انشغل بربط حذائي عندما تكتب قصيدة لحبيبةٍ ما...
" قصيدتي مقبرتي " للشاعر : مصطفى الحاج حسين ... * بقلم الأستاذة غزلان شرفي لطالما صادفتني مقولة( الإبداع يولد من رحم المعاناة)، ولطالما استوقفتني آراء المناقشين لها ،بين مؤيد ومعارض، بينما كنت أخذ موقف الحياد من الأمر، مُقنعة نفسي بأن الإبداع رهين بحاجة صاحبه للتعبير، سواء كان سعيدا أو...
ابتسامة مريم عفيفي الآن ليس لي إلا الجدار ، أراه ، ويراني جثة حية شبيه السهو ، شبيه دخان يقترب من ختامه ، شبيه لا أحد اطمأن للألم ألم لا اسم له ذاكرة مسكوكة بالصمت في صندوق مقفل لكنها ،النار في مرايا الأعمى والدم الحي في سر الأرض الآن ليس لي إلا وقت يسرح الألم والأحلام في ضريح مهجور...
تمر الذئاب بسلال الفاكهة.. أحرر الربوة وأعتقل دموع العذراء.. أقتل خفاشا بريشة أعمى.. وأجر النسيان إلى الوراء.. مثل فهد يسحب جثة النهار إلى قفص البهلوان.. نثركم خافت مثل عيون الموتى.. ويدي إوزة البلاغة.. لما قرصت الوعل طلع الليل من أظافر الأرملة.. لما مدحت القمر خانني هيكل الرب.. لما نظرت لدغتني...
اتخيل احياناً شكل القيامة امرأة مُسنة ماتت تخيط كفن إبنها تمشي على صراط الحزن وهي تخيط كفن ابنها إبنها الذي يجلس جوارها ينتظر كفنه اتخيل أن ساقية الخمرة تلك تلك التي زُرتها ذات مساء مُلغم بنساء قديمات ظللن يركضن في الاوردة ويأنبن ضدي الاماكن والحيوات القديمة اعطني كأساً ؟ اعطتني اعطتني اخر...
* ليلةٌ في وطني.. يحتمي الجدارُ بآهاتي والسّقفُ يتغلغلُ بأنفاسي ويلتصقُ البابُ الموصدُ بظلِّي والنّافذةٌ تدلُفُ إلى قلبي النّسمةُ خائفةٌ والضّوءُ يرتعشُ والمرآةُ تندسُّ بقلقي وكتبي المركونةٌ في الزّاويةِ تسألُني: ما مصيري إن تعرّضتُ للإعتقالِ؟! حتّىٰ أنًّ قلمي كان منكمشاً يقرُضُ آفاقَهُ ذعرٌ...
مُسوخ فِضَّيّة تَخْنق الأُفُق ، تَنْثُر مَخالِبُها فَتنْتَزِع الأحْشاء القَصْف يَقْطُف قُبَّعات الأجْراس ، يُوَزِّعُها في الفَراغ كَالطُّرود يَرْكُل العَرَبات وَيرْسِل أحْشاءَها المُفَكّكة خارِج الهَياكِل وَعَلى مَرْمى مِن القَناطِر المُنْحَنِية ، تَطير قُصاصات الْحِيطان تَتَشَظّى أوْعِيَة...
هَذَا الْهَوَى أَطْلَسٌ وَ الْعِشْقُ أَوْرَاسُ إِنِّي الْمُتَيَّمُ يَا وَهْرَانُ يَا فَاسُ قَلْبِي الْمُعَلَّقُ يَا مَعْشُوقَتَيَّ وَ هْلْ فِي الْعِشْقِ نَعْرِفُهَا الْأَقْدَامُ وَ الرَّاسُ إِنَّ الْقُلُوبَ وَ لَوْ فِي سِجْنِ أَضْلُعِنَا فَمَا عَلَى قَلْبِهَا الْعُشَّاقُ تِرْبَاسُ الْحُبُّ...
كَمْ نُؤَخِّرُ أَعْمَارَنَا حِينَ نَمْشِي عَلَى السَّيفِ: قلْتُ.. وَلَكِنَّنِي مَا سَمِعْتُ سِوَى قَهْقَهَاتِ الْجُنُونِ تُكَلِّمُنِي بِالصَّدَى ! قُلْتُ: إِنَّ السَّلاَلِيمَ تُفْسِدُ ذَوْقَ الْقَصِيدَةِ مِنْ قَافِيَّةِ نَظْرَتِهَا لِلْمَدَى! غَيْرَ أَنَّ جَهَابِذَةَ الرَّتْقِ مَا تَرَكُوا...
اعرف ذلك من صوت الكلب الذي نبح قبل قليل كان ينبه القلب هناك دخيل هناك دخيل اعرفه من صوت حنفية الماء كانت تسكب ماءً ورديا من ظلي على الأرض كان يُخالفني الحركة انا امضي في الطريق وهو يتلصص على طرق مجاورة اعرف ذلك من رنة هاتفي رن بأغنية غير موجودة فيه اعرفه من الصحف نشرت خبرا عن نهاية حرب لم تنته...
أنا لست من الأشواك أنجرح لي فيها مآرب أخرى ؟ في الليل أطحنها بحمى الأظافر وأصنع كحلا نبيلاً في النهار لأقماري لايشق حجاب الخسوف إلا الجرح الساخن أحتاج الكثير من حقول الأشواك وضربة من سيف حكيم صاف لست في حاجة إلى ضمادات مسكنة أحتاج جرحاً عميقاً من مصب الآهات إذا توقف البحر عن...
* قُولِي لِي.. قُولِي لِي.. مَنْ يهتمُّ بكِ غَيري؟! وَمَنْ ينتبهُ لِحُضُورِكِ؟! وَمَنْ يَتَذَكَّرُكِ في الغيابِ؟! ويرسلُ لكِ الشَّمسَ في الصَّباحِ وَيَدِلُّ عليكِ القمرَ عندَ المَساءِ.. ويبعثُ الوردَ لعندِ بابِكِ والعصافيرَ لعندِ نافذَتِكِ ويشعلُ أصابِعَهُ شُموعاً ليضيءَ لكِ الدَّربَ وَمَنْ...
سارحل مثل كل الراحلين .. يقول قلبي .. سامضي مثل هذا الليل .. كالغيم المسافر .. مثل سرب من طيور .. في اخاديد السحاب .. سامضي حاملا ما فات .. امضي مثل حلم قد تعمد بالغياب .. ساغيب وحدي كالندى كالامنيات .. كالبحر حين تهزه في الموج اشرعة الشتات سيمر هذا الليل دوني .. دون وقع خطاي .. دون ظلالي...
أنا امرأةٌ لا تجاملُ النساءَ كثيراً أعرفُ جيداً كيف أقصُّ أصابعَ الأفكار القديمة في الكتب أو تلك العالقةَ يين الحنجرة والصدر في الصباح الباكر أطحنُ القهوةَ مع أحجارِ الكلام أفتِّشُ عن إسفنجةٍ جيِّدةٍ لأنظِّفَ بها أواني الملل ومؤخرةَ الحياةِ المتفحمة بالحروب أنا امرأةٌ عليها أن تشحذَ سكاكينها...
أعلى