سرد

عنوان راود الذهن بين نوم ويقظة. كان هو الحلم أو كان هو اشتغال الذهن. طفا على سطح التفكير. عاين ذاكرة الذات. جال افتراضيا في مكتبتها الخاصة. تصفح خيط الزمن والعلاقات، وبين الرفوف تذكر أن هناك ملفات، مثلما هي في طبقات النفس والوجدان. يمكن تمثيل وتشبيه الحياة الوجدانية مع العقلية بتقسيم شخص...
الكتابة هى دولابى الكبير، أقف أمامه طفلة بضفيرتين عقصتهما لها أمها بشدة، ووضعت فيهما شريطتين بيضاء كبيرة، وتوجت كل ذلك بربط إيشارب من القماش الناعم حتى أنام، واستيقظ فى الصباح، وشعرى مازال ملموما ومرتبا، كى أذهب إلى المدرسة، والأطفال كانوا دائما يزفوننى فى المرواح وهم يرددون( يا تخينة) كنتُ أبكى...
وقف بعض آباء وأمهات المعتقلين السياسيين أمام بوابة السجن القديم ، وجلس الآخرون مسندين ظهورهم على حائط السجن الأخضر ، لقد قدموا منذ الصباح الباكر لزيارة أبنائهم القابعين خلف أسوار السجن العالية منذ شهرين ، مر نصف النهار ولم يسمح مدير السجن لهم للقاء أبنائهم فقرروا بعد نفاد صبرهم أن يحتجوا على...
لم يتناول وجبة الغذاء، لم يكلم أصدقاءه في الشامبري، مذ وشوش في أذنه الكابران عن علاقة زوجته بصديق طفولته... انزوى في ركن من المرحاض يدخن معجون سجائر... التف بسحاب من سجائره المزيتة... عينان حمراوان يغشاهما دخان من أنفه حين يجذب بشدة من فمه نصف جوان في شفطة واحدة... لم يقو على النهوض حين نهره...
انتدبتني جهة معنية،لتتبع قضية فساد مالي في أحد الفنادق،وتحت غطاء التعيين بوظيفة مدير مالي وإداري،وبحكم خبرتي السابقة شرعت في تدقيق كشف الحساب اليومي، كان كل شيء مطابقاً تماماً،وليس هناك أي شبهة في التلاعب. ولأسبر غور هذا السر بدأت في استدعاء المسؤولين المعنيين،واستجوابهم بطريقة مواربة،بحجة...
تودعني وأنا مشتاق ليك كان بدري عليك كان بدري عليك والوكت طويل والأنس جميل في سكون الليل كل الأفلاك كانت يا ملاك تنظر لي علاك دي مشتاقة إليك كان بدري عليك ذات السيناريو: لأيام متتالية تكرر نفس السيناريو: ليالٍ عدة كان أبو خليل يزورني في المنام وبعيداً عن تفسير العالم محمد بن سيرين لما أراه في...
ارسم عروسة المولد! كان موضوعا يتكرر سنويا في حصة التربية الفنية , ورغم ضيقي من التكرار كنت أحبه وأنتظره , لأنه يتيح لي تصميم جديد لفستان العروسة كل مرة .. لم يكن مسموحا لنا بتناول حلوى غير مغلّفة , لذا لم تدخل العروسة بيتنا أبدا أبدا حتى أنني لم أكن أتخيل وجودها في الحقيقة .. كانت علاقتي بها...
أنا أعرف أن المانيكان لونه رملي، كما أنني أعتقد أن هذا لونًا مناسبًا لكن الآخرين اختلفوا معي، كل ما يهمني هو أن للمانيكان وظائف محددة: أن يقف شامخًا داخل الفاترينة ولا ينتظر شفقة من أحد لطول وقفته، ألا يحفل بكل ما يدور حوله من مهاترات، أن يوافق على اختياري لما يرتديه من ملابس. ما حدث أن رجلا...
ما روى الديك: جلست تحت مظلة زهرية، تضع قدميها على كرسي مقابل، وتشرب عصيرا باردا، تلبس تنورة قصيرة أو سروالا ضيقا أو هما معا. تضع مكياجا خفيفا وعطرا غاليا، ولا تنسى الخاتم الذي تنظر إليه فتعاودها رعشة اللسان الذي لا يهدأ الليل بطوله. تأخذني معها وتغادر شهرزاد بسرعة خوفا من أن تصل متأخرة عن العمل...
لا أدري لماذا يشده الشوق إليها ويجعله الحنين يرسم طيفها بسواد حزن عكر على ورقة العتمة ، في جنابات ليل مغس. ذات برهة حاول أن يكسر رتابة الضيم الذي أضحى كائنا لا محيد له من جسده. وظل عنان المرض فيه على حاله إلى أن نشب اليأس مخالبه في واسع من أحشائه، رفع رأسه وأدنى برجليه من فوق السرير الذي لم يعد...
لم يكن العالم موجودا حينها، كان ما يشبه السديم، أو بين النور والظلام، وفي غير نظام. وكان على الرب أن يخلق شيئا أول الأمر، شيئا يؤنسه، يؤنس وحدته وسط هذا العالم اللامتناهي، أو وسط هذا الفراغ، استوى على العرش وخلق بمشيئته موكادور، موكادور لم يشيدها السلطان محمد بن عبد الله، المؤرخون يكذبون،...
لآن فقط تذكرت كارمن كل تلك الأحداث التي مرت بها قبل عامين، لم تكن قبل الآن تتذكر شيئا مما حدث. الآن فقط تعرف ما حدث. قالت لها المرأة المسنة: – اخلعي ثيابك و ارتدي البلوزة الزرقاء الخفيفة المعلقة أمامك، اخلعي رجاءً كل الثياب دون أن تبقي على شيء، و حرري أيضا شعرك من مقبضه، و الأساور أيضا يجب أن...
يقرأ رواية، تقفز بين سطورها صورٌ حزينة وتفاصيل حميمة من مكان سحيق في رأسه. يعيد قراءة السطور ليعرف لماذا قرّرت السيدة الجميلة (وُو) أن تجلب محظية لزوجها الوسيم السيد (وُو) عندما بلغت الأربعين، لكن الصور والتفاصيل تعاود النطّ فوق الحروف هذه المرة مؤدية حركات بهلوانية. تتأرجح حينًا من فوق العصا...
اصبر يا مؤمن، يا مَنْ تحج لأول مرة، مثل "رفعت". هنا " السّيل الكبير"، أحد أماكن الإحرام، على مشارف سبعين كيلومترا من مَكّة. يَمرُّ به الحجَّاج القادمون من العاصمة، وما تلاها من مُدن على الطريق السريع. في المدخل ساحة خضراء واسعة، وبعد ذلك، في الممر الضيق الطويل، هناك روائح العرق غير المُحتمَلة،...
(...) كانت السيّارات التي تمرّ قريباً منها تبدو لها، حين تُحاذيها، كأنّها تسير بسرعة مفرطة جِدّاً. لذا فقد ابتعدَت أكثر من جهة الشارع واقتربت من صَفّ البيوت الممتدّ إلى يسارها. عرفتْ في قرارة نفسها أنّ سرعة السّيّارات في الشّارع لم تكن شديدة فِعلاً، لكنْ لِمَ كان شعورها عكسَ الواقع؟ قالت في...
أعلى