سرد

Paris 4, La Sorbonne Nouvelle نظر أمامه فبدا له طريقه واضحاً كأنه لم يغب عنه لحظة. قرأ أسماء الشوارع فوجدها كعهده بها قبل نحو ربع قرن لم تتغير. اختلس نظرة إلى الشارع السفلي المنحدر من جهة اليمين فوجده كما كان قبل سنوات ... اللوحة التي تحمل اسمه لم تتغير، والسلّم الخشبي المفضي إليه كما كان،...
عدت في ذلك اليوم متأخرا، وما إن اقتربت من الباب حتى شعرت كأن أحدا داخل الشقة، وبينما أخمن وضعت المفتاح، بدت الحركة التي تأتي من الداخل لشخص داخل شقته، انفتح الباب، ورأيته أمامي بجلبابه الأبيض، واقف أمام المرآة يسوى العمامة على رأسه. ويعدل من وضع العدبة الصغيرة المتدلية منها، والملقاة على كتفته...
قلتَ انكَ تكرهُ الإنتظار و لن تغادر حتى تسمعني أقول لك: (أحبك) تلك العبارة ! كنتُ أردّدها كل يوم، بطرق لم تعرفها النساء قبلي. انهمرت فوق المطرية التي حملتُها لك تحت المطر، علِقتْ بقاع فنجان القهوة الساخن الذي أسكبه لك كل صباح لأزيح ارتعاشك ... عَجنتها مع الخبز الأسمر بحبّات التّمر وخصصتك بالجزء...
بدت خطواته على البلاط قلقة، قدماه تزحفان ببطء، وتردد، وثمة حركات من اليدين، تكشف عن هواجس كامنة. كان يستدير وينظر لامرأته الجالسة على الدكة الرمادية الداكنة، واجمة كانت، وتحدق في فراغ ثقيل. عاد ينظر إلى الضابط الذي كان منكبًا على الأوراق، رآه منهمكا، ويهز ساقيه بعصبية، فيهتز نصفه العلوي من وراء...
في منتصف الليل ، في المنتصف تماماً ، تتلكأ العقارب الصغيرة وتتجاور فيما يشبه الهمس ، الان وقبل ان يشيح بنظره عن الساعة الخشبية المعلقة في وسط الجدار ، في الطرف الاعلى منه ، كان يفكر في شئ ما ، وكانت اصابعه المرتجفة ، تقترب بهدوء ، لتلامس ذقنه ، ووسط هذا البرد القارس , لعله اهتدى الى حل ما...
"1" حين تأتي إلي دربنا .. يطير الخبر .. ينتشر .. فتنشق الأرض .. عن أُناس لا اعرفهم .. قالوا بأنهم أقرباءها .. وبأنهم كانوا يوما أحباؤها .. وبأنهم كانوا جيرانها .. وبأنهم كانوا ... وكانوا ... ولا احد يعرف شأنهم ... وشأنها .....؟ " 2" حين تأتي إلي...
-4- ( أول السفر .. آخر الوداع وما حلَّ بى من محنةٍ فهى مِنـحةٌ وقد سلمتْ ، من حلِّ عقدٍ ، عزيمتى فكل أذىً فى الحب منـكِ إذا بـدَا جعلتُ له شُـكرى مكان شـَكِـيَتى سيدى ابن الفارض فرحتى يا أحمد بين يدى ميتة أحمد .. ضوئى الأول وعيناى التى أبصر بها العالم .. ما كان سهلا أن تموت فرحتى وهى لم تبدأ...
فى الحرب الأخيرة، بدأت المعارك هكذا.. قذف مدفعى مصحوب بغارات جوية طيلة النهار، ثم تحرك العدو فى اتجاه بيوت القرية مع حلول الليل مدججا بالسلاح.. تراجعت القرية خائفة، لكن العدو كان قد أعد للأمر عدته، فهو محاصر لها من كل الجهات.. لم تجد القرية حلا سوى أن تلجأ إلى الغابة تحتمى بها، بعد أن ألقت فى...
سلقي، مطلع ١٩٥٦: عربية سيد كجوك. الطفل ينتزع نفسه انتزاعا من مشهد الوداع الذي افزعه ويجري نحو الدار: " داير بيتنا". قالوا، كانت تلك أولى ما جرى على لسانه من كلمات...ثم نحيب عبد المكرّم وانحدار أدمعه واحتضانه الطفل من فرط تأثره من المشهد الحزين.. في شبعانة، ركبت الحاجّة ستّ النساء بنت علي مكي...
الشمس في كبد السماء، والحر على أشده ، ليس هناك صوت يُسمع سوى ذلك الصخب القاتل القادم من إحدى المنازل التي تتوسط الحي ... قهقهات وزغاريد وتبادل تحايا وتبريكات. وانتِ يا "سليمة" ترتمين على سريرك المتهالك ومعالم الحزن جلية على وجهك . لا تعرفين شيئا غير الصمت ، انه اللغة الوحيدة القادرة على التعبير...
اتكأت علي الجدار .. الذي يحمل الخص .. تمسك طرف ثوبها " العنابي" .. نظرت لحماتها .. التي تجلس أمام التنور .." قلبت الخبز".. تفرك العجوز عينيها .. وهي تنفخ في فتحة الفرن الصغيرة .. يتصاعد الدخان الأسود .. ترد عليها .. وهي تدفع بقبضة من " الوقيد " داخل الفرن .." هاتي ّ وقيّد .. وغسلي العجّان "...
-3- يا عبد ميعاد ما بينك وبين أهل الدنيا أن تزول الدنيا فترى أين أنت وأين .. أهل الدنيا . مخاطبة (20 ) النفرى ( حقيقى أن يقوم الموتى عندما نهمس بسر الحياة، وحقيقى أيضاً أن أنظر وأحدق فإذا بى بينكم كأروع ما يكون الإنسان) لم يكن الضوء بعيداً لكنما يخيل لى أنه آت من الفضاء...
الشوارع تموج بالمتظاهرين، كانت هذه لازمة إيقاعية في شوارع الضفة الغربية للأردن قبل عام ١٩٦٧، فالناس دائماً متحفزون وعلى حافة التمرد، كان يكفي أن تطلق الأحزاب أبواقها، حتى تفيض الشوارع بالناس وتضج بالهتافات. كنت أجاهد لحشر قامتي الصغيرة في زحام الأجساد مدافعاً بأقدامي الصغيرة، التي تقف في مكان...
1- الإبداع و المدينة نفض الغبار عن الإرث الثقافي الحي لمدينة الدشيرة الجهادية، التي تواصل مقاومة ريع الثقافة بكل أنواعه. سيكون البدء، بالكتابة عن أحد أبناء المدينة الكاتب والقاص حسن العيساوي، من خلال النبش والحفر في تربة قيمة ودلالات مجموعته القصصية اليتيمة (دود الملح)، رغم أنه حدثني رحمه الله،...
سرت في جسده قشعريرة هادئة ورعشة ، خالها تيار من الكهرباء ، مر على عجل ، التفت الى وجهها ، وابصر في شفتيها ، قطرة من ندى ، اقترب اكثر ، وهي تمعن في صمتها ، اصابعها الناحله ، تتسلل خلسه الى خصلات شعره الناعم تمسد لحظة هاربة ، وتغوص بحنان في فروة راسه , فيما هو يعيد ترتيب أنفاسه المتلاحقة , ويقبل...
أعلى