سرد

إحدى الليالي التموزية الساحرة في بغداد, كان خلف الموظف الجديد في تشريفات القصر, وحده في جناح مكتب الرئيس, فالساعة الحادية عشر ليلا, غادر اغلب الموظفين المكان بعد عشاء دسم, كانت اعز أمنياته تلك الليلة أن يرى كرسي الرئيس, استغل مغادرة الكل فدخل غرفة مكتب الرئيس وأغلق الباب, كان مكتب الرئيس...
كانت تنظر إليه في كل لحظة يمر من أمامها ولا تمل وتتمنى أن تذهب معه في رحلة ولو قصيرة وتحكي له عن صلابتها وعن توازنها بعدما تجملت بأجمل الألوان ونسجت لنفسها ثوب أرابيسك متشابك التجارب وتسلحت بأرجل كثيرة لتستطيع العدو معه ولكنه لم يتوقف برهة لسماع حكاويها . فلديها كثيرا من قصص العاشقين الذين جلسوا...
بعدما رافقته عمرا شعرت أخيرا بالخدعة فقررت التمرد و تجردت من أدواتها وتأملت في الوجوه في استغراب شديد . ماهذه الملامح ؟ إنني قطعا أحلم إستيقظي فالجو بارد والغيوم تملأ الفراغ . لماذا يسيرون على رؤسهم ؟ هل نسيت أن اصطحب عيوني ؟ أم أن هناك خدعة . من الأفضل ألا يروني لا أحتاج التخفى فالكل مشغول ...
كنتُ متأملة وقت حضوره بدلق قطرات من الماء تحت باب المنزل، أردتُ لفته لوقوفي وانتظاري، وكما حلمتُ به جاء في أوانه، فسمعتُ أنين سيارته وهو يركنها مشعلا حنيني وانفجار صبري، فتحتُ الباب ونظرتُ إليه من زاويته، كان واقفاً ليُصلح ملابسه وغترته، وكنتُ أُحرك الباب بصوت واضح، فتح باب سيارته الخلفي دون...
(1) حين أوشكت الشمس أن تدلق ضوء النهار في عتمة غرفته كان يجلس في فراشه مغضن الوجه بآثار النعاس ، يغالب ثقل جفنيه ، ونظره عالق فوق زجاج النافذة المقابلة له ، يحاول أن يستبين على الضوء الحيي رذاذ الندى العالق فوق زجاج النافذة ، وكلما تمطى في عينيه النعاس رفع رأسه يمعن النظر ويأنس انشراحا يعبر...
فتاةٌ عطشى، تنظرُ إلى كأسٍ مكسورةٍ، تريد أن تشرب الحثالة، يداها ترتعشان لا تستطيع، تخشى الكأس المكسورة، تخشى الظمأ الأبدي، تخاف نزف المشاعر المحبوسة، تحلم أن تحظى بفاتن، يمزّق أحشاءها شوقٌ دائم للزغاريد، تهفو نفسُها ليل نهار إلى أنوار ملونة، ورقص وقُبَل مباركة لها، غشيتها كآبة، جفلتْ من جيش...
كُنَّا نلعب بالكرة، حين أقبلت زوجة أبيه في عجلة مِن أمرها. أمسكتْ ذراعه بشدَّة، وشتمته قائلة: - ألم أنهك عن اللعب مع هؤلاء؟!. ثم دفعته أمامها، وقد دمعت عيناه حرجا. لم أحاول ولا أيُّ مِنّ الأصدقاء، التحدُّث معه بشأن ما جرى. كنَّا نودُّه كثيرا، ونأنس بصحبته، عدا عن كونه يتيم الأم، نخشى على...
الأفق يمتد امامه يسحب كما يسحب الشراع – المتخم بالهواء – الأجساد التي ترتمي على مركب عتيق يتبع المدى بعينيه باحثا عن شئ وسط الزرقة .. لاشئ تسائل هل يمكنه رسم اللاشئ ؟ مط شفتيه ثم تثائب ، حاول رسم اللاشئ… الأزرق مزج الألوان التي تعلم .. لاحقا .. كيفية تدرج الأنسياب اللوني كتعبير عن مأسملهوية...
في جزيرة تقع في قلب محيط مخيف حيث يتقاطع خط الاستواء مع خط الزمن الصفري نشاء بين اشجار الباباي وشتلات الموز وصح بدنه بالركض علي رمال جزيرته الذهبية مع بنات وفتيان عمره. اخبره جده بأنه اختار هذه الجزيرة للعيش فيها لبركتها وغزارة اسماكها وهربا من تجار الرقيق الذين كانو يجوبون السواحل ويبعثون ضعاف...
اهتزت القلعة واخرجت اثقالها، صفوف طويلة تبحث عن خيمة خارج سور القلعة، حشود من البشر، يرشح الحزن من جسدها، وبيتها يتثاءب من تعب الوحدة ، تزحفوا محمولة على عكاز هموم الحياة حتى اقتربت من برزخ الهموم الذى يفصل بينها وبين المتنحنح على الكرسى. ومن بين الجموع المحتشدة تقدمت أمراة عجوزة نحو المنصة...
إلتقطت قطرات الندي في صباح باكر و ضباب يحوم حول المكان ؛ لا مجال للرؤية … حذف كل شئ عن خريطة المكان؛ لم يعد للبناية شكل ولا للاشجار ملامح ولا حتي اثر لموطء قدم. من بعيد رايت خيال خطواته مثل خطوات البطريق يتحرك يمينا ويتحرك شمالا.. حبست ضحكتي و صرخت بصوت حازم من هناك ؛ سمعت تهتاهات صوته لكن لم...
صوتٌ يصرخ من داخلي، سمعته مرات عديدة كأنه يحتويني يحاصرني يضرب طوقا من الاسلاك الشائكة حول قلبي اليافع. لم أعد اسمع غير صوته يناديني اينما أصوب نظراتي، وملامحه تطاردني تدور في راسي تشبعه انينا. كنت اشعر بغموض انه قريب ويراني رغم بُعد المسافات. ابحرت في الخيال ودفنت راسي بين صفحات الكتاب ابحث عن...
حقيبة أقلام ملونة، تلك كانت هدية أبي الأولى عندما عاد من السفر من القطر الليبي الشقيق . كنت بسن ست سنوات تقريبا . أجلسني بجانبه واعطاني قرطاس السكر وقال لي: ارسمي عليه ما شئت ، بينما راح يصب الشاي لجدتي. لم أشأ أن أفتح علبة الأقلام الملونة خوفا من أن يفتكها مني ابن عمي المدلل الذي لا يُردّ له...
لم يعرف حتى تلك اللحظة التي كان يتحدث فيها مع ابيه، كيف رسخ في ذهنه أن العصا قد خرجت من الجنة؟؟ قال في نفسه، هذه فرصة لا تعوض، لماذا لا اناقش الأمر مع ابي لعله يفيدني أو يبدد شكوكي وحيرتي. قال الاب، انا كذالك، قد سمعت هذه العبارة حين كنت صغيرا ولازمتني حتى كبرت، ولم اسأل في يوم من الأيام عن...
ملك بلا مملكة - قصة قصيرة King without kingdom - Short story أمل الكردفاني حشر زينار خرقة داخل خشبة ثم صعد إلى سقف كوخه ونصبها ثم صاح: - إنني أعلن نفسي ملكاً عليكم أيها التعساء في هذه القرية الفقيرة... لم تكن هناك أسوار بين الأكواخ ومع ذلك فلا أحد اكترث له إلا زوجته التي صاحت من أسفل: - أنزل...
أعلى