سرد

مرغماً كنت طرفاً ثالثاً .. في محاولة يائسة , بائسة .. لتهدئة الموقف .. وأنا أتقلب كالمحموم علي فراشي .. والمشاجرة كانت علي أشدها .. بدأت بحوار عفوي , وعادى .. ما لبث أن تطور إلي نقاش حاد .. ثم انقلب بعدها الي معركة شرسة وضارية دارت رحاها بداخلي .. أسفرت عن هروب النوم .. فوقعت أسير الأرق ...
( وشاهد إذا استجليت نفسك ما ترى - بغير مراء - فى المرائى الصقيلة أغـيـرك فيـها لاح أم أنت ناظـر إليـك بـها عنـد انعـكاس الأشعة) سيدى ابن الفارض ( ما الذى يفعل بى وقد تجاذبنى جانبان ) كل شئ فى بدائيته الأولى ، السراخس و الطحلبيات ، وكائنات لم تندثر بعد . لم تكن الذات الجماعية ولم يكن ثمة اتصال...
وكنّا نسرقُ الحبَّ سرقة .. وكنتُ عندها كاللصّ الظريف يدخل إليها من النافذة التي تتركها مفتوحةً قصداً ..وكانت سيّدة الموقف لأنّها قادرةٌ على إنهاء الحبّ بمجرّد أن تومئ لي بأنّ زوجها سيأتي الآن .. وكنت أعرف بأنه لن يأتي ومع ذلك كنت أهرب وألوذ بالفرار .. راضياً بما سرقتُه من جعبتها ! كانت سعيدةً...
في أغلب الاحداث الكبيرة التي مر بها الوطن ، ومنها تظاهرات ساحة التحرير 2011 كان للعربة الخشبية بعجلاتها الثلاث التي تدفع باليد دورها الهام والفاعل في نقل الجرحى والشهداء وهم يتساقطون قرب الجسر.. ذات الجسر الذي شهد انتفاضة شباب اكتوبر. أنذاك كتبت عن العربة نصا حاولت فيه أنسنتها واستنطاقها وهي تصف...
أيقظَتْهُ وهي تلومُه لأنَّه لم يسألْها حتى الآن عن اسمها، كان قد مرَّت شهورٌ منذ وجدها نائمة بجوار صندوق القمامة، اعتدل وبقايا النوم والدهشة يُلوِّنانِ وجهه الطفولي: "إيه!". مسحتْ ضحكتها التي رنَّتْ ما علقَ بوجهها من غضبٍ، ابتسم لعينيها السوداوين اللَّامعتين وقال: "صحيح اسمك إيه؟". ولمسَ خدَّها...
صلاح عبد العزيز - المشاهد كلها.. فصل من نص روائى - كان لى كلب صغير أبيض ٢ إلى أحمد : الحلم الذى كان والحقيقة التى أنكرها .. وإلى أحمد : لعلك العوض المناسب من الله لى . == كان لى كلب صغير أبيض " لا تودع قلبك فى مكان غير السماء ، إذا أودعته عند مخلوق طالته يد العباد وحرقته " التبر / إبراهيم...
اعتذرت لي صاحبة "بانسيون" الحي الاوروبي القريب من قنطرة محطة قطار "الامير عبد القادر". تم حجز كل الغرف منذ الصيف المنصرم... "حياة" هي من نصحتني بالبحث عن غرفة لدى تلك المضيفة: هي سيدة من أصول اوروبية، و متنورة، و لا تعارض ان استضاف ساكن حبيبته او خطيبته، شريطة أن تكون العلاقة جادة، بعيدة عن كل...
في ما يلي ترجمة عربية لهذه القصّة، التي رواها إسرائيل بن جمال بن إبراهيم صدقة الصباحي (يسرائيل بن چمليئيل بن أبراهام تسدكه هصفري، ١٩٣٢-٢٠١٠، من مثقفي الطائفة الحولونية، أصدر توراة مشكّلة ودقيقة لتعليم الأولاد وكذلك كتب صلوات، وكان ناشطًا في الحياة العامّة) بالعبرية على مسامع الأمين (بنياميم)...
كانوا يجلسون مُتكِئين على السّور القديم ، يَقْتَعِدون حِجارةً مُسطّحة كأنّها كراسي واطئة ، ويُغَنّون أغنية جماعية ، حين رأوهم يقتربون منهم وقد أحاطوا بهم ولم يتركوا لهم أية فرصة للاِنسلال٠ توقفوا عن الغناء ، شرب سعيد الإسكافي الكأس التي بيده بسرعة ووَضَعها بجيبه ، أخفى أحمد العَسّاس قِطْعَة...
نسمة من هواء البحر لفحت خدوده الندية في غمرة خياله المسافر. قسمات وجهه تعكس عمق التراكمات من الوجع الصارخ عبر سنوات الاغتراب والعزلة. سئم من المتاهات ودروب الانكسار، فعاد بذاكرته الى تلك السنوات القاتمة التي داهمت خيوط أفكاره المشتتة ، فسال لعاب الغدر عبر أخاديد الحياة البائسة ، فيتدفق في قلبه...
أغدقت على صدرها عطراً فاتناً، ولبست بنطالاً فضفاضاً، وظَفَرَت على رأٍسها زهرة حمراء صغيرة، تجلس على الرخام المكعّب، وهي تدير بين أصابعها صورته حين كان مُراهقاً: حنطيّ البشرة، ذو عينين زرقاوين .. ماضيةً تنظر إليه وهو يرسل شفرة الحلاقة فوق ذقنه الصغير، جَرَح نفسه من جرأة عينيه وهي تختلس النظر...
...هذا ماكان يدور في داخله، الحقيقة او ما يشبهها: يخاف من أن يأكله الذئب. الذئب الذي لا يسكن إلا في ما يتخيله، يحلم به، منذ أن صار يمشي في الشارع، ويحدث فجأة ان يميل إلى أحد الجدران، ويستمر في المشي بجانبها الى ان يصل إلى نقطة النهاية،التي تكون غالبا قضاء حاجة إدارية أو منزلية تخص أسرته...
ظل الهمبول يحاول حماية وجهه من الصخور والحجارة بكافة أحجامها ؛ كان جميع أولاد حي القطانة يرجمونه بعنف وساد الهرج والمرج وانفجرت الدماء من أنفه وفمه وأذنيه وعينيه وفقد وعيه دون أن يتوقف الجميع عن رجمه ؛ بل التأم شمل نسائهم برجالهم واستمر الرجم لساعتين حتى تأكد الجميع من موته. بعدها حملوه ودفنوه...
في ذاك الركن المقابل لشرفتها..كان يقف كل يوم لبعض الوقت..يدخن سيجارته ويمضي..الزمن كان على عين المكان.. يسجل حضوره اليومي في نفس اللحظة التي تخرج فيها الى شرفتها..وكانها كانت على موعد مع وقفته..تلك الوقفة التي تتكرر كل يوم دون ان يتبادلا تحية الصباح او يبادر احدهما بالسؤال ..والشارع لا يزال...
الحاج قدور... شيخ يكاد يفرّ من السبعينات بعد أشهر قليلة، لم يحج بيت الله ولكن لباقة الناس من حوله تستحي من لون شعره ولحيته وتستحي أيضا من خطوط الزمن المحفورة على جبينه، فتناديه بالحاج إعلاء لقدره وتجنبا لكلمات ساخطة لا داعي لها في زمن لا حاجة لأحد فيه بأن يتلقى بعضا من إيمان العجائز ! يعيش الحاج...
أعلى