تحت زوايا الشفاه التي لم تبتسم قط
ثمة مُدن صغيرة
لن تدخلها إلا إذا كانت
دمائك مختومة باليُتم
أنا دخلت بها كثيرا
ورأيت منها ما يكفي
لكي أشعر أنني يتيم حقيقي...
رأيت في البوابة الأولى من المدينة
امرأة تمسك في يدها
خارطة الزمن
وتمسك في يدها
الأخرى طفلها.
وسمعت الطفل يقول لها
أتركِ الخارطة يا أمي...
مؤمن انا
بالموسيقى
هناك ما يكفي من الألم
لاطعامها ليلنا
وما يكفي من الوسائد الباردة
لتسهر
اقول دائماً ، وانا اجمع الصراصير من الثقوب الضخمة للذاكرة
ان المُخيلة
حمام عمومي
تستخدمه الملائكة التي انهت ورديتها ليلاً
وأن الروح
مُسمى احمق ، للنزف الذي لا يبوح بشق
كم باردة هذه الغُرفة
حين تختبئ تحت...
أفكر في أن أكنس ذاكرتي
للمرة الألف
من ظلال مهترئة
فقدَت عيونها
فاستعارَت عيونَ الشَّمس
أفكرُ جدّيا في القبلة الأخيرة
كم شخصا ممن نحبهم
سننحني بثقل اللحظات الراسخة
فوق أجبنتهم الباردة
ندعي السماح
ندعي الأمل
ندعي كل شيء
إلا الألم...
صادقّ يستشري
في أرواح
تلبس الوهم من جديد
الحب ابن الموت
لذلك...
كان الوقت لديَّ غزالا
وثوانيه الممشوقة تسمو لصفات الأرنب
ذي الطول الوثنيِّ
وذي العرض الضارب في الإبهار،
سلالات المطر اشتغلت أمدا
بمفاجأة العشب
أحلَّت فاشيةَ الأرض لمن قال
بغائية البعد الخامس...
إن صهيل الموج بمفرده عسكر في أوردتي
أعطاني مخمله القدسيَّ ومد على كتفيّ
رداء شريعته
كان القصد هو...
يحسبونني بعيدا عنهم
سيسكنني الموت
فماتوا قبلي وقلوبهم
يملؤها ملح الحقد.
تجردي منهم تجردي
كي لا يملأ أحلامك السواد
فقد كان فيك خرير الماء يغني
أنشودة الإخاء.
لم أنت كما أنت مذ جئتك؟
لا تتغيرين ، لا تتبدلين،
ألا مرآة لديك؟
كيف ترين وجهك وقد
عنك ضباب الهمازين
المشائين بنميم أخفاه؟
وفيك بماء...
ورثت الحب عن شيخي
أنا شيخي
فشيخي وارث الأنوار قدسية
سماوية
وكان المنبر المزروع في قلبي من الصغر
به ترنيمة الشيخ
قد اخضرت
به الأنوار صوفية
ونبض الشيخ مرآة به الأقدار تسيبح وترنيم سماوي
بريق الشيخ يرسمني
تسيل الذات كالنقطة بمحور قلبه شيخي
يباركها بترتيل ويغسلها بخلوته
ويرسلها إلى القدوس أغنية...
سقطتُ كثمرة تفاحٍ..
تحتضن العشب بلا غصنِ..
أتلمس درباً في نفسي..
والرمل الصامت يلمسني..
يهمس أنا منك فلا تخشى..
تبتسم الأرض تطمأنني..
بغطاء ٍ أخضر ينسدل..
على كتف الحجر فيدفئني..
يتدفق مع نهرٍ يجري..
في الروح فيغسل لي حزني..
يشكو من ظلم الإنسان ِ..
في حضرة نايٍ يعزفني..
قلباً يتمايل بسكونٍ..
مع...
كان الطريق إلى عينيكَ متسِقا..
ماذا تغير حتى ضاق و اختنقا؟
أمسى الفؤاد بلا خلٍّ و آن له
ألا يمدَّ لذاك الحبِّ خيط لقا..
حاولتُ بضع سنينٍ أن أطاوعه
فما نسبتُ لغير القلب ما نطقا..
و كم كذبتُ على نفسي لأقنعها
أنَّ الحبيب بداعي الحب قد سرقا..
و كان يعبث بالأضواء آونةً
و في الظلام يعيش الهم والنزقا...
سمواتي مليئة بالاحلام
فقط ابتسمي بسعادة ولو في حلم يقظة
اتعذب في قفص الذكريات
رجفة تلو رجفة تهز جوارحي
تظلين هاجسي رغم محاولات الهروب
ترفض الريح المغادرة
تطرق نوافذ البيت
بعد ان ابتلعت البرد والمطر
ظلت تعطس
ولم تجفف اجنحتها التي تغطي الشمس ايضا
الصيف قادم ليطيل عمر النهارات
ستهاجر الطيور...
انني
اتساقط ببطء
باجزاء
بشذرات زرقاء وصفراء ، واخرى لونها اقرب للصمت
واشعر بفداحة
الحُزن
على مُدن لم تطأها ارجلي
ونوستلوجيا حمقاء
نحو حمالة صدر ، لم تفك مشبكها الذاكرة
الأمر
أننا
أنكِ/ بطريقة ذكية
افتعلت المسافة الناعمة للموت
و رصدتِ في زحمة انشغالي بإحصاء الندبات في القصائد المتورمة
تلك التي...