سرد

كان ماء البحر يدفئ قدميه، ساقاه المبتلتان لمعتا حين انعكس ضوء الصحو عليهما. الأرض رائعة هذا اليوم.. رائعة حقاً، والرمال الذهبية على ضفاف الساحل تخلق امتزاجاً هادئاً مع زرقة الماء وبُيضة المد الملحي. لقد هجروا هذا الساحل في بداية الحرب ثم نسوه تماماً بعد نهايتها، أما هو، فلم ينسه، لأن هنا كان حبه...
لا أظنّ أني أخطأت يومَها بانكشافي عليه، وما شعرْتُ حينَها برعدة الخجل، وإن كانت قرْصَةُ البرد هي التي جعلتني أنكمش على ذاتي. وها أنا الآن، وبكامل قوايَ العقلية، لا أرى بأني اقترفتُ ذنباً أو آتيتُ عيباً بعد مرور أشهر على تلك الحادثة، وما الذي يدعوني للخجل ؟ وقد تعرّيت أمامه كما تعرّى أمامي،...
لا أحد يعلم كيف تنجب هذه المرأة الجميلة، مرة أنجبت بقرة ، ومرة أنجبت كلبا، طفلها الثالث كان ثعلبا، اما الرابع فكان ذئبا. وعند الذئب توقفت عن الذهاب الى الغابة لتحتطب فتوقف انجابها، راجعت المرأة الملك.. فسمحوا لها بالدخول عليه بسبب طاعة الحيوانات التي معها لها وخوفهم من الذئب الذي لا يتوانى عن...
تبدلت معالم الشارع الذي سكنته مضطرا؛ فراتبي لا يسمح لي بأن انتقل إلى بناية جديدة، هذا لا شأن له بحالة التردي المعيشي التي تضرب البلاد هذه الأيام، رغم هذا فبعض من أعرفهم صاروا منتفخين بحساباتهم في المصارف، أخبار طائشة تأتي إلي دونما تقص لها، طاحونة الفساد ستدمر الوطن؛ تبا لقلمي الذي يصر على أن...
يرى الرومانسية: أنها مثل طائر خرافى لا وجود له، تحلق بنا فى السحاب، بينما الواقع تحت أقدامنا بحفره ومطباته، وهى لا تؤسس للزواج الناجح، إكتسب مناعة ضد الحب، يرى النساء متشابهات كالزهور، ونسى أن هناك من الزهور الطبيعى والصناعى، إلتقى يوما وصديقه ماجد من سنوات الجامعة، اخذ وقتا فى التعرف عليه،...
المصح مكون من الكثير من الغرف، ولكنها باهتة مليئة بالرسوم وختوم الدم بالأيادي، وبطاقة الشر والسر والغرابة. الغرف مليئة بالأقفال القوية كأنها الجحيم أو أرض وحوش و شياطين. يحوي المصح الكثير في المرضى من أنواع مختلِفة من الأمراض النفسية والعصبية. هذا أول يوم لي هناك بعد محاولة انتحار انتقلت بعدها...
يومها أقلعت السفينة لتمخر عباب البحر الذي كانوا يسمّونه بحر الظلمات، وكانت رحلتهم تطول لتستغرق أشهراً. وكانت سفينتهم الصغيرة بركابها القلائل مجتمعاً صغيراً فيه كبيرٌ للبحارة ، ولكنّ كِبره كان ناجماً عن كبر سنه وبالتالي خبرته ، ومن ثم يكون احترامه واجباً ولا غبار عليه. وعندما كبرت السفن وغصّت...
أكلني الصقيع والانتظار وأنا أشعر بالوحدة والفراغ والملل لا شيء في رأسي يدور لا شيء إلا الصمت ومراقبة القطارات القادمة من بعيد لعلها تأتي بجديد ولكن هيهات ... لا شيء هنا أفعله سوى الانتظار واجترار الذكريات .. أسترجع كل سنين عمري التي مرت أمام عيني سريعة كالقطار أحاول أن أُراجع مع نفسي ما حدث ...
الجزء السابع في الصباح يستيقظ الجميع إلا هو فانه لم ينم أصلاً , فقد ظل طول الليل يفكر فيما حدث له, وفي كل ما يحدث حتى كادعقله أن يتوقف من كثرة التفكير, ولم يستطع أن يستوعب كل هذا الكم من الاشياء الغريبة التي تحدث حوله , وهو لايكاد يصدق نفسه , يسمع أصوات العصافير والحمام من حوله لكنه لا يرى...
عاودتها آلام الكلى، بكت بشدة حين تذكرت زوجها، الذى رحل فجأة، دون مقدمات لمرض، كان خفيفا كالنسمة، لطيف المعشر، إبتسمت حين تذكرت دعاباته قائلا : كل من يراك فى صحبة إبنتك يقول عليكم : إخوات ! تعيش الوحدة وتتجرع المرارة دونه، حتى الأبناء زياراتهم متباعدة، كل منهم مشغول بأسرته، حتى الهاتف أصابه...
على حافة رصيف بارد أقف ساهما، أنتظر قطارا، سوف يقلني إلى مدينة، لم أزرها من قبل، لكنني اعتدت رؤيتها، كلما أغمضت عيني، و أسدلت الستار على ما حولي. هي حيلة مجربة، ألجأ إليها، حينما أصبح عاجزا عن التنفس. أغمض عيني، و أسترخي رغم ما بي من توتر، و بعد لحظات أطأ أرضا غير الأرض، و أرى وجوها غير...
جمعنا مقعدان متجاوران في طائرة. إنتبهت لها!! تقرأني!! يالصدفة أحالت الخيال واقعا..أنا بين يديها، و نفسي أنا في المقعد المجاور!! .ياله من شعور حين وجدت نفسي في السماء، والجميلة تستمتع بي من الجلاد إلى الجلاد ، شعور أنتج هرمونا لم يكتشفه العلماء من قبل، وليس له تسمية بعد، هوإختراع اللحظة...
يجد نفسه مشدوداً إلى جسدها بتهور، وكلما تيسر لقاء بينهما، انهمك في تأمل تضاريسها بلا أي تورع، وحين تستحوذ عليه الرغبة، مرعشةً أمواج الحب العذبة، يشعر بالخجل من نفسه، ولكنه أضعف من أن يحاول ردعها، فهو يشعر أنها ملكه،وأنه حر التصرف في تلك الملكية، ولكنه مع ذلك يشعر بشيء من الضعة، وكأنه انتهك حرمة...
“أيوا الملك والوزير، مِش مصدّق؟” لا يعنيني أن أُصدّق أو لا أُصدّق، إنما ليس بي طاقة لسماع حكاية معجونة من أزمنة بعيدة، على لسان رجل لا أعرفه، وبالصدفة وحدها يتقدّمني في الطابور. لا يزال مُلتفتا تجاهي. أطوف بتفاصيل وجهه الأسمر المسحوب، وعلى الفور أربط ملامحه الطيبة بملامح عبدالوارث عَسَر...
حبست أنفاسي، حين دخلت الملكة الجميلة " كوبابا " الى صريفتي وأنا أسكن في هور الجبايش، بعيدا عن العيون، رافضا الإلتحاق بالجيش لمحاربة ايران، لم أكن على إستعداد لاستقبالها، كنت نائما، أحلم كيف أهرب من رجال الامن الذين يطوقون الصريفة. كان كابوسا انقذتني الملكة بدخلوها صريفتي ، توقعت دخول الفاتنة...
أعلى