سرد

- لا ... لا تصدقه ايها الطبيب ، انه يمثل .. يبحث بأية وسيلة عن فسحة. رفع الطبيب رأسه و نظر الى الحارس وقال : - فعلا انه في طريقه الى فسحة ، لكنها أوسع بكثير مما تعتقده . تسمر الحارس في مكانه وقال : - أتعني أنه .....؟ - نعم . لكن كم قضى هـذا السجين هنا ؟ - ستة وعشرين يوما . - فقط ؟ - انه...
الليل لا يتنفس... الأربعة يتسللون إلى المقبرة الواسعة المظلمة.... - حتى لو أتوا بجنازة جديدة فلن يدفنوها في ذلك المكان.. - خفير المقابر هو المشكلة.. - سنرشوه.. - جيد.. . . -لم تكن سيارة تلك التي حطمت أضلعي... كانت دبابة.. هناك فرق كبير...أن ترتطم بك دبابة..أو سيارة عادية.. قال وهو يلعب بعصاه...
بباب سجن الصومال، وقف خلق كثير يتزاحمون ...في انتظار سماح بزيارة قريب أو شريك أو محظوظ أو نعيم ... على الجهة اليمنى وقفت امراة ناظرة أرخت شعرها للوراء وأسدلت وشاحا من منتصف الرأس حتى الحاجبين... يتكئ وزنها على رجلها اليمنى تارة وتارة على اليسرى... ترمقه في حياء باسم وكأنه استعطاف... وبعد أن...
ثلاثون سنة ونيف. صار يتقن لغة المرايا المتحولة ذات اللغة الزئبقية المشفرة.. لقد شهدت المرآة تحولاته الفيزيولوجية والروحية والعصبية على مر عقود ثلاثة ونيف وهذا يعزى الى العدسة اللاصقة التي أساء استعمالها طوال شهرين محدثة ضررا فادحا في عينيه الكستنائيتن المشبعتين بخضرة خفيفة.. مخلفة آثارا جانبية...
كان خفيف الحركة، يتنقل من هنا إلى هناك كانه مهموم ، حتى عندما يتجول في المدينة يكون قد زار كل قماماتها المنتشرة في الشارع، وعندما يعتزم احدنا الذهاب إلى التبضع من اسواق المدينة ويكون هو يريد مصاحبته، كان يجب أن ننبهه: "معي دع القمامة، ياصديقي شوهت سمعتنا" ، وكان هو دائما يجيب بالطاعة مصحوبة...
“أُسافِرُ في القاطِراتِ العتيقةِ كي أتحدثَ للغُرَباءِ المُسِنِّينْ أرفَعُ صوتي ليَطْغَى على ضَجَّةِ العجلاتْ وأَغْفُو.. (أمل دُنقُل). … أحببتُ دائما محطة القطار في مدينتي. ظلت تجتذبني، وتُكسبني الشَّغَف بالوجوه: وجوه عابرة ومُنتظرة وقلقة.. حميمة ومُتعَبة ونافرة. أصعد الدرجات القليلة وأقف...
سينفونية الغياب : هذه هي حروف سينفونيتي وحركاتها : وقع الأقدام ، خطوة خطوة ، متعثرة ، رشيقة ،خفيفة ، متتالية . نبرات الأصوات : عالية ، منخفضة ، منقبضة، غليظة رقيقة أو ضعيفة ،تخبرنا أن الصوت هو مكمن الروح ، بل ونفخ منها. تفاصيل الحركات : متسارعة ، بطيئة ، منسجمة ، متعثرة ، غائبة ، حاضرة ، راقصة ،...
هل هناك صلة بين الفلسفة والجنون .؟َ.. أو بمعنى آخر .. هل بين الفلسفة وتبني أفكار شاذة وغير منطقية صلة ..؟.. أو بمعنى ثالث .. هل بين الكفر بالثوابت , والتقاليد , والأخلاق والفلسفة علاقة..؟ أنا عن نفسي درست الفلسفة , وتبحرت فيها , وقرأت كل ما جاء فيها , من كفر وإلحاد , وشك ويقين , وشطحات وإيمان...
عبثا أحاول فهم نفسي ، عبثا أحاول الخوض في غمارات محيط ذاتي المتلاطم ، واستكشاف ملامح حقيقتي . الغموض يصدمنني والالتباس البغيض يحولني إلى شخص يهذي بكلام دون سياق أو رابط مفيد .. شخصيات من الماضي السحيق تحاصرني وتشدني إلى زمن متشابك الخيوط. نيرون تتألم الأنغام على أوتار قيثارثه وهو يتطلع إلى ذخان...
رأيت سكينا لامعا يغوص في بطني.. قال بجزع.. - في بطني كقطعة زبد..لم تقاوم هي أبدا هذا المرور الخبيث حتى النصل. صرخت ...دفعته عني ثم سقطت على وجهي وحين توجه نحوي مرة أخرى هرولت فلاحقني .. قال بأنفاس لاهثة: - الروح حلوة... جمع قبضته وأضاف: - وجدت طوبة تحت قبضتي وبآخر ما أملكه من قوة لطمته بها في...
مُنذ أيام وأنا أكتب نصوصًا مشابهة إلى حد ما بالنصوص اليومية، تكون موجهة الى حبيبتي، أتمنى أن أستمر بكتابة تلك النصوص، لأنها مهمة في هذه الفترة، من الناحية النفسية لأن النصوص قريبة إلى الغزل، ومن ناحية أخرى هي عملية لأنني سأكتب بشكل شبه يومي. أكثر شيء مهم في هذه اليوميات الغزلية، أن صح التعبر،...
(1) البنت عايدة بنت رزق لما نبت نهدها وبقى زى الرمانة ، هاجت. عايدة بنت المعلم رزق شنودة بائع العطور فى خان الخليلي الذي أخذ شقة ثلاث غرف وصالة واسعة ومطبخ وحمام في حدائق القبه ومن سنتين وقع عليه رف متهالك ومات. كان رجلاً شحيحًا يموت على التعريفة ويلبس (نضارة كعب كباية مشبرة وإطارها عتيق من...
- 1- يظلُّ طوالَ النَّهارِ مستغرقًا في نومٍ مُمتدٍّ, فقط يستيقظ ليُصلِّيَ الفرضَ، ثم يعود مرَّةً ثانية, نهارُهُ يمر كطيفٍ, ومعَ ميلِ الشَّمسِ إلى الغروبِ، تكون الحاجة قد جهَّزتْ له الطعام, ينزلُ، يتوضَّأ ويُصلِّي العصر, وعندما ينتهي من الطَّعام يخرجُ ليجلسَ على المصطبةِ أمامَ البيت, ثم يلحق به...
كان يعلمُ أنّ َ قضاءَ اللهِ قد نفذَ, ولنْ يمرَّ الليلُ إلاَّ وقد سمِعَ طلقًا ناريًّا يشرخُ الفضاءَ، وتخرجُ رصاصة صفراء لتنغرسَ في صدرهِ, أو تُفجِّر رأسَ ابنه وينتهي أمره, وأنَّه لا قوَّة في الأرضِ تستطيعُ أن تمنعَ ذلكَ؛ لذلكَ أخذَ يبكي وحدَه في الغرفةِ بعدَ أنْ نامتْ زوجتُهُ؛ التي لا تعلم شيئًا...
أعلى