سلا..
وأي سلا في حدائق صمتك
مذ غاب في دفتيك المساء
وما عادت اللحظات الجميلة
آسرة في الحضور
هل تراك استفقت من البوح
أم خانت الاحرف رب المعاني
المساء الذي تمنحين
كسته عباءة شمسك
والكأس حيرى
ماعاد من نشوة
نبتغيها
مذ غاب
عن ضفتيك النديم
يرتل آي الرحيل
غدى الناي
معزوفة العابرين
ووجد المقيمين...
مفتاحُ صندوقي القديمِ
فقدتهُ في النهرِ مراتٍ أراهُ متى
يكونُ النهرُ ميْتًا هادئًا
لكنه في القاعِ يلمعُ باردًا
والنهرُ صافٍ في الظهيرةِ دائمًا
أو هكذا سيكونُ
صندوقي كبيرٌ فجأةً يبدو
أمامي في خضمِّ الموجِ يقذفهُ كما
السفنُ التي غرقتُ وطوَّاها الزمنْ
في مرةٍ أيامَ كنتُ كطائرِ الدوريِّ
شاهدتُ...
كانت الأمواج مشغولةً بنفسها
على طرق المحيط.
لم تكن ذاكرتي تتحدث
كان كلّ شيء فيها هادئاً
غير أن مياهها كانت عكرة
لم أستطع أن أرى عبرها.
لم تحرك الأمواج شيئاً
على سطحها الراكد.
توالت شاشةُ بياضٍ أمام عينيّ
لثعبان ماءٍ نافر من نفسه
يخلع جلده الأزرق
على الطرقات البحرية
ويرتدي جلداً أبيض.
أيها...
أخرجتني إلى الهامش
وسيَّجتِ بغلاظ طوال
متنك
فأنا الآن
في غابة القيل والقال
تنهشني أنياب العنعنة
لا سند لي أشكو له
فعلتك
سوى "لو" و "لولا"
و "يا ليتني لم و لم"
آه أيتها النخلة الكريمة
في هذه الدوامة
أحتاج عراجين صبر
كي أتغلب على ثقل الصخر
فوق الظهر...
عزيز فهمي/كندا
إني إن شئت غويت الموجة
ودفعت الماء إلى أن يجعل كل أصابعه
لُعبا للريح
ويأخذ نصف الحسرات كمهر
لعروسته الشتوية
قلنا
سوف نريح رواحلنا
نادينا الحبر فأصغى
هيأنا لسلاسله النجم الثاقب
والوعل الدمث الموثوق
فلم يأتِ
وآنئذٍ
مال بنا الوقت
علكنا شقصا من سأم العمْرِ
مشينا منبهرين إلى الحجر الأول
ونصَبْنا...
ولا تُطِلْ نظرًا إليَّ
أنا القديمُ ولا أفكرُ والقريبُ
ولا أنامُ أتيتُ منكَ ولم تكنْ يومًا بريئًا
مِتَّ فيَّ ولستُ أدري كم بلغنا الآن
من عمرٍ وكذبنا معًا وعدًا صحيحًا
والجريءُ أنا كرائحةِ النبيذِ وصادقٌ
كفراشةٍ حمراءَ أفشيتُ الوداعَ وخنتُ
أوراقي بأنْ أبقيتها والنارُ كانت تنتظرْ
إذ جئتُ من...
واقفاً تحت سماءٍ جديدة
على أجفانك يتزاحم سرب حمام
وعلى مرايا عينيك
يتعثّرُ الضوء بخجل
والكون نزع الملاءة
واستلقى عارياً تحت الشمس
التماثيل العارية في ميادين روما
مغضية بخجل
لتتيح لك برهة للتأمل
او التقاط صورة
قبل أن تفتح عينيها على وسعهما
ضاحكة من سذاجتك
خادمة الفندق تكافؤك بابتسامة
لاحتكاكك...
لن أستريحَ.. فبعدَ هذي الحربِ
سوفَ يقودُني حَدْسُ الجَفاءِ
لأوَّلِ الأشجارِ أو لحديقةِ النسيانِ كالمنفيِّ
قد تغفو يدايَ على تماثيلٍ
تخلِّدُ رغبةً سريَّةً بتخلُّصِّ الإنسانِ
من جدليَّةِ الخسرانِ والماضي
وقد يمشي صدايَ على خطى امرأةٍ
فتبسمُ لي لكي لا يختفي
قمرُ النحيبِ من السماءِ
فيَحتَفي مطرٌ...
شيءٌ بعيدٌ ربما الشيءُ
الذي فكرتُ فيهِ من البدايةِ لستُ
أعرفُ ما يكونُ وليس في وسعي
التخلي عنه ذاك الشيءُ جوهرُ
رغبتي في أن أظلَّ مهيأً لمغامراتي
والهوى وتطلعاتي والحياةِ تأملاتي
والكتابةِ عن ظروفِ الحربِ والفوضى
وما فعلت نساءُ الحيِّ حين اجتاحَ نصفُ
الجندِ شرقَ مدينتي وقفلتُ نافذتي قليلًا...
اِقترب الضوء من البجع الأصهبِ
كنت سعيدا
أحكي الأنهار بأسورة الظنِّ
وأما الشمس فكانت تقتات
على الجسر
وتأخذ في الحسبان قوارير معلقة
في الطرقات
وأركض
وجهي نافذةٌ
والشاطئ تاريخٌ لمجوس الشرق
عليَّ فقط أن أهب الريح شجون الريفِ
وأن أنشر فوق معاصمها بيداءَ
تزيد عن القيلولة ورعا
وتحيي القيظ بذئبٍ يرتع...
-١-
مستعجلاً
مثل كلّ شيء
دون أن أفكّرَ إلى أين أمضي
أركضُ مواكباً عقرب الساعة
أو ربما أدور معه
مثبتاً به
أو معلقاً عليه
دون أن أعي،
أسمع التكتكة والرنين في حدقة عينيّ،
داخل أذنيّ وفي عقلي.
-٢-
عوضاً عن القدمين
ربما سيولد إنسان بعجلتين،
تتزحلقان على إسفلت الزمن
أو على جليده.
سيتحول الوجه إلى...