سرد

ابتسمت له وهي تغلق الدار .. تسمر في مكانه .. جلس يفكر .. حدثته نفسه بأشياء كثيرة .. أدار بينه وبين نفسه حواراً طويلاً جداً .. عرض رأيه , والرأي الآخر .. افترض أشياء .. ثم اعترض عليها.. وافق .. رفض.. ثم علل , وحلل .. ما رأى .. وما مرَّ .. وما حدث منذ قليَل .. ولما احتدم الجدل بينه وبين نفسه ...
قبل كل شيء: لا يوجد حزن في هذه القصة.. وكل المسألة أنني قررت أن أجذب المكتئبين اكتئابا مزمنا لقراءة هذه القصة ، وكذلك الذين كلما رأيت وجوههم أحسست أنهم يسحقون بأضراسهم كتل الملح ولديهم صداع نصفي.. أو إمساك ناتج عن سوء هضم الواقع. والغرض من جذب هؤلاء غرض إنساني نبيل جدا وذلك حتى يفهموا الحكمة من...
يأتي اللّيل، كلّ ليلة، حاملا حزمة من حطب الوهم يلقي بها في مدفأة بركن من النّفس ليدفئ عري روحي، يسند ظلّه الأهيف إلى شجر الحديقة المنزليّة، ويدخل عليّ فيجدني، كما تركني البارحة، غيمة لم يكتمل نضجها باغتتها ريح جفول فانسكبت حيث لا تدري، وضيّعت شكل الغيم إلى الأبد. يرمّم اللّيل شكلي، يُكَنِّس...
في نهاية النهار، وبعيد آذان المغرب، قبلما تظلم السماء إلا من نجومها وقمرها؛ استعدت الأمهات للرحيل، وجهزت كل منهن أطفالها، أخيرا بعد عناء مع الأشقياء منهم والباكين، والمتسللين تحت الأسرة وفي الشرفة، المتشبثين بالبقاء؛ وقف الجميع استعدادا لمغادرة البيت، قبَّل كلٌ منهم، الكبير والصغير، الأب والأم...
منذ جاء الي المدينة البعيدة .. ينشد العلم في الجامعة - فتنسيقه لم يسمح له بغيرها - بحث عن سكن .. سمسار المدينة جاء به الي هنا .. حيث غرفة نومها .. تطل علي غرفة نومه ـ اكتشف ذلك بعد فترة من الزمن ـ فهو قروي المنشأ , ولا يتدخل فيما لا يعنيه.. ولا يشغل نفسه الا بما جاء من اجله.. العلم ثم الشهادة...
و الدكتور فهد يتحدّث كانت ثمة ابتسامة تورق بين شفتي الأسدي، و على ضوء القمر الذي كان يضحك من عليائه في السماء، رأيت عينيه و هما تشعّان بفرح رحْبٍ، فرح طفل و هو يأخذ صدر أمه بمطلق فمه كأنّه قادم للتوّ من بلاد الجوع كما يقولون، ثمّ وهو يعابث لحيته الباذخة البياض براحة يمناه، ثمّ يقول: - و بعد يا...
كنت أخجل من نفسى وأنا أراه يدخل حجرتى ليلاً ليطمئن علىّ.. يرتب كتبى وأوراقى على المكتب، ويفرد ثنايا الورق ويغلق القلم بـ«اللبيسة» فأخبئ رأسى فى الغطاء خجلاً منه. لم أدر إلا وأنا أضع يدى على جرس الباب رغم أن معى المفتاح، فربما يفتح لى الباب بنفسه، ويكون أول وجه أراه يوم العيد، فأنا أعلم أنه لا...
أنا تفّاحة آدم، أعلن بعد تردد قاهر أنني في عين عاصفة الصدمة المدمرة، والرياح تتلاعب بالجهات الأربعة، أتابع بغبن وعن كثب احتضار الضمير وشنق الزمن على منصة اليأس، حرب الاستنزاف ماكرة تقتات من طاقتك وأنت تقفز على صهوة الكذب، تعدو وراء وهم فتوحات ما عادت تصنع الفردوس ولا العشق الأبدي، فقط حكايات...
اجتمعت العائلة كلها. جاءوا من قراهم وبلدانهم ومقابرهم. اختاروا حجرتي مكانًا لجلسة الصلح بيني وبين المرحوم جدي، قالوا إنني لم أحمل من صفاته غير الاسم، ودون ذلك لا أشبهه في شيء. ضايقني أنهم اختاروا حجرتي رغم ضيقها وسوء حالها، لكنهم غمروها بأضواء قوية، فبدوا في ملابسهم البيضاء ناصعين حتى لم...
…وقبل هذه المرة بشهر تقريبًا، سقط في بالوعة أخرى لكن الله سلم ، حملناه إلى بيته وهو يرتجف ؛ من أثر الخوف والخضة. وحتى يكتمل حظه ويثبُت وبالدليل (إن الغلبان لا يشبع أبدًا من الغلب) مات عم رزق صباح اليوم ، عندما كُنت فوق سطح بيتنا – المواجه لبيته -أجهز له طلبه! لمحته وهو يحمل فوق كتفه الأسياخ...
مدخل: "لن يذوق طعم الحياة من لم يتنفس هواء الجبال.. هنا فوق القمم العارية، يقترب من الآلهة، يتحرر من البدن، ويصبح بمقدوره أن يمد يده، ويقطف البدر أو يجني النجوم.". إبراهيم الكوني –المجوس ج1 يتقدم الربيع متثائباً، تتنسم أعشابه رائحة الرطوبة، وتتثنى خجلى بين الصخور تتطاول بعض أعناق الأقحوان،...
تقول جدتي: .. ولما أصبح القمر بدراً، واكتمل في كبد السماء، أصاب الهلع قلب الصبية. مارت، فأجهضت غيومها، وحاضت الأرض سيولا. فخرّت راكعة عندما رأت أميرها وقد عراه ضوء القمر، فعرفت فيه قزم القبيلة القميء الذي هربت منه أجهضت الأمهات لرؤيته عندها سقطت ميتة!! منذ وطئت حوافر البشر أرض الجنوب وكنست...
بدأت القصة عام 1963، عندما عثر علماء الآثار داخل قلعة (مسعدة)، الواقعة على الساحل الغربي للبحر الميت، على مخازن تحتوي على كميات من نوى البلح القديمة تركها اليهود المنتحرون فوق حصون القلعة، تأكيدا منهم على أنهم لم ينتحروا جوعاً، وانما لتسجيل موقف تاريخي أثناء حصار تلك القلعة من قبل الرومان قبل...
مايا لم يرها أحد وجها لوجه كانت تظهر في الأفق ترتدي ملابس الباليه.. تطير كفراشة بدون أجنجة تقفز من ناطحات السحب .. تتشقلب في الهواء... جسدها لدن ومرن والناس يشاهدونها من بعيد يراقبونها بإعجاب.. يتمنى الشباب أن تحبه لكن مايا تعيش عابرة بقفزاتها البهلوانية فوق الأبراج العالية وناطحات السحاب وأعمدة...
غادر مْسعود منزله، في الحي الخلفي وسار، بوجهه المتجهّم والصارم، إلى مقهاه. لطالما أدهشه عدد الطرق التي ضرب في مسالكها في سنوات عمره، المشارفة على الستين. سلَك منها الكثير في هذه الحياة بنت القـ... الكْلبة، كما ينعتها كلما أتى أحد محادثيه، على قلتهم، على ذكرها. ضرَب، في الليل والنهار وفي ما...
أعلى