سرد

جلست يوما من أيام إيقافي عن العمل سنة 1991 - 1992 في مقهى البلفدير بالعاصمة وجلس إليّ كهل أشقر أنيق رشيق. خاطبني بلهجة بدت لي لبنانية أو سورية يريد أن أسمح له بالجلوس إلى طاولتي متعللا باكتظاظ المقهى. أذنت له بالجلوس ومضى يسألني أسئلة شتى. قال : ماذا تشتغل؟ قلت: أستاذ لغة عربية. كم راتبك؟ لم يكن...
تقع شقة جمال صقر في عمارة بعيدة خارج الكتلة السكنية.. الهدوء صار محببا له.. وربما العزلة.. يجلس في "بلكونها" كل عصر ..يحتسي فنجان القهوة.. ويدخن السجائر .. ورغم الزراعات التي تحيطه..وتريح عينيه.. إلا إنه يتحسر على تلك الأراضي الزراعية الخصبة التي ادخلتها الحكومة للحيز العمراني.. وسمحت...
الولد الشاحب، مطفأ العينين، المخدر دائما بأحلامه المحرمة، كان يجلس بالمقعد الأخير بغرفة الدراسة، مشتتا، وشبه غائب عن الوعي، كفيلسوف للغرائز المحتقرة. كان وجهه يضيء مرة واحدة في اليوم، فقط، عند حضور مدرسة اللغة الإنجليزية، تلمع عيناه بالفرح المفاجئ، والانتعاش المخالف لطبيعته. إنه يجلس وحيدا بعدما...
ــ أنا جائع يا أبي أريد طعاماً .. ــ ............... بحث الأب السبعيني المريض في جيوبه التي أرهقها الغلاء, فلم يجد شيئاً غير ثمن الدواء, فالمرض المزمن أضعف قوته, وجعله لا يقوى على العمل مما جعله يشعر بأنه أصبح عالة وعبئاً ثقيلاً على الحياة, فالدواء الذي يتعاطاه باهظ الثمن وغالٍ جداً فضلاً على...
(الخطبة الاولى لحي سليطة حذار :اصغوا اليّ جيدا انا حي سليطة الاقرب لمركز اللواء وانا المتارجح بين المدينة والريف والمحتفظ ببقايا الثورات والشاهد على خرائط التعذيب والامال الكاذبة وزرق ابر التخدير...طلابي في المتوسطة تتفوق علما على الشهادات الجامعية القادمة انا لا اصدق ان يسيل دم على ترابي لاجل...
ابتدأت القصة ضحك بلعب. سألتني ابنتي رماح ونحن نقترب من عيادة الطبيب: - هل أنت واثق من أنني سأطول؟ - بالطبع ستطولين، أنت ما زلت في الرابعة عشرة. أنا واثق من انك سوف تطولين، قرأت عن هذا في كتاب طبي، الإنسان يطول طوال أيام حياته لكن بتباطؤ يقل تدريجيا حتى يتوقف أو يكاد في مرحلة متقدمة من العمر. ثم...
كانت الإلهة الكبرى تتأمل الكون عبر نافذتها الفضية حينما سمعت همسًا خلفها : إلهتي المبجلة، على طرف لساني كلمات تأبى إلّا أن ألقيها أمامك، هل تسمحين؟. التفتتْ نحوه قائلة : - تكلمْ أيها النبي، أراك قلقًا!. سألها وعيناه متقدتانِ من الوجدِ : - لماذا يا مولاتي حينما أراكِ، يولد في داخلي إحساس عميق من...
غدا ، عند الفجر، عندما تأتي ساعة انغمار الحقول بالضياء ، سأذهب نحوك ، هي تعرف ومتأكدة أنه ينتظرها هناك ستذهب عبر الغابات والجبال ، ستذهب نحوه وقد تسمرت عيناها على أهدافها ، لن تر شيئا غيرذلك ، لن تسمع أي صوت ، لن تنظر إلى ذهب المساء الذي يتناثر من السماء، ولن تهتم للسراب الذي ينتشر لامعا في...
صاروخ الصين تائه، يدور حول كوكب الأرض كل تسعين دقيقة ولا يعرف أين سيسقط ولا الأضرار التي سيتسبب في حدوثها، العالم بكل الوسائط المتاحة مشغول بصاروخ الصين التائه، تغيير الأقنعة مطلوب، الكثير يحبون ممارسة لعبة الكراسي الموسيقية، إثبات الذات عمل يمارسه الأفراد وأحيانا الدول، الرغبة في صنع جناحين ثم...
نأيتُ على كرسي بصالةِ الانتظار ..تبخرت من واقعي وفقدتُ الإبصار ..عجائز تَجلسُ، وتلكَ الشابة السمراء ووجهها المكتئب؛ ألهم خيالي بالقصص، التي افترضتها كواقع، كأنّها حدثتني بما لَم ينطق بهِ لسانها، بل وشت من قلبها المُوَشّى بالهموم. الجدرانُ البيضاءُ توشحت بالسواد، كأنني أُصبتُ بعمى الألوان. سرحت...
سنوات عجاف قادمة على القوم وأنا في سجني استعد ليومي انتظر منام الملك كي أفتي في الحلم خالد علي سليفاني واستقيظ الملك ذات يوم من غفوته على دوي هائل ادرك ان بركان غضب قد انفجر ولا بد له من اجتيازه ، تلفت في كل الاتجاهات مناديا علي لكني لدهشتي لم احفل له كثيرا ولم اهتم بأن آتي اليه أو امثل بين...
كان الازدحام كبيرا ، مئات من المتابعين حضروا اليوم على دعوة منتدى الادب لحضور محاضرة عن مساعدة الازواج لزوجاتهم الكاتبات . بدا مدير الجلسة بحديث موجز عن ضرورة التعاون بين الزوجين في مجال الادب وكل انواع الفنون الاخرى وانه من المعروف ان اعلب الزوجات يقفن بجانب ازواجهن مساندات لهم في...
كمن تحركه رياح الزوابع، دُفع للسفر دفعا، جاءه التيار من ثلاثة جوانب، هُمْ، وهُوَ، وهيَّ... وأشياء أخرى، فَهُمْ، يبحثون فيه عن عنوان لإدارة عجلة من عجلات دواليب الصمود، وهو حبٌ وأملٌ ورضا، وهيَّ سيدة قلبه التي تعودت جوارجه أن لا تعصي لها قولا، ولا ترد لها رؤيا، حمل حقيبته الكبيرة وإلتقف يد إبنه...
نقل الينا رجل من كبار علماء الحفريات في بلبوسيا ان ربة الحنطة كاانت قد استشاطت غضبا ذات يوم لاجل افعال اهل بلبوسيا القذرة ولان الكراهية العمياء كذلك كانت قد تفشت بينهم وتلك اعظم امراض النفوس حسبما نعلم وعندما ايقنت ربة الحنطة ان ليس ثمة سبيل لصلاح اهل بلبوسيا اتصلت باله المطر فمنع الغيث عنهم...
الضوءُ كيقينٍ واهِن تحت أضواء المهرجان ومن قلب الضجيج في الملاهي، يشاهد صغارًا يتراكضون ،يتنادون بأسمائهم وأصواتهم الغضة ، كبار يحملون، بحبّ، معاطفَ وأحذيةَ صغارهم..، يتجوّل ذاهلًا عما حوله ،رفع نظره إلى السماء، فشاهد ضوءًا لامعًا، بدا صغيرًا ربما لأنه بعيد، تلمّس الأمر باهتمام واهن ، ربما...
أعلى